من محاربة الإرهابيين الفرنسيين الذين قد يتواجدون في ميادين القتال في العراق، واعتقالهم إذا عادوا لموطنهم، إلى العمل على نزع الفكر المتطرف تتعدد أهداف فرنسا لتصل إلى غاية واحدة وهي منع العمليات الإرهابية على أراضيها. فقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارة للعاصمة العراقيةبغداد، الاثنين، إن مشاركة الجنود الفرنسيين ضمن تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ضد المتشددين في العراق تحول دون وقوع المزيد من عمليات القتل الجماعي في فرنسا. وأضاف هولاند، الذي تعرضت بلاده لسلسلة هجمات نفذها متشددون في العامين الأخيرين، خلال مؤتمر صحفي "سنحاربهم مثلما (نحارب) كل الجهاديين.. لأنهم يهاجموننا، ولأنهم يعدون لهجمات على أراضينا". وتابع قوله خلال الزيارة التي تستمر يوما إنه سيتم احتواء أطفال المتشددين، ونزع الفكر المتطرف منهم. وقال ."نستعد لهذه العودة، ولكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال". واستطرد هولاند"كل ما يسهم في إعادة إعمار العراق يعد خطوة إضافية لتجنب ضربات داعش على أراضينا". أما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فقد قال بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي: "الإرهاب سيحاول أن يضرب المدنيين ليعوض خسائره، ولكن نؤكد للشعب العراقي ولكل شعوب العالم بأننا قادرون على القضاء على الإرهاب، وقادرون أن نقصر عمر الإرهاب". وفي نفس السياق قتل 24 شخصا في تفجير سيارة ملغومة بميدان مزدحم في حي مدينة الصدر بالعاصمة العراقيةبغداد، الاثنين، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، كما قطع طريقا رئيسيا من بغداد شمالا إلى مدينة الموصل، آخر معقل كبير للمتشددين في البلاد. واستهدف التفجير اليوم في مدينة الصدر ميدانا عادة ما يتجمع به العمال. وهناك تسع نساء بين الضحايا كن في حافلة صغيرة تمر بالمكان. وظهرت جثثهن داخل البقايا المتفحمة للحافلة. ولطخت الدماء الأرض في مكان قريب. وذكرت الشرطة ومصادر طبية أن انفجارا منفصلا قرب مستشفى في وسط بغداد أدى إلى مقتل شخص وإصابة تسعة. وتقاتل القوات العراقية، المدعومة من الولاياتالمتحدة، لطرد التنظيم المتشدد من مدينة الموصل الشمالية، لكنها تواجه مقاومة شرسة. وخسر التنظيم معظم الأراضي التي سيطر عليها في اجتياحه لشمال وغرب العراق في 2014. وقتلت ثلاثة تفجيرات 29 شخصا في أنحاء بغداد، السبت، كما قتل سبعة من رجال الشرطة في هجوم قرب مدينة النجف بجنوب العراق الأحد. ومنذ بدء عملية الموصل في 17 أكتوبر انتزعت القوات العراقية ربع المدينة، في أكبر عملية برية بالعراق، منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين. وقال العبادي إنه سيتم طرد داعش من البلاد بحلول أبريل.
وتواصلت الاشتباكات في مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها الاثنين. وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني إن قوات الجهاز فجرت عدة سيارات ملغومة لداعش قبل أن تصل إلى أهدافها، وانضمت إلى قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية. واستهدف داعش مواقع للجيش بعيدا عن ساحة المعركة الرئيسية، فقتل 16 على الأقل من المقاتلين الموالين للحكومة، وقطع طريقا استراتيجيا يربط بغداد بالموصل. وفي هجوم منفصل قالت الشرطة ومصادر طبية إن مسلحين اقتحموا قرية قرب بلدة العظيم التي تقع على بعد 90 كيلومترا شمالي بغداد، وأعدموا تسعة مقاتلي من العشائر بالرصاص في الرأس. وذكرت مصادر بالشرطة أن ثلاثة على الأقل من المقاتلين في جماعات مسلحة موالية للحكومة قُتلوا أيضا، وأصيب سبعة، عندما هاجم متشددون موقعهم قرب العظيم بقذائف المورتر والأسلحة الآلية.