قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يُلزم نفسه ببرنامج محدد، وهو ما يجعل محاسبته مسألة صعبة، مشيراً إلى أن إدارة السيسى بشكل عام ليس لها إطار منظم أو مجالس يمكن الاعتماد عليها فى الترشيد أو وضع سياسات معينة، مشيراً إلى أن هناك عنصرين يعملان ضد الرئيس الآن أحدهما الإخوان والآخر النظام القديم. وأضاف «الغزالى»، فى حواره مع «الوطن»، إن علاقة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب، تمر بأزمة لا بد من تداركها فوراً من خلال الإفراج الفورى عن جميع الشباب المحبوسين، وليس بعضهم، لأن كل يوم يمر عليهم فى السجون يؤثر على الرئيس وشعبيته، كما أن السياسة عند المواطن البسيط أن يجد احتياجاته اليومية من تعليم وصحة ومأكل ومسكن، وعدم توافر تلك الحاجات الأساسية يسحب من شعبية السيسى.. وإلى نص الحوار: ■ بداية ما تقييمك لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد مرور عام على حكمه؟ - بشكل عام أداؤه جيد، وأتصور أنه فى السياسة الخارجية أفضل كثيراً منه فى السياسة الداخلية، أعتقد أنه كان مدركاً جيداً للدوائر الكلاسيكية والتقليدية فى سياسة الخارجية المصرية، تجاه الدول العربية والأفريقية، ودائرة عدم الانحياز، التى عمل السيسى عليها بشكل تلقائى، واهتم بالعلاقات المصرية العربية وخصوصاً الخليجية نتيجة الدعم المالى، واهتم بالدائرة الأفريقية وبشكل خاص دول حوض النيل، ويرجع هذا إلى وعيه كرجل أمن، وبالتالى لأهمية وحيوية العلاقة مع البلدان العربية بشكل عام والأفريقية بشكل خاص، وعلى المستوى الدولى أرى أن أداءه معقول. ■ فى رأيك.. كيف ينظر المواطنون فى الشارع ل«السيسى»؟ - المواطن ينظر للسيسى من خلال مدى توفير الحاجات الأساسية التى يحتاج لها بشكل يومى، فالمواطن العادى يريد أن يشعر أنه يعيش فى أمان، ويجد الخدمات الأساسية له متوفرة بشكل جيد، من تعليم وصحة ومسكن، وأسعار معقولة فى متناوله، ففى النهاية السياسة بالنسبة للمواطن العادى، تتحول إلى مطالب محددة، منها الأكل والشرب والمسكن والصحة والتعليم، وكل إخفاق سيحدث فى هذه الفترة فى كل المجالات سينسب إلى «السيسى» وعلى الرغم من أن هناك تحسناً فى بعض القضايا، فإننا لا نستطيع أن نقول إن المواطن يشعر أن حياته أصبحت وردية بل إن مصر ما زالت محملة بالعديد من المشاكل. ■ هل تعنى أن السيسى لم يحقق للمواطنين ما وعدهم به فى أثناء فترة ترشحه للرئاسة؟ - جميعنا نعرف أن السيسى لم يُلزم نفسه ببرنامج محدد، ولم يقل أنا «هعمل كذا أو كذا» وحاسبونى عليه، وهذا يجعل مسألة المحاسبة صعبة، فلكى نحاسبه يجب أن تكون هناك أهداف وجدول محدد تجرى المحاسبة وفقاً لها، وإدارة السيسى بشكل عام ليس لها إطار منظم «مفيش حاجة منظمة»، أو مجالس يمكن الاعتماد عليها، «مفيش» وثيقة أو مجالس قومية، يمكن أن يُعتمد عليها فى الترشيد أو وضع سياسات معينة، وهذا يبدو غريباً بعض الشىء لأن الحكام السابقين فى مرحلة معينة، كانوا يرون أنه لا بد من وجود عدد من المستشارين بجانبهم، فجمال عبدالناصر وضع الميثاق الوطنى، وأنور السادات له ورقة أكتوبر، وحسنى مبارك فى أول 10 سنوات من حكمه نظم مؤتمر العمل الوطنى، وأتذكر أننى حضرته، وأداره وقتها كمال الشاذلى، أما السيسى، فلم يفعل هذا ويحكم مصر على أنه ضابط جيش، وثق فيه الشعب، فهو يتعامل برؤية ضابط عسكرى مكلف بمهمة. ■ هل تعنى أن رؤيته العسكرية انعكست بالسلب على أدائه؟ - طبعاً هذا له تأثيره، وأعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب كثيراً من السابقة. ■ ما القضايا التى تهدد السيسى ويجب أن ينظر إليها ويعطيها اهتماماً أكبر؟ - لا جديد فى موضوع القضايا فهى كما هى، أولها الإرهاب، ويجب أن «نخلص منها» وأن نتعامل معها بشكل أكثر تأثيراً، فكلما ساد شعور لبعض الوقت أن الإرهاب اختفى، تظهر حادثة جديدة ترجعنا للخلف، مثل حادث الأقصر، فهذا تطرف «وضيع» يستهدف السياسة، ويمثل حرباً قذرة، ليست ضد «السيسى» فقط وإنما ضد الشعب كله، وبالتالى فإن أول معيار لنجاح السيسى، هو مدى قدرته على التخلص من الإرهاب، ثم قدرته على الوفاء بالحاجات الأساسية للمواطنين، وأرى أن أخطر مأزق له هو أن يشرك معه المجتمع. ■ هل تعنى أن نظام حكم السيسى يتجاهل الآراء المخالفة له؟ - مش مسألة تجاهل، «مش عارف أسميها إيه»، خصوصاً أن مصر قطعاً مليئة بالعلماء والشخصيات القادرة على إعطاء النصيحة، ووضع خطط وتصورات، وأعتقد أن السيسى فى حاجة لهذه الشخصيات. ■ هل ترى أنه أخفق حتى الآن فى ملف الإرهاب؟ - لا طبعاً، لا أستطيع أن أقول هذا، فمن الناحية الأمنية خصوصاً فإلى حد كبير، تم القضاء على البؤر الإرهابية، لكن أخطر نقطة هى حقيقة أن الإرهاب لم يكن أبداً مشكلة أمنية فقط، وإنما كذلك ثقافية وسياسية، الأمر الذى يحتاج إلى نوع من التعبئة الشعبية الحقيقية، ونشر الوعى العام اللازم لمواجهة الإرهاب والقوى الإرهابية والمتطرفة، لأن الذين يحملون القنابل فى النهاية يعيشون وسط الناس، وقد أشرت إلى هذا فى أحد مقالاتى، وقلت إن الإرهابيين بين الشعب مثل السمك فى الماء، فإذا أنت جففت الماء، سيموت كل السمك، أما لو عالجت المجتمع، فسيختفى الإرهاب. ■ وماذا عن تزايد العمليات الإرهابية؟ - السبب فى ذلك أن الإخوان يشنون حرباً ضارية ضد النظام، وأى شخص يدعى أن الإرهاب مرتبط بأى حكم، فهو يكذب على نفسه، فالإخوان تاريخهم من البداية قائم عليه، وهو جزء أساسى من أيديولوجيتهم. ■ هل كنت تتوقع أن يتحقق تقدم أكبر فى ملف مواجهة الإرهاب؟ - حجم العنف الإخوانى جعلنى لست مستغرباً من العمليات الإرهابية التى تقع، وما تم من معالجات لها حتى الآن معقول مقارنة بحجم العنف لديهم، فالعنف كما قلت جزء أساسى من أيديولوجية هذا التنظيم.