وسط تناقضات كثيرة ورفض المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات أستانا، توقعت موسكو بأن يكون حضور المعارضة السورية المسلحة في هذه المفاوضات قويًا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن ذلك سيكون الميزة الأساسية لهذه المفاوضات، التي لم يتم تحديد موعد انطلاقها بعد، وأوضحت الناطقة باسم الوزارة أن جهود التحضير للمفاوضات في أستانا تركز على اتجاهات معينة، بما في ذلك ضمان الحضور القوي لفصائل المعارضة المسلحة، معربة عن اعتقادها، بأن «هذه هي الصفة الرئيسية التي ستميز مفاوضات أستانا عن عملية جنيف، لكن المعارضة السياسية ستشارك أيضًا. أما تشكيلة الوفود وصيغة المشاركة، فتجري دراستها حاليًا». وحول احتمال مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات (المنبثقة عن مجموعة الرياض للمعارضة السورية)، التي سبق لها أن خاضت مفاوضات جنيف كمفاوض رئيسي لقوى المعارضة، قالت «زاخاروفا» إن الحديث لا يدور حاليًا عن توجيه الدعوات لحضور المفاوضات في أستانا، بل عن صياغة الرؤى والأطر الأساسية للمفاوضات في أستانا. وشددت على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في حوار أستانا. من جهة أخرى، أكد مصدر دبلوماسي روسي، أن العسكريين الروس والأتراك يجرون حاليًا في أنقرة مفاوضات مع ممثلي المعارضة السورية حول معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا. وقال المصدر إن الاتصالات تجري حاليًا بين روسيا وتركيا مع المعارضين، موضحًا أن الحديث في المفاوضات يدور حول معايير إعلان نظام وقف إطلاق النار. كما أكد المصدر أيضًا أن العسكريين الروس والإيرانيين والأتراك، كممثلي الدول الضامنة لنظام وقف إطلاق النار في سوريا يخططون للمشاركة في المفاوضات السورية في أستانا التي ستتضمن مناقشة وقف إطلاق النار، ويجري العمل حاليًا على اتفاق حول هذه المسائل على مستوى الخبراء في أنقرة، وسيتم إقراره في أستانا. وأضاف أن الهيئة العليا للمفاوضات مهتمة بالمحادثات في أستانا، لكن لم يجر تحديد موعد للاجتماع، قوله «إنهم مهتمون بالموضوع، لكن من غير الواضح متى سيعقد اللقاء، لأن الاتفاق النهائي لم يتم بعد». وفي السياق نفسه ذكر بيان للخارجية الروسية بأن روسيا تجري حوارًا مع بعض الدول في الشرق الأوسط حول تسوية النزاع في سوريا، بما في ذلك مع السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات. وأشار إلى أن «إدارة الرئيس أوباما لم تتمكن من تفيذ الاتفاق حول فصل المعارضة السورية عن الإرهابيين، ولذلك بات التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا يحظى بدور هام. وكذلك الحوار الدولي مع الدول الأخرى في المنطقة، ومن بينها؛ السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، بهدف وقف القتال في سوريا وإنعاش العملية السياسية للتوصل إلى حل للنزاع السوري». ونوهت الوزارة بان العمل مستمر كذلك في إطار العملية السياسية – الدبلوماسية لإطلاق الحوار السوري - السوري الشامل، بدون شروط مسبقة، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ، مع الأخذ بالاعتبار نشاط المجموعة الدولية لدعم سوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة.