جدد تفجير الكنيسة البطرسية والذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابين، الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداية حكمه. ووصف السيسى أثناء خطابه، قبل أشهر، في احتفالات الذكرى ال51 لإذاعة القرآن الكريم مفاهيم الدين الإسلامي بأنها تعادي تعاليم الإسلام والدول الغربية، وتجعل المسلمين مصدر قلق وخطر وتهديد للعالم،حيث قال "إن مصر بحاجة إلى ثورة دينية ضد الأفكار المشوشة والمغلوطة عن الدين الإسلامي، و أن المسلمين أصبحوا يمثلون مصدر إساءة لدينهم ونبيهم حول العالم"، على حسب قوله. وعقب أيام قليلة من تفجير الكنيسة، عقدت اللجنة الدينية بالبرلمان اجتماعا مغلقا لمناقشة قضية تجديد الخطاب الديني، بحضور ممثلين عن الأزهر والكنيسة. وأكدت اللجنة أن تجديد الخطاب الديني لا يهدف إلى تسييس الدين، أو تطويعه لخدمة النظام حال تعارضه مع رأى الدين، مشددة على أهمية وجود خطاب ديني مستنير لمواجهة الأحداث، بما لا يمس أساس وصالح الدين. ووصفت الخطاب الديني الحالي بأنه دون مستوى الأحداث، ولا يجب أن يكون خطاباً جامداً، وأن يعي كل المتغيرات من خلال التركيز على مخاطبة العقل الإنساني وتأكيد رفض الإسلام للعنف بكل أشكاله وصوره. ومن جانبه وضع محمد مختار جمعه، شدد على أن من أهم محاور تجديد الخطاب الديني، الدخول في قضايا نظام الحكم حيث تكفر الجماعات الإرهابية الساسة والقضاة والنواب باعتبار أن نظام الحكم ضد الدين ولم يكتفوا بذلك فقط ولكنهم يرون أن من يرضى بنظام الحكم من العامة وتأخر في التوبة يستوجب قتله ولا يستتاب. وأضاف "جمعه" خلال كلمته في البرلمان إن الأخير يعد قاعدة قوية بين الجهات المختلفة لتشكيل قاعدة قوية لتوحيد وتجديد الخطاب الديني مطالبا بإعداد تشريع لمواجهة للفتاوى الضالة وتنظيم الإعلام الديني حتى لا يطالهم علينا من يقول أن المهدي المنتظر في إشارة إلى الشيخ محمد عبد الله الشهير ب"ميزو". الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتاوى السابق استنكر الدعوات لتجديد الخطاب الديني مشيرا إلي أن الخطاب الديني معتدل وموروث عند جميع الأئمة مشيرًا إلي عدم استيعابه لتجديد الخطاب الديني وإنما نحتاج إلى تطوير التفكير الديني. وفى تصريحات ل"المصريون"، قال "الأطرش" إنه لا يجوز أن ينتقد الرئيس نصوص دينية تحيا بها الأمة الإسلامية منذ القدم واصفا تلك الدعوات بأنها غاية في الخطورة وقلب للحقائق مطالبا بعدم السكوت علي تلك الدعوات. وأشار إلي أن الدين الإسلامي دين متسامح ولا يحض علي العنف مستشهدا بالآية الكريمة "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". وتساءل "إذا كنا نوصف المسلمين بالتطرف فمباذا نوصف الأمريكان واليهود"، مطالبا بمساندة المسلمين بدلا من التشهير بهم. فيما قال أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات هو من سيَّس الدين، وأدى ل"تدين السياسة". وأوضح"كريمة"- خلال حواره مع برنامج "كلام تاني" المذاع على فضائية "دريم" أن الشأن الإسلامي فيما يتصل بالخطاب الدينى فى واقعيته ومعالجات لمفاهيم مغلوطة ومداواته لأفكار خاطئة يحتاج إلى أناس قال الله عنهم "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله". وأشار إلى أن مصر لا تحتاج إلى تجديد خطاب ديني، ولكنها تحتاج إلى خطاب جديد، موضحا أن هذا ما ذكره الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة دينها بحسن الفهم والعرض". وطالب إنشاء هيئة قومية للوعي الإسلامى تتبع رئاسة الجمهورية تضم فى عضويتها من لديهم القدرة على التعامل مع التراث الموروث والتصدى لمستجدات العصر، فضلاً عن وجود إعلام دينى تخصصى داعيًا إلى التقريب بين المذاهب العلمية.