مرت ثلاثة أعوام على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى تغيير الخطاب الديني، وحتى هذه اللحظة لم يحُدد ما هو الخطاب الديني الذي يقصده. وبناءً على دعوة تجديد الخطاب الديني أنفقت المؤسسات الدينية ما يقرب من 125 مليون جنيه من أموال الدولة في خطب وندوات للشباب، والأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل أصدر عدد من العاملين في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بعض الفتاوى التي وصفت من قل البعض ب"الغريبة"، والمثيرة للجدل. وخلال تلك الفترة نستعرض أبرز وأغرب الفتاوى التي أطلقها رموز الأزهر الشريف، والتي خرجت عن سياق الدين الإسلامي على هذا النحو.. "تحليل سماع الأغاني الشعرية وتحريم الأغاني الدينية" أفتي مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، بإجازة سماع الأغاني الوطنية والأغاني التي ترقي المشاعر، وحرم سماع أغاني الجماعات المتشددة المحرضة لأنها تفرق بين أبناء الوطن. "مشاهدة الراقصات" حلال وخرجت آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بفتوى غريبة للغاية، وأجازت فيها مشاهدة الراقصات في قنوات التلفاز. وقالت آمنة: "لو شعر الإنسان أن نظراته للراقصة تؤذيه نفسيًا أو غير ذلك فلا حرج أن ينسحب أما إذا سعد لتواجده فلا حرج أن يكمل مشاهدته للفيلم". وتابعت: "لو الراقصة بترقص في مضمون الفيلم مفيش مشكلة، ومفيش فيلم بيخلى من الرقص والغناء". فتوى "الراقصة شهيدة" و"استئذان الزوج" كما أفتي سعد الدين هلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الشهيد هو كل من مات وهو على وجه الحق. وقال: لابد أن نفرق بين ما إذا كانت خارجة للرقص أو خارجة لكي تقضي حوائج حياتها اليومية مثل الحصول على المأكل والمشرب. وتابع: "لو قتلت وهي في طريقها إلى الحصول على المأكل فهي شهيدة لأنها خرجت تطلب الرزق". وكذلك أفتي بضرورة أن يستأذن الزوج من زوجته قبل دخوله المنزل. "تطليق الزوجة الإخوانية" ضمن الفتاوى الغريبة التي أطلقها علماء الأزهر الشريف، في إطار تجديد الخطاب الديني. أفتي الإعلامي مظهر شاهين، الشيخ الأزهري الأسبق، بضرورة تطليق الزوجة في حال اكتشاف أنها إخوانية أو تنتمي لجماعات إرهابية. فتوى "إلغاء الأذان" فعقب أن قامت إسرائيل بإصدار قرار يلغي إذاعة الأذان في المساجد، أفتي الشيخ الأزهرى خالد الجندي، بعدم ضرورة إذاعة الأذان في المساجد. وقال "الجندي": "أنا مش عارف هو ليه الناس عايزين الأذان يعلى ويكون عبر مكبرات الصوت وده بيسبب أذى لناس كتير عايزة ترتاح وتنام، يعني واحد كده تعبان وعايز يروح من شغله يرتاح شوية فجأة يلاقي الأذان بيأذن فيزعجه وده ممكن نقول أنه كصوت الحمار الذي ينهق بما لا يسمع". وفي هذا السياق قال علي حاتم، القيادي في الدعوة السلفية، وعضو مجلس الشورى بها، إنه من الممكن أن يتم تجديد الصيغة أو الطريقة التي يقدم بها الدين الإسلامي للمجتمع، لكن لا يجوز تغيير القواعد الأساسية للإسلام، وهذا أفضل من الفتاوى الغريبة. وأشار "حاتم"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إلى أنه لا يجب المساس بقواعد الدين الإسلامي أو التلاعب به في تجديد الخطاب الديني، مؤكدًا أن الرئيس السيسى لم يوضح لنا المقصود بتجديد الخطاب الديني بالتحديد. وبدوره قال فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتاوى، إن الخطاب الديني في مصر خطاب معتدل وموروث عند جميع الأئمة منذ القدم. وأكد " الأطرش" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الخطاب الديني لا يحتاج إلي إقامة ثورة دينية عليه، فجميع الأئمة يبدأون خطبهم بالآية الكريمة: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". وتابع: فالدين الإسلامي دين متسامح في خطابه ولا يحض على الإجرام بأي شكل من الأشكال. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى طلب من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف العمل على تجديد الخطاب الديني.