نقل الفلسطينيون اليوم الاثنين، معركة الأسيرة هناء شلبي، التي دخلت يومها الأربعين في الإضراب عن الطعام؛ احتجاجًا على اعتقالها الإداري إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، بعد أن رفض قاضي المحكمة العسكرية الاستئناف المقدم من محاميها. وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير: "اليوم رفعنا القضية إلى محكمة العدل العليا، رغم أننا لا نعول الكثير على هذه المحكمة، ولكننا نتعامل مع الواقع وربما يشكل ذلك فرصة لإعادة التفاوض للوصول إلى حل للقضية". وأضاف: "المفاوضات توقفت بعد قرار القاضي العسكري بعدم قبول الاستئناف، والآن قبل تحديد جلسة للمحكمة العليا نحن مستعدون للتفاوض". ونجح الفلسطينيون في مفاوضات سابقة حول قضية الأسير خضر عدنان، التي خاض فيها إضرابًا عن الطعام، استمر 66 يومًا، كاد أن يودي بحياته، إذ توصلوا لاتفاق بالإفراج عنه بعد انتهاء فترة اعتقاله الإداري مع ضمان عدم تجديده. وقررت الأسيرة هناء، التي اعتقلت من منزل عائلتها في بروقين غرب مدينة جنين في الضفة الغربية في السادس عشر من الشهر الماضي، السير على نفس الخطى. لكن المفاوضات في المرحلة الأولى، فشلت في التوصل إلى حل بالرغم من خفض مدة سجنها من 6 شهور إلى 4، لكن ذلك لم يعن أنه سيتم الإفراج عنها عندما تنتهي هذه المدة. وكتبت صحيفة القدس واسعة الانتشار في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين: "هناء شلبي المضربة عن الطعام منذ 40 يوما في مواجهة هذا الإجراء الذي يستند إلى أنظمة وقوانين عفا عليها الزمن حيث تفرض سلطات الاحتلال عقوبات دون محاكمة". وأضافت: "بالأمس قالت إسرائيل بقرارها رفض الاستئناف إنها لا تعترف بالشرعية الدولية ولا تحترم إعلان حقوق الإنسان، ولا تلتزم باتفاقية جنيف، وتصرعلى فرض منطق الاحتلال وأنظمته وقوانينه على الأسرى الفلسطينيين". وتساءلت القدس: "ما الذي سيفعله كل من يحترم الشرعية الدولية ويرفع لواء حقوق الإنسان من دول ومنظمات حقوقية وأشخاص، في مواجهة هذا التعنت الإسرائيلي.. ما الذي سنفعله نحن.. سلطة رئاسة وحكومة ومنظمة تحرير في مواجهة هذه السياسة، ومن أجل إنقاذ هناء شلبي التي تردت حالتها الصحية، وكذا إنقاذ حياة الأسرى المضربين؟". واشتبك عشرات الفلسطينيين مع الجنود الإسرائيليين الذين يحرسون سجن عوفر غرب مدينة رام الله؛ حيث ألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد الجنود بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين رددوا الهتافات، منها "بالروح بالدم نفديك يا هناء". ونقل المحامي جواد بولص، الذي يتولى قضية شلبي عنها، قولها له: "شكرًا لجميع من يقف معي من أحرار؛ فأنا بدونكم سيكون صبري أقل وقوتي أضعف.. قل للعالم إن حياتنا غالية لكن حريتنا وكرامتنا أغلى وسننالها رغم زنازينهم". وأضاف بولص في مقال له في جريدة القدس، في عددها الصادر اليوم، يصف فيه رحلته من محكمة عوفر الإسرائيلية، إلى سجن الرملة، حيث تحتجز الأسيرة هناء: "أدخل بعد عناء وانتظار منطقة المستشفى التابع لمصلحة السجون إلى مدخل البناية، لا شيء فيه يشبه المستشفيات، لا راحة للمرضى، ولا فسحة للأمل، كل شيء فيه سجن قبيح". ويصف بولص في مقاله طريقة، لقاءه كمحام مع هناء: "أدخل إلى مكان أعد للقاء المحامين بموكليهم. المكان خانق أجلس على شبه كرسي وأمامي شباك مغلق بزجاج وشبك حديدي. بعد هنيهة تدخل شلبي من الجهة الأخرى تجلس على كرس. أمامها شباك مغلق برجاج وشبك حديدي. من خلال هاتف خاص نتكلم. أحييها ترد بصوت خافت من حياء ومرض".