قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترشحه لفترة ثانية مرتبط بقدرة المصريين على تحمل المشاق والتضحية، معترفًا في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بتراجع شعبيته، رافضًا وجهة النظر التي تشير بأن حكمه أسوأ من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأضاف في سياق حديثه عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر: "الدولة كانت تدعم الجنيه وسلعًا ترفيهية يتم استيرادها بمليارات الدولارات.. بينما الآن يتم ترشيد الدعم كما طبقت الحكومة إجراءات تضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين"، واصفًا رئاسة مصر بأنه "عبء". واختلف السياسيون حول إمكانية ترشح السيسي لفترة رئاسية جديدة وقدرة المصريين على تحمل المصاعب خلال الفترة القادمة، في الوقت الذي يعاني فيه المصريون من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار. وقال المهندس أحمد السباعي المتحدث باسم حزب "الوطن" السلفي: "السيسي سيترشح بالفعل لولاية ثانية حتى لو قال غير ذلك فكرسي الحكم إغراء، وشعبه قادر على تحمله، فقد فعل ما لا يمكن تصوره باقتصاد المصريين وأرزاقهم ولم يتكلم أحد". وأضاف السباعي ل "المصريون": "نجاحه من عدمه ليس مرتبطًا بحال المصريين ولكن يتعلق بداعميه، فإن ظلوا داعمين له سينجح وإن تخلوا عنه سيختفي من المشهد". الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية قال إن "المصريين سيتحملون فقط عندما يجدون الأمل في المستقبل ويجدون ثمرة تحملهم، وقتها فقط سينتخبون السيسي رئيسًا، ولكن إن لم يجدوا ما صبروا عليه سوف ينقلب الوضع نهائيًا". وأضاف: "هذا العام ستظهر الصورة كاملة إما تظهر ملامح لنجاحات النظام الحالي أو أن يظهر عكس ذلك هذا العام هو الامتحان الحقيقي للنظام الحاكم". وقالت جيهان رجب القيادية بحزب "الوسط": "أعتقد أن بعض المصريين ورغم كل ما يعانونه من سوء الحالة الاقتصادية إلا أنهم أصبح غير قانعين نهائيًا بالتغيير". وأضافت: "أرى أن السيسي لن يتنازل عن الترشح لفترة ثانية، لأسباب كثيرة، وإن كان الحديث عن ذلك سابق لأوانه، فما زالت هناك أزمات في كثير من الملفات، كالملف الحقوقي والأمني والاقتصادي وملف الانقسام المجتمعي". من جانبه، قال الدكتور خالد متولي عضو حزب الدستور :" لا يمكن أن يتحمل الشعب المصري كما يراهن السيسي على ترشحه لفترة أخري، فقد تحمل أثناء حرب الاستنزاف وبعد 67 وقبل حرب النصر في 73، لكن هذا التحمل كان مسببًا بظروف الحرب". وأضاف متولي ل"المصريون": "الآن ما هو الذي يجبر المصريين على التحمل وهم لم يروا حربًا على الإرهاب كما زعم السيسي كل ما رأوه حربًا على الفقراء وعلى الشعب ذاته، أضف إلى ذلك أنه حتى الآن لم يقدم ما يشفع له عند الشعب لتحمله، وخاصة بعد كل هذه المشاريع الوهمية التي أقامها وأهدر فيها الاحتياطي النقدي وأهدر معه أموال من وثقوا فيه، فالشعب لن يتحمل مرة ثانية". وتابع :" أضف إلى ذلك إن مكافحة الإرهاب زادت الارهاب قوة فبدلا من انحصاره في سيناء توغل الى قلب القاهرة وربما يتسع ومع غياب منظومة علاج ودواء وتوفير في السلع الأساسية ورفع الدعم والمحروقات لن يبقي الشعب على احد سيحترق السيسي بنار الشعب".