لم يمر على انتصار الرئيس السوري بشار الأسد بمعاونة القوات الروسية في حلب سوى أيام، حتى ضربت لعنة المدينة التي هجرها أهلها بسبب الطيران الروسي لتتسبب في خمس كوارث وأزمات متلاحقة بموسكو خلال أسبوع واحد. وما حدث بمدينة حلب في الأسابيع الماضية ليس ببعيد، عن هذا المشهد المأسوي الذي شهدته سوريا على مدار الأعوام الماضية، فقد ارتكبت فيها أفظع الجرائم المنافية لكافة الأعراف والأديان، بمشاركة الميليشيات الإيرانية وروسيا وقوات الأسد على مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي شاهد صرخات واستغاثات أهالي المدينة في مشهد أطلق عليه السوريون أنهم يعيشون أهوال يوم القيامة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الأحد، تحطم طائرة تابعة لها بعد دقائق من إقلاعها من مطار سوتشي في البحر الأسود وعلى متنها 91 شخصًا بينهم 83 عسكريًا. وتم العثور في مياه البحر الأسود على أجزاء من حطام الطائرة قبالة شواطئ منتجع سوتشي. الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من ويلات الحرب والدمار، ولم يجد مواطنوها ما يسد حاجتهم من مأكل وملبس ومشرب كانت هذه الطائرة التي تحطمت جنوب البلاد تقل أفراد فرقة موسيقية؛ للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد في قاعدة حميميم الجوية في سوريا. وأعلنت وكالة "تاس" الروسية، عن مصرع قائد الشرطة العسكرية الروسية، الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي في هذه الطائرة العسكرية ليتحول الاحتفال إلى عزاء في روسيا. لم تكن هذه الضربة التي تعرضت لها روسيا اليوم هي الأول من نوعها فقد تعرض السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، للاغتيال الأسبوع الماضي، عقب تعرضه لإطلاق نار في العاصمة أنقرة، من قبل أحد الضباط الأتراك. “لا تنسوا حلب.. لا تنسوا سوريا".. هكذا صرخ منفذ اغتيال السفير الروسي بعد لحظات من إطلاقه النار مصوبًا مسدسه الصغير نحو جثة سفير روسيا لدى أنقرة أندريه كارلوف ومن ثم إلى الحاضرين. "حلب تموت، ولابد لهم من الموت معها، لا تنسوا سوريا، حلب تباد، لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا" هي كلمات كررها القاتل بعد تنفيذ مهمته والسفير بجواره ملقى بجراحه على الأرض. وتحطمت طائرة روسية، أخرى في 19 من ديسمبر الجاري، قرب سيبيريا وأسفر عنها إصابة 23 شخصًا كانوا على متن الطائرة، بينهم 16 في حالة حرجة، دون مقتل أي من الركاب. وفي 19 ديسمبر أيضًا قال مسئولون صحيون روس إن 41 شخصًا على الأقل ماتوا في إحدى مدن سيبيريا؛ تسممًا بالكحول بعد تناولهم مستحضرًا للاستحمام. وقالت تاتيانا ليبيديفا، وهي مسئولة في الخدمات الصحية في مدينة إيركوتسك في سيبيريا إن 30 شخصًا ماتوا بسبب التسمم بالميثانول (الكحول المعدوم) بعد تناولهم مستحضرًا للاستحمام يحتوي على هذه المادة. وفي ذات اليوم، أيضا تمكن مقاتلو تنظيم "داعش" من إسقاط طائرة مروحية روسية فوق مطار ‹T4› العسكري شرق مدينة حمص وسط سوريا، ومقتل طاقمها وسط تأكيد من الصفحات الموالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي.