قال الكاتب الأمريكي ريتشارد كوهين, إن الولاياتالمتحدة فقدت نفوذها الدولي بسبب أخطاء الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما, خاصة في سوريا. وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" في 28 ديسمبر, أن مدينة حلب في سوريا أصبحت الآن كومة من الأنقاض, وواجه عدد لا يحصى من المدنيين فيها مصيرهم قتلا وتنكيلا, دون أن تحرك القوى العظمى المتمثلة في الولاياتالمتحدة بقيادة أوباما ساكنا. وتابع " روسياوتركيا وإيران التقوا في موسكو قبل أيام لمحاولة إيجاد حلول لقضايا المنطقة, دون حضور الولاياتالمتحدة، حتى أن أحدا من هذه الدول لم يطلب من أمريكا الحضور". واستطرد " رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرتشل سبق أن صرح في 1942 بأنه لم يتول ذلك المنصب كي يتسبب في اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وتراجع دورها على المستوى العالمي, بينما فعل أوباما العكس, وتسبب في تلاشي الزعامة الأمريكية على المستوى العالمي". وكانت روسيا أعلنت الخميس الموافق 29 ديسمبر عن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا، تجري بعده مفاوضات سياسية بين الأطراف السورية بمشاركة قوى إقليمية ودولية. وحسب "الجزيرة", قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه تم توقيع ثلاث وثائق بين النظام السوري والمعارضة، تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار والرقابة عليه، والاستعداد لمفاوضات حول السلام في سوريا. ومن جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن وقف إطلاق النار يبدأ منتصف ليل الجمعة, مشيرا إلى أن التشكيلات المعارضة التي وقعت على الاتفاق مع دمشق تضم أكثر من ستين ألف مسلح. وأضاف أن سبع مجموعات من الفصائل التي وقعت الهدنة هي القوى الرئيسة للمعارضة المسلحة السورية، موضحا أن روسيا جهزت الظروف لتقليص عدد قواتها في سوريا. ومن جهتها، أكدت المعارضة السورية المسلحة أنها توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق نار يشمل جميع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، كما أكدت وكالة "سانا" الرسمية السورية أن الجيش النظامي أعلن وقف إطلاق النار. وبدورها, أكدت وزارة الخارجية التركية ما قاله بوتين، وقالت إن اتفاق وقف إطلاق النار يبدأ منتصف ليل الجمعة, بضمانة تركياوروسيا. وفي مؤتمر صحفي عقدته بأنقرة, أكدت المعارضة السورية المسلحة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع النظام برعاية روسية وتركية، هو هدنة شاملة لا تستثني منطقة أو فصيل مسلح من المعارضة، مشددة على أن المفاوضات السياسية اللاحقة تستند إلى اتفاق جنيف1 لعام 2012 وقرار مجلس الأمن 2254. وشدد المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد في المؤتمر الصحفي، على أن الاتفاق لا يستثني أي فصيل مسلح في مناطق المعارضة، مشيرا إلى أن هناك أكثر من أربعين ميليشيا تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد. وأوضح أبو زيد أن المعارضة فاوضت روسيا باعتبارها طرفا ضامنا للنظام وميليشياته، مؤكدا أنه لم يتم إجراء أي لقاء مع ممثلي النظام السوري والحكومة الإيرانية. وعرض أبو زيد الاتفاق في خمس نقاط جاءت في صحفتين، منها التزام المعارضة بالاشتراك في الحل السياسي خلال شهر من تثبيت وقف إطلاق النار. وجاء في الاتفاق أن الطرفين المتفاوضين سيعملان على حل القضية السورية، وأن التفاوض سيكون برعاية الدول الضامنة، وهي روسياوتركيا. كما تضمن الاتفاق كيفية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، واستناد العملية السياسية إلى بيان جنيف1 وقرار الأممالمتحدة 2254 وبرعاية الأممالمتحدة، وهو ما يعني أن لا وجود للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا، وفق تعبيره. كما تحدث المستشار القانوني في الجيش الحر عن أهداف هذا الاتفاق، وهي تأمين واقع إنساني أفضل للسوريين الذين يعانون أوضاعا "مزرية"، في ظل عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى شريحة كبيرة من السوريين. وأشار أبو زيد إلى وقف مسلسل التغيير الديموغرافي والتهجير القسري والإحلال الشيعي محل السكان الأصليين. وفي ختام المؤتمر الصحفي، وجه أبو زيد رسالة إلى الشعب السوري الذي أكد أنه قدم كثيرا من التضحيات، قائلا :"أصابعنا ستبقى على الزناد، وسنقدم كل التضحيات لتخفيف آلام السوريين وتحقيق العدالة". وقد أيد قادة فصائل المعارضة السورية اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو. والتزم قادة المعارضة في بيان بتشكيل وفد من أجل إجراء المحادثات الخاصة بالحل السياسي للأزمة السورية في أستانا عاصمة كازاخستان, بمشاركة تركية روسية. كما شددوا على ضرورة البدء في العملية السياسية في سوريا طبقا لما نص عليه بيان "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن الدولي. وجاء في البيان أن الفصائل الموقعة على الاتفاق تقر بالاحترام الكامل لسيادة ووحدة الأراضي السورية وتأمين مصالح السوريين ووضع حد لإراقة الدماء وضمان الدولة التي تمثل الشعب بأكمله. كما أعلن البيان اهتمام المعارضة باستقرار سوريا بمشاركة ممثلي تركياوروسيا الذين وصفهم البيان بالضامنين. وبدوره, أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا الخميس الموافق 29 ديسمبر, عن خفض الوجود العسكري الروسي في سوريا, حيث شنت قواته حملة غارات جوية لدعم نظام الأسد منذ سبتمبر 2015 , وذلك بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا. وقال بوتين أثناء اجتماع مع وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف :"أنا أؤيد اقتراح وزارة الدفاع خفض وجودنا العسكري في سوريا، لكننا سنواصل بدون شك مكافحة الإرهاب الدولي". وأضاف بوتين "تم توقيع ثلاث وثائق: الأولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة حول وقف لإطلاق النار على مجمل الأراضي السورية، والثانية تشمل تطبيق إجراءات تهدف إلى مراقبة احترام الهدنة, أما الوثيقة الثالثة فهي إعلان أطراف النزاع استعدادهم لبدء مفاوضات السلام".