من هم مؤيدو السيسي ومن هم مؤيدو حمدين صباحي؟ سؤال يطرحه المناخ العام الذي انتهي بالتنافس الرئاسي إلي الشخصتين اللتين سيقف المصريون أمام الصناديق يومي 26 و27 من الشهر الحالي لاختيار أحدهما ليكون رئيس مصر السابع. وبعد سنوات طويلة من الصبر علي الفساد والظلم الاجتماعي يأتي الرئيس القادم ليحمل آلام وأحلام 90 مليون مصري.. ورغم المعركة التنافسية بين «النجمة والنسر» يقف جمهور المرشحين المحتملين كل يدعم مرشحه ويري فيه أمل الأمة في مستقبل مشرق. يحظي عبدالفتاح السيسي بتأييد كثيرين يرونه زعيماً خلص الأمة من سطوة الجماعة الفاشية التي كانت تجر معها البلاد إلي أتون حرب أهلية دامية.. المشير.. القريب جداً من قلوب المصريين يحظي بشعبية واسعة عبرت عن نفسها أولاً في النزول إلي الميادين لتفويض الجيش في محاربة الإرهاب الذي يتربص بالبلاد ثم في المضي قدماً تطبيقاً لخارطة الطريق والتصويت بنسبة غير مسبوقة علي دستور مصر الذي وضعته لجنة من 50 شخصية تمثل فئات وخبرات المجتمع في كافة المجالات. يدعم السيسي أيضا أغلب القوي والأحزاب علي اختلاف انتماءاتها الفكرية، وكان حزب الوفد منارة الليبرالية المصرية أول الأحزاب الكبري الداعمة للسيسي والقوي الثورية الأخري وقفت أيضاً إلي جانب الرجل لتعلن دعمه. علي جانب آخر دعم السيسي حزبا التجمع والناصري في مفاجأة كبيرة خاصة أن حمدين صباحي محسوب علي التيار الناصري. وهكذا حظي «السيسي» بتأييد القوي والأحزاب السياسية اليمينية واليسارية، وكذلك حزب النور السلفي والأزهر والكنيسة وكافة القوي الدينية المعتدلة والوسطية. ويحظي السيسي أيضاً بتأييد واسع بين فقراء مصر الذين حمل السيسي أحلامهم في عنقه وقال: «أنا خادم الغلابة». ثم أوضح مؤخراً في حديثه التليفزيوني إصراره علي تطبيق الحدين الأدني والأقصي للأجور وزيادة معاش الضمان الاجتماعي في انحياز واضح لفقراء مصر الذين تصل نسبتهم في بعض التقديرات ل60٪ من المصريين. والغريب أن السيسي يحظي أيضا بتأييد رجال الأعمال والمستثمرين وقطاع كبير من أصحاب البزنس الذين يرون في المشير الرجل القادر علي استعادة الأمن والاستقرار اللذين بدونهما لن يكون هناك مناخ للعمل والاستثمار، وغير خاف دعم المبدعين والفنانين والمثقفين للمشير عبدالفتاح السيسي الذي انقذهم من براثن جماعة الإقصاء والتخوين ويرون في المرشح «الواعي المثقف المتفتح وجهاً حضارياً مشرفاً لمصر». والمحلل لمؤيدي كلا المرشحين سيلحظ عاملاً مهماً ان السيسي يحظي حتي بثقة ودعم من كانوا أقرب المقربين لصباحي وفي مقدمتهم المخرج خالد يوسف الذي رأي بحيادية تامة أن مصلحة مصر في المستقبل المنتظر تقتضي دعم السيسي رجل الدولة الأول الذي سيحفظ للبلاد هيبتها وكرامتها.. ورغم ادعاء المرشح حمدين صباحي انه مرشح الشباب ومرشح الثورة إلا ان كثيرا من شباب الثورة يقفون خلف السيسي وأغلب حركة تمرد تقف خلف المشير فيما يدعم بعض أعضاء الحركة حمدين صباحي.. وبذلك يبدو المشير عبدالفتاح السيسي زعيم المصريين لكافة فئاتهم وأعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية وتوجهاتهم الفكرية.. يظهر حمدين صباحي المرشح المحتمل والمدعوم من أحزاب الكرامة والدستور وبعض الحركات الاشتراكية. ابن مصر! عصام شيحة المستشار القانوني لحزب الوفد يقول: قائمة مؤيدي السيسي تضم التيار الليبرالي وقطاعاً كبيراً من اليسار المصري علي الجانب الآخر يساند حمدين بعض أحزاب اليسار المصري أما الطبقة الوسطي العريضة فتساند وتدعم السيسي بما في ذلك قطاع كبير من العمال والفلاحين وأغلب رجال الأعمال الوطنيين وأغلب الأحزاب السياسية من أقصي اليمين لأقصي اليسار. ويضيف في مصر 92 حزباً علي الأقل منهم 70 حزباً تقف خلف السيسي، وأيضا: هناك قطاع كبير من الشباب المصري المؤيد لثورتي يناير و30 يونية يدعم المشير السيسي فيما ان قطاعاً من شباب ثورة يناير يدعم حمدين بالإضافة إلي قطاع من الحركة العمالية يطلق علي نفسه «اتحاد العمال الديمقراطي». أما بالنسبة للمراحل العمرية والتركيبة النوعية فغالبية سيدات مصر مع عبدالفتاح السيسي، والمتدينين الوسطيين والأزهر والسلفيين «حزب النور»، كما أن أقباط مصر خلف السياسي حتي المثقفين اليساريين الذين كانوا مقربين من حمدين ومن تبرع له بالمقر يساند المشير في حملته، بالإضافة لقطاع كبير من الفنانين والمثقفين بكافة أشكالهم وانتماءاتهم وأنشطتهم يرون ان عبدالفتاح السيسي انقذ مصر من قوي الظلام. يواصل عصام شيحة: ان غالبية الشعب المصري بعيدا عن التصنيف النوعي والطبقي يرون ان المشير انقذ مصر من الحرب الأهلية وانقذ الدولة من تربص القوي الثورية وغامر بروحه من أجل وحدة البلاد بالإضافة إلي انه يمتلك من القدرة والخبرة والكفاءة ما يؤهله لإدارة الدولة باعتباره أحد أعضاء المجلس العسكري وكان مؤيداً لدور القوات المسلحة في حماية ثورة يناير ثم حمي الثورة وانقذ البلاد في 30 يونية، إذن هو حامي البلاد مرتين مرة كعضو في المجلس العسكري أثناء ثورة 25 يناير ومرة ثانية وهو قائد للجيش في 30 يونية 2013. ويؤكد عصام شيحة أن نظرة المصريين للسيسي باعتباره ابن الدولة المصرية يدعم ترشحه وموقفه، وقد قال ان برنامجه الرئيسي هو الشعب المصري ورسالة تريح كل المصريين. ويؤكد عصام شيحة: ان موازين القوي صعبة من البداية لكن مناصري ومؤيدي السيسي لابد ان يدركوا ان أصواتهم مهمة جداً في الصندوق، ومقولة انه «ناجح ناجح» وما يروج لذلك خطة لنتوهم ان النتيجة محسومة مسبقاً لصالحه وهذا خطر جسيم وعلي كل مصري ان يدلي بصوته لحماية الدولة المصرية في الداخل ويكون قرينة أمام الخارج علي انه يمثل المصريين تمثيلاً حراً، فلابد ان نضع في الاعتبار ان قطاعات عديدة من النقابات المهنية، والعمالية وقطاعات كبيرة من الأحزاب السياسية أعلنت تأييدها للسيسي. وعلي الرغم من حياد الدولة إلا أن مؤسسات الدولة تري في عبدالفتاح السيسي القدرة علي إدارة الدولة المصرية فلن يحدث بينهم وبينه صدام كما حدث أيام المعزول مرسي. كل المصريين! الناشط السياسي محمد أبوحامد يؤكد ان الشعب المصري كله تعرف علي عبدالفتاح السيسي كزعيم وطني في معركة التخلص من الجماعة الإرهابية، وفئات الشعب علي اختلاف توجهاتها السياسية والفكرية مرتبطة به، فهو مدعم من 40 مليون مواطن ولا نستطيع أن نحصر أنصار السيسي فبينهم ناصريون وليبراليون ومن أقصي اليمين لأقصي اليسار وفي منطقة الوسط يمين وسط ويسار وسط. ويقول أبوحامد «المشير عبدالفتاح السيسي يحظي بتأييد القوي التقليدية غير المسيسة أو ما يسمي بالأغلبية الصامتة من سيدات وشباب مسيسين وغير مسيسين، أما حمدين فأنصاره عبارة عن مجموعات مازال لديها تطرف ثوري وعددها- من وجهة نظري -لا يقارن بعدد الشعب المصري الداعم للمشير، بالإضافة إلي مجموعات مازالت تحركهم الشعارات، ولو لجأنا إلي التصنيف لا نستطيع القول إن الشباب يدعمون صباحي لان أغلب الشباب يدعمون السيسي ولا نستطيع ان نقول إن الثوريين مع حمدين وعلي سبيل المثال فأنا شخصياً كنت حاضراً بقوة في ثورة يناير ومن الداعمين للسيسي، كذلك رفيق دربه المخرج خالد يوسف يقف في حملة السيسي. ويشير أبوحامد إلي ان ادعاء صباحي بأن شباب مصر يؤيدونه وهم 65٪ من الشعب المصري إذا كان هذا صحيحا فلماذا واجه صباحي مشكلة في جميع التوكيلات في آخر يوم، صحيح قد يوجد من بين أنصار صباحي مجموعات من الشباب لكنها مجموعات ثورية متطرفة وهو يفعل مثلما فعل الإخوان حينما سرقوا الثورة وادعوا انها تخصهم وحدهم. تأييد متنوع الدكتورة كاميليا شكري رئيس معهد الدراسات السياسية بالوفد تؤكد ان المشير عبدالفتاح السيسي يمثل نوعية مختلفة ومتنوعة من الشعب المصري وتقول: إنني معجبة جداً بنشأة هذا الرجل في حي شعبي عريق هو حي الجمالية مما يعطي الاطمئنان أنه عاش في مجتمع مفتوح وليس مجتمعاً منغلقاً يمثل فئة بعينها بل مجتمعاً متنوعاً جداً وهذه المناطق الشعبية العريضة يكون فيها مختلف الفئات والمستويات من فقراء ومحدودي دخل وأثرياء مما يؤكد انه تعامل مع كل فئات الشعب المصري وهذه الأحياء تمثل الشعب فعلاً بتسامحه وتعاطفه وشهامته فهو «ابن بلد» والمشير السيسي شخصية واسعة الأفق نظراً لانه أمضي بعض الوقت في الخارج بالإضافة إلي حياته التي عاشها في بلده، وهذه الخبرة الثقافية المتنوعة والجمع بين ثقافة الخارج والثقافة المصرية شديدة الخصوصية تشير إلي اتساع أفق إلي أقصي الحدود. وتضيف كاميليا شكري: الوضع الذي مرت به مصر منذ ثورة 25 يناير يوكد انها متعطشة للأمن والاستقرار والحماية والدفء وشخصية السيسي تتمتع بالدفء الذي يجعله يحس بكل إنسان وهمومة وهذه ميزة اتضحت عندما خاطب المصريين قائلاً: «هذا الشعب لم يجد من يحن عليه» وكان أول شيء لفت نظري هو شعور هذا الرجل بالغلابة وهو ما أكده في لقائه بقيادات الصوفية حين قال «أنا خادم الغلابة». ورغم انه شغل مناصب عليا عديدة إلا أنه «حاسس» بالمصريين وجاءت هذه الجملة المختصرة لتؤكد ان مؤيدي السيسي من كافة فئات الشعب وليس فئة بعينها وليس صحيحا ان الشباب بعيد عن هذا الموضوع فهذه أكذوبة وكانت مشاركة الشباب في الدستور حوالي 40٪ وعموم الشعب يريد استكمال خارطة الطريق بوجود شخصية مثل عبدالفتاح السيسي والغالبية العظمي من المصريين يعتبرون «السيسي» ابن مصر القوي، أما حمدين صباحي فللأسف يمثل فئة محدودة، حتي التيار الذي ينتمي إليه حمدين أعلن بعضه تأييد السيسي.. وهكذا اجتمع اليسار والليبراليون وأعلنوا دعمهم للسيسي، وأيضا كثير من الناصرين يؤيدون المشير في حملته الانتخابية وبالنظر إلي نشأة حمدين نجد أنه نشأ في بيئة صيادين أي محدودة ولا تمثل الشعب كله، فهو «حاسس» بهذه الفئة وربما يظهر توجهه السياسي لليسار محدودية هذا الاتجاه. حتي القول إنه يمثل الشباب ليس حقيقياً لانه ليس كل الشباب معه والإدعاء بانه يمثل ثورة يناير نجد أنها بدأت بالشباب لكن انضم إليها كافة فئات الشعب وحماها الجيش إذن هي ليست ثورة الشباب فقط وترويج صباحي بأنه مرشح الشباب أراه ضده فمن المفترض ان يرشح نفسه ممثلاً للمصريين جميعهم وليس فئة واحدة من المصريين وهذا سيكون سبباً في خسارة حمدين.