تناولت الصحف الألمانية، اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي تم بوساطة تركياوروسيا، وقد طغت على هذا التناول نغمة متشككة بإمكانية الوصول إلي سلام قريب. بعد أن وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على قرار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توسطت فيه روسياوتركيا, كما دعا مجلس الأمن إلى سرعة إيصال المواد الإنسانية إلى سكان المناطق المحتاجة. وعلقت صحيفة "فرانكفورتر الجماينه" الألمانية في هذا الشأن، قائلةً: إنه "بهذا الاتفاق تم تقوية موقف الأسد بشكل كبير مقابل ضعف موقف المعارضة السورية بدفعها إلي الموافقة علي الاتفاق دون ضمانات حقيقة بوقف إطلاق النار من قبل نظام بشار الأسد، مضيفًا أن المفاوضات على اتفاق وقف إطلاق النار دليل إضافي على عودة روسيا كلاعب مهم إلى الشرق الأوسط, وهذا ما تريده روسيا بالتأكيد". بينما رأت صحيفة "قرانكفورتر روند شاو" الألمانية، أن من أشعلوا النيران في سوريا هم أنفسهم من يريدون إطفاءها, فبعد أن سيطر النظام السوري علي مدينة حلب السورية بمساعدة حلفائها روسيا وإيران, فرض النظام السوري شروطه علي المعارضة السورية, مؤكدًا أنها لن تستطع الرفض, فهي الطرف الضعيف في المعادلة السياسية, في إشارة إلى أن الناس في سوريا غير مبالين بصدق نوايا المتفاوضين, فهم يرونها فرصة لالتقاط أنفاسهم ليس إلا. ومن جهتها ألقت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، الضوء على دور كل من روسياوتركيا في هذا الاتفاق, وما الاستفادة التي سيجنيانها كل منهما إذا نجح الاتفاق، فروسيا تريد أن تصبح قوة كبرى تحقق الاستقرار الذي فشلت في تحقيقه الولاياتالمتحدةالأمريكية, وتستفيد تركيا بمنع إقامة منطقة كردية في سوريا؛ لتجنب انفصال الأكراد الأتراك. وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير, عن شكوكه تجاه وقف إطلاق النار في سوريا, كما أنه أكد من قبل أنه لا وجود لعودة الحياة في سوريا مرة أخري أو رسم أي مستقبل لها في ظل حكم الرئيس السوري بشار الأسد. ومن جهة أخري حذرت المعارضة السورية في وقت سابق من أنها لن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار إذا استمرت الحكومة في مهاجمة المناطق الواقعة في شمال غرب حلب.