عالميًا يكون الحراك الثوري في الشارع ناتجًا عن المعارضة والقوي الثورية، الرافضة لسياسات الأنظمة الحاكمة، التى تدعو الشعب والجمهور دائمًا إلي التحرك نحو التظاهر وإعلان الرفض والتنديد، ولكن في مصر يبدو أن الوضع مختلف، فلطالما تقوم القوي الثورية والمعارضة في انتظار التحرك الشعبي للانضمام إليه، وهو ما تنتظره الكثير من القوي الثورية والسياسية المصرية في هذا الوقت، حيث تنتظر الشعب في الانتفاض لتعلن تأييدها، فهل حان وقت النقابات المستقلة المختلفة أن تقود المعارضة وتجبر الحكومة علي تنفيذ مطالبها وإلا ستخرج ضدها ليبدأ الشعب في انتفاضته ضد النظام، بمشاركة نقابية وانتظار ثوري لإعلان التأييد. النقابات المستقلة مثل "الأطباء،المحامين، الصيادلة، العمالية" أصبح لها تأثير قوي علي كلمة الحكومة حيث تنتفض هذه النقابات لنصرة قضاياها وإحداث ضجة قوية في الشارع لرفض سياساتها التي تضر بمصالح هذه الفئات، ويؤكد محللون سياسيون أن دور النقابات المستقلة في مصر أصبح أقوى من السابق وسيكونون هم المحرك الأساسي والسبب الرئيسي لأي حراك ثوري ضد النظام الحالي. ومن جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان، إن غياب الشباب الثوري وقطاعه عن المشهد قليلًا في الفترات السابقة جاء نتيجة تحويل المسار الوطني الصحيح بعد ثورة ال25 من يناير، مشيًرًا إلي التطورات في المنظومة السياسية التي تقوم بقصف الحريات، واعتقال الشباب الذي يعلن معارضته للنظام. وأضاف شعبان ل" المصريون"، أن قانون التظاهر هو الذي أحدث حالة من الغياب الفعلي للمعارضة في الشارع سواء من الشباب الثوري، أو القوي السياسية الأخرى، مؤكدًا أن خوف الشباب من اعتقال المزيد منهم هو ما جعل غيابهم مبررًا بعد عودة الدولة الأمنية ممثلة في بعض التجاوزات التي لا ننكرها داخل السجون. وعن الحراك النقابي، أكد شعبان، أن النقابات المستقلة انتفضت في العديد من المرات للدفاع عن رأيها ومواجهة قرارات الحكومة التي نالت من هذه القطاعات، مشيرًا إلي أن الوضع السياسي المصري في الوقت الحالي يؤكد وينذر علي أن هذه النقابات سيكون لها دور مؤثر خلال الفترات المقبلة للتحرك الشعبي نحو المعارضة، حيث تمثل هذه النقابات قطاعات كبيرة من الشعب المصري. وعن الشباب الثوري وغيابه، قال رامي شعث القيادي بحركة ثوار، إن الحراك الثوري في الشارع أصبح أقل مما كان عليه قبل ثورة ال 25 من يناير، وذلك نتيجة حالة التضييق، التي يعيش فيها الشعب والشباب خصوصًا للتعبير عن رأيهم ورفضهم لسياسات النظام. وأضاف شعث في تصريحاته ل"المصريون"، أن القوي الشبابية تتحرك ولكن علي نطاق الشارع من خلال تنظيم ندوات ثقافية وفعاليات يقوم فيها الشباب بتوضيح أوجه النظر للجمهور، مشيرًا إلي أن هناك خطأ كبيرًا وقعت فيه القوي الثورية بعد ثورة ال 25 من يناير وهي عدم التوحد نحو أهداف وأفكار واحدة، وهو ما جعل تأثيرها ضعيفًا الآن. وأوضح القيادي الثوري، أن عدم القدرة على تكوين بنيان للجبهات الثورية الشبابية وتوسيع رقعتها بما يسمح للتخاطب مع القوى الثورية الأخرى وهو الأمر الذي أصبح صعبًا حدوثه في هذه اللحظة والظروف التي تمر بها الدولة.