الباعة:"أسعار الطباعة خلّصت علينا بالضربة القاضية" الباعة:"شكل الحكومة مش عاوزه حد يفهم" "الإنترنت خلانا عايشين على المساعدات" السريحة بالغردقة: "الزباين راحت للفيس.. و"بيع الموز بديل الصحف"
جاء ارتفاع أسعار طباعة الصحف ضربة قاضية، لبائعى الصحف بالمحافظات، والذين كانوا يعيشون على استحياء ببيع عدد من الصحف بعد التطور السريع وغير المسبوق فى الصحافة الإلكترونية، لكن قرار ارتفاع الطباعة كان هو الصخرة التى تحطمت عليها بقية ما كانوا يقتاتون منه. "المصريون"، تجولت فى المحافظات لتقف على حقيقة ومأساة أصحاب هذه المهنة، التى دخلت فى طى النسيان والانقراض من المحافظات. ففى شارع الجيش بمدينة كفر الزيات بمحافظ الغربية، يجلس "عماد أحمد موسى " بائع صحف، البالغ من العمر 40 عامًا فى كشك خشبى صغير وأمامه طاولة خشبية عليها غالبيّة المطبوعات المصرية من صحف وجرائد. "المصريون"، التقت عماد، الذى أكد بحزن أن غلاء طباعة الصحف ستكون بمثابة الرصاصة، التى ستنهى مهنته، مؤكدًا أن الإقبال سينخفض على قراءة المطبوعات المصرية من صحف وجرائد ومجلات بعد الارتفاع بل سينعدم، وخاصة بسبب انتشار المواقع الإلكترونية الإخبارية . وأضاف، أن الناس لن يستطيعوا دفع أربعة جنيهات ثمن الصحيفة، فأسعار السلع الأساسية زادت، والصحف من الرفاهية التى لا داع لها، متوقعًا أن تنتهى مهنة بائع الصحف من مصر بعد زيادة أسعار المطبوعات، ويبدو أن الحكومة الحالية مش عايزة حد يقرأ أو يفهم، على حسب قوله. وتساءل: "إزاى المواطن يشترى كيلو السكر ب 12 جنيهًا ويشترى جريدة ب 4 أو 5 جنيهات، مناشدًا الدولة أن تدعم الصحف الورقية قبل أن تصبح فى خانة الذكريات. وأكد ل"المصريون"، أنه سيبع شيبسى وعصائر وبعض السلع لسد احتياجاته المادية وتوفير القوت اليومى لأسرته، معربًا عن حزنه الشديد فى انتهاء المهنة التى أخذت من عمرة 26 عامًا. وفى البحيرة "المصريون"، التقت حمدى عبدالوهاب البلك، من أقدم بائعى الصحف، والذى أكد أنه قام بالعمل بتلك المهنة منذ ما يقارب 30 سنة وأكثر، وأنه عمل فى بيع الصحف والمجلات منذ أن كان سعرها 10 قروش. وأضاف، أن جميع المواطنين كانوا يومياً يترددون عليه لشراء تلك الصحف، لافتًا إلى أنه منذ سنتين تقريبًا بدأ ارتفاع أسعار الجرائد والمجلات بشكل متزايد وأنا وقفت نشاطى نظراً لعدم إقبال المواطنين على شرائها، وعلل ذلك بأنه منذ التسعينيات ودخول "طبق الدش" إلى المنازل، ونسبة المبيعات فى انخفاض دائم، وذلك بسبب وجود البرامج الإخبارية، وبرامج التوك شو، ووجود "الشريط الإخباري"، أسفل كل قناة للتواصل مع المواطنين بكل المستجدات لحظة بلحظة. وأكد، أن الإنترنت خرب بيوتنا وذلك لوجود كل المتطلبات والاحتياجات بداخله، مضيفًا أن وجود المحمول قضى على مهنتى"الساعاتى – وبائع الصحف". وأوضح، أنه يعيش حالياً على المساعدات المالية من بعض الأهالى بعد تركه لمهنته الرئيسية وهى بيع الجرائد المختلفة، وقال الجرائد دلوقتى كل أخبارها مش كويسه ومعتش فى حاجة بتعجب الناس عشان تشترى الجرنال وتقرأه. وأشار، إلى أنه قد سمع مؤخراً عن ارتفاع أسعار الطباعة إلى 80% بعد الارتفاع فى أسعار الورق الخاص بها، وقال بأن هذا القرار سيهدد عشرات الأسر بالتشريد بسبب إحجام الصحف عن الطباعة، وتشريد بعض العمال فى تلك المطابع والاستغناء عن آخرين. وفى الفيوم يقول محمد حسن محمد أشهر وأقدم بائع جرائد بالمحافظة، إنه متزوج ولدية ابنة وحيدة تبلغ من العمر أربع سنوات تزوج وهو ابن ال 42 عامًا ويسكن فى شقة بالإيجار فى منطقة البحارى عبارة عن غرفتين وصالة يدفع إيجار 400 جنيه تمت زيادتها إلى خمسين جنيه. وأكد أنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 50 عامًا ورثتها أبًا عن جد فأجدادى وأبى كانوا يعملون فى هذه المهنة "بائع جرائد" فتاريخنا طويل مع الجرائد يمتد لأكثر من مائة عام وفى نفس المكان مزلقان بهجت وسط المدينة . وأوضح "أن دخلى اليومى من هذه المهنة لا يتعدى الأربعين حنيهًا هذه الأيام مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان دخلى اليومى يتخطى الستين والسبعين جنيهًا يوميًا وكانت تكفى احتياجاتى واحتياجات أسرتى اليومية من مأكل ومشرب وكهرباء ومياه وغاز، أما الآن فلا تسد احتياجاتى اليومية مقارنة بارتفاع الأسعار وعدم الإقبال على شراء الجرائد". وأشار إلى أن مهنة بيع الجرائد كانت رائجة، أما الآن فشكرًا "محدش بيقرأ ولا بيشترى جرائد إلا قلة قليلة، وحلمى أن توفر لى المحافظة كشك لبيع الجرايد ويأوينى من برد الشتاء وأمطارها ورياحها وحرارة الجو فى فصل الصيف". وفى البحر الأحمر، يعانى السريحة من كساد بيع الصحف، حيث يقول ناصر نعيم وشهرته سيد نعيم، صاحب فرش بيع صحف ومجلات فى ميدان الدهار بالغردقة، إنه قدم من مركز قفط فى محافظة قنا إلى الغردقة عام عام 1996 ولم أستكمل دراستى وخرجت من التعليم من سن عشر سنوات من أجل لقمة العيش وعملت فى قهوة أقوم بتنظيفها مقابل 3جنيهات فى اليوم الواحد، وقمت بشراء مجموعة صحف وبعتها وفى نهاية اليوم تحصلت على 7جنيهات مكسب، وهذا اليوم مكثت الليل بطوله لم أنم من الفرحة ومنذ ذلك اللحظة تركت العمل بالمقهى وأعمل فى بيع الصحف حتى الآن. وأضاف، "كنت بائع صحف سريح أقوم بحمل الصحف والمجلات على كتفى وأنزلها من الأتوبيس، لفرش الصحف الخاص بالمرحوم سيد، الذى علمنى ازاى أبيع الصحف والمجلات منذ صغري". وتابع: "كنا نأخذ 600 نسخة المصرى اليوم،200 الأهرام 180الأخبار، ووصلت 2600 نسخة جرائد يومية وأسبوعية، والآن البحرالأحمر بأكملة لا يصرف 2000نسخة من جميع الجرائد". وأوضح، أننى تزوجت من بيع الصحف، بالإضافة إلى تجهيز أختى، والآن البيع قل بسبب زيادة أسعار الطباعة والورق 80% ونعتمد على بيع السجائر والمناديل بجانب الصحف ولا يوجد لدينا مصدر رزق آخر. كما أكد أحمد عبد السلام بائع صحف ومجلات بمنطقة الدهار، كنت أعمل سريحًا والآن أعمل فى فرش أخى عوض عبد السلام، مؤكدًا أن الإقبال على شراء الصحف قل وذلك لارتفاع أسعار طباعة . فيما أضاف، أمين المنياوى، "أننى تركت بيع الصحف لأنها تراجعت منذ ارتفاع الطباعة والورق والآن أبيع موز للمواطنين، مؤكدًا أحنا طفشنا من غلاء وارتفاع الأسعار للصحف وقمنا بترك الصحف والاعتماد على أعمال أخرى ويوجد عشرات غيرى تركوا المهنة". ولم يتغير المشهد فى قنا فأشهر العائلات التى توارثت بيع الصحف (عبدالخير وعوكل ودابو) أكدوا ل"المصريون" "أننا توارثنا بيع الصحف الورقية عن أبائنا الذين توارثوها عن أبائهم والحمد لله تربينا وتعلمنا وفتحنا بيوتنا من بيع الصحف وعن بيع الصحف زمان وبيعها مع ظهور الصحف الالكترونية وانتشارها أكد تراجع مبيعات الصحف مع انتشار الإنترنت والصحف الإلكترونية بشكل كبير وملحوظ . وأضاف، أن هناك صحفًا أغلقت وصحفًا تراجعت وأخرى أصبحت أسبوعية بعدما كانت يومية حتى مجلات المرأة والطفل وغيرها من الصحف والمجلات المتخصصة تأثرت بشدة ومنها من أغلقت أبوابها، لافتًا إلى أن هناك طبقة كبار السن والمثقفين وعشاق القراءة لا يزالون مواظبين على شراء الصحف إلى جانب المصالح الحكومية حتى بعد انتشار الإنترنت والصحف الإلكترونية لأنها بالنسبة لهم (كيف ومزاج).