دعا الكاتب الأمريكي المعروف جاكسون ديل إدارة الرئيس جورج بوش إلى الإعلان صراحة عن أن واشنطن لن تتسامح مع أي نقل غير ديمقراطي في المستقبل للسلطة من الرئيس مبارك إلى نجله جمال أو أي شخص آخر. وقال ديل في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، وفي إطار مقترحاته لدفع عجلة الديمقراطية في مصر ، إن إدارة بوش عليها أولا توضيح أنها لن تتسامح مع أي نقل غير ديمقراطي في المستقبل للسلطة من مبارك إلى نجله أو شخص آخر مطالبا واشنطن بربط استمرار المساعدات الأمريكية بإجراء انتخابات ديمقراطية لاختيار خليفة للرئيس مبارك. وأضاف أن الرئيس بوش ينبغي عليه محاولاته إخافته من جماعة الإخوان ، والتي وصفها الكاتب ب "بعبع مبارك المرتقب" قائلا: رغم أن جماعة الإخوان هي جماعة أصولية بالفعل، فإنها نبذت العنف منذ عقود وانضمت لجماعات المعارضة العلمانية في الدعوة إلى ديمقراطية برلمانية حقيقية في مصر. وطالب جاكسون ديل إدارة بوش على تشجيع جماعة الإخوان والترويج لها لتكون نموذجا للحركات الإسلامية الأخرى في الشرق الأوسط. ورأى ديل ، في مقاله الذي جاء عنوانه "مبارك يتفوق على نفسه" ، أن الرئيس مبارك يمارس السياسات عبر صراحة عسكرية جعلت مخططه الأخير خلال الانتخابات البرلمانية من أجل إحباط أجندة إدارة بوش المؤيدة للديمقراطية غير صعب تبينه. وأوضح ديل أنه في مقابل ضغط واشنطن من أجل عقد انتخابات حرة وعادلة لبرلمان لا يسيطر عليه الحزب الوطني ، عزم مبارك على سحق المعارضة الليبرالية والعلمانية، والتي بدأت تزداد قوتها هذا العام، فيما سمح لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة بترشيح عدد محدود من مرشحيها وتدشين حملاتها الانتخابية بحرية نسبيا.. معربا عن اعتقاده بأن الهدف كان إقصاء المعارضة المعتدلة كافة ومواجهة الولاياتالمتحدة بالاختيار بين استمرار حكمه وفي النهاية خلافة نجله جمال وبين حركة أصولية إسلامية. وأضاف: في مستهل الجولات الانتخابية الثلاثة الشهر الماضي، أتت استراتيجيته ثمارها في دائرة أيمن نور في القاهرة المنافس الليبرالي الديمقراطي أمام مبارك والتهديد المحتمل الأكبر لنجله جمال ، حيث رشح حزب الرئيس ضابط شرطة سابقا أمام نور بينما انسحب مرشح الإخوان المسلمين على نحو تعاوني وصادق مع رجل مبارك . وأوضح الكاتب أنه وبعد نقل حوالي 2000 من أنصار الحكومة تم تسجيلهم على نحو غير قانوني في قوائم الناخبين وفي انتهاك لحكم قضائي بالأتوبيسات إلى الدائرة للتصويت ضد نور ، تم في النهاية أعلن خسارة نور ، حيث استأنفت الحكومة الأسبوع الماضي محاكمته الجنائية بشأن اتهامات تزوير مفبركة. وأكد الكاتب الأمريكي أن فوز جماعة الإخوان المسلمين النسبي أحدث رعبا داخل أجهزة الأمن الحكومية فانهمكت قوات الأمن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الانتخابات في عمليات تزوير وبلطجة فجة في محاولة لمنع مزيد من الخسائر بين مرشحي الحزب الوطني أمام أعين المراقبين المصريين والدوليين والصحفيين الغربيين والقنوات الفضائية العربية ، وتم اعتقال أكثر من ألف و300 ناشط إخواني وقتل ثلاثة عندما فتحت قوات الأمن النار على أشخاص يحاولون التصويت. ورأى جاكسون ديل أن نظام مبارك الديكتاتوري من المحتمل ألا ينهار في وقت قريب لكنه بسبب الأحداث التي شهدتها الانتخابات البرلمانية فقد تأييد أغلب المصريين المعتدلين الذين أملوا في أن ينفذ النظام إصلاح سياسي تدريجي. مشيرا إلى أن تلك الأحداث يجب أن تدفع الإدارة الأمريكية التي انحازت لإصلاح يقوده النظام إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة.. على نحو يخالف وصفها للانتخابات البرلمانية ب"أنها خطوة مهمة على طريق مصر نحو الإصلاح الديمقراطية" وهو الوصف الذي كان يستحق السخرية ويتعذر الدفاع عنه.