أديب يستضيف «بحيري».. الإبراشي تخصص «ميزو».. وعبدالعزيز: محاولة للفرقعة على حساب أي قيمة تحولت شاشات الفضائيات إلى ساحة للمناظرات الدينية في الآونة الأخيرة، بعد أن كان قد تراجع الجدل المثار حول القضايا الدينية لفترة طويلة. إذ ظهر الباحث المثير للجدل إسلام بحيرى، فى مناظرة مع عدد من برامج التوك شو بعد خروجه من السجن، فضلًا عن إعادة ترتيب مناظرة بينه وبين الدكتور سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر. ظهور البحيرى المكثف تزامن مع خروج محمد عبدالله نصر، الشهير ب "الشيخ ميزو" ليصف نفسه بأنه "المهدي المنتظر"، ليفتح الباب للجدل على الفضائيات. وعقب خروجه من السجن، استضاف الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "كل يوم" على قناة "أون اي"، بحيري للحديث عن تجربته، ليتوعد الأخير جميع علماء الدين في مصر بكشف ما أسماه "كوارث التراث". ما دعا أديب لترتيب ما أسماه "مناقشة هادئة" بينه وبين الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، للحديث حول صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث، وبالفعل حضر الضيفان وبدت الأمور هادئة، وما لبث أن تحول النقاش للصراخ والاتهامات الشخصية بعد تهكم "بحيري" على الإمام بن تيمية" ووصفه ب"الأستاذ بن تيمية" وهو ما أغضب "الهلالي"، وطالبه باحترام أئمة الإسلام ووصف فكره ب"المشوش". أما الإعلامى وائل الإبراشى، مقدم برنامج "العاشرة مساءً" على فضائية "دريم" فقد أعد لمناظرة بين "الشيخ ميزو"، والداعية السلفى سامح عبد الحميد وآخرين للحديث عن مشروع قانون بإعطاء رخصة للفتوى. واتهم "ميزو" مقدمى المشروع بمحاربة التيار التنويرى الذى ينتمى له، فى الوقت الذى أيد فيه "عبد الحميد" مشروع القانون بشروط، متهكمًا على ادعاء "نصر" بأنه المهدى المنتظر، ليرد الأخير متهمًا الداعية السلفي" بأنه أفتى بعدم جواز شراء "بابا نويل"، لتندلع مشادة بين الطرفين، بعد اتهام "نصر" للإمام البخارى ب"الكذب"، وهو ما رد عليه "عبد الحميد" قائلًا: "من يطعن فى البخارى يطعن فى أئمة الأمة". وكان "ميزو" ادعى أنه "المهدى المنتظر"، ما أثار موجة من الجدل، مما جعل الإبراشى يقرر استضافته رفقة الدكتور عبدالله رشدى - الذى وُصف بأنه ممثل الأزهر فى المناظرة - حيث تهكم "نصر" على إمكانية معرفة المسلمين ل "المهدى المنتظر" عند ظهوره، مؤكدًا أنه لا يوجد شيء سمى "مهدى منتظر". وفى المقابل، رد "رشدي" بأن هناك مواصفات يمكن من خلالها معرفة هوية "المهدى المنتظر"، إلا أن الحلقة أخذت بعدًا آخر بعد تبادل الاتهامات الجنسية والأخلاقية بين نصر والعقيد هشام سرور الذى قام بمداخلة، فضلًا عن مشادة أخرى بين "نصر" والشيخ مظهر شاهين. وختم "ميزو" المناظرة بنشر صورة ل"رشدي" مع حازم صلاح أبوإسماعيل واتهامه بدعم الإرهاب بسبب تلك الصورة. وحول أسباب انتشار هذه المناظرات، قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن المناظرة التليفزيونية بشكل عام تحظى بالاهتمام والرواج، مؤكدًا أنها "تكنيك تليفزيونى من التكنيكات المهمة فى كل تليفزيونات العالم". وأضاف ل"المصريون": "للأسف الحالة الدينية فى مصر تتسم بالعشوائية وعدم ترتيب الأولويات"، متابعًا: "طبيعة التلقى فى مصر الآن فى أدنى صورها بمعنى أن المتلقين باتوا أكثر تركيزًا على اللقطات الحادة والصارخة وما يسمى (الإيفيه)". وأردف: "بسبب كل هذه العناصر السابقة، تزدهر المناظرات الدينية ذات الطبيعة التفتيتية التى تركز على الصدام الحرفى بين مفهومين وتأجيج هذا الصدام، وكلما كانت المفاهيم حادة ومنفلتة كلما كان الجمهور أكثر احتفاءً". ومضى قائلاً: "سوف تظل هذه الظاهرة منتشرة طالما حالة التلقى فى مصر مبتذلة وطالما أنه لا يوجد ترتيب فى الأولويات، وطالما أن الحالة الدينية فى مصر متوترة وعشوائية، وطالما هناك أشخاص راغبين فى تحقيق الرواج على حساب أى قيمة (المصادر)، وطالما هناك إعلاميين هدفهم الأساسى الفرقعة وحصد المشاهدات".