بما أن زمن الفتن طرق علينا الأبواب فما أحوجنا أن نتدبر ما نحن فيه وما نتعرض له وما يجده الإنسان فى نفسه وإخوانه وأسرته ومجتمعه ووطنه من تزايد للفتن ونقصان للإيمان فكل منا قد تنقص الفتن إيمانه فى اليوم الواحد نقصًا لايعلم مداه إلا الله وقد أعطانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم السلاح الذى نواجه به تلك الفتن من إشاعات وتحريض واتهامات بالباطل وخلط الأمور والعجلة والشطط وبعد أن أطلق الناس لألسنتهم العنان دون تثبت0 وقال الله تعالى "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "وأعطانا رسولنا الكريم عليه السلام القول الحكيم الخاص بالطرق والوسيلة التى نسلكها فى تلك المواقف فقال عليه السلام (أمسك عليك هذا "وأشار إلى لسانه" وهل يكب الناس على وجوهم فى النار إلا حَصَاد ألسٍنَتِهِم) وقال الرسول عليه السلام (الصمت حِكَم وقليل فاعله).0 وقال ابن مسعود " تعوذوا بالله من مضلات الفتن" 0 ونحن لانجاة لنا من الفتن إلا بالعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم0 وقال الله تعالى "يامحمد إذا صليت فقل اللهم إنى أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لى وترحمنى وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنى إليك غير مفتون" وقال رسول الله عليه السلام "تعوذوا بالله من الفتن ماظهر منها وما بطن".0 وقال تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" فإن مخالفة سنة الرسول عليه السلام سبب من أسباب الوقوع فى الفتنة وقد وصفها عمر بن الخطاب أنها تموج كموج البحر وعند اضطراب الموج تغرق كثير من السفن ويهلك كثير من الناس ويحطم بعضه بعضا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صمت نجا". والمخرج من الفتن أن يحافظ كل إنسان على نقاء قلبه بإنكاره للمنكر والشر والفساد فيزداد إيمانه مع كل محنة فهذا القلب الذى لم تصبه غشاوة الشبهات ولاظلمات المعاصى يجعل الله له فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل ويجعل له نوراً ينقذه من ظلمات الفتن والحل لكل الفتن له أبواب كثيرة منها الإعلام المحترم ذو الهوية المسلمة وأن يتبع العلم بالعمل والأدب بالخلق الحسن ولا أنسى تعليق الإذاعات الأجنبية على سقوط عاصمة إحدى الدول الإسلامية فى يد المسلمين حيث قالوا (اختفت الأزياء الغربية) وهذا يعنى لهم أهمية قصوى يقيسون بها ذوبان الشخصية الإسلامية، وهذا غاية اضطهادهم للمسلمين لتفجير الفتن لتمهيد الاحتلال واستخدام أناس منا يتكلمون بألسنتنا حتى تدخل الفتن على المسلمين وليس الخطر فقط عند أعداء الوطن والدين بل أن نجد من جلدتنا من ليس له حظ فى علوم الدين به جرأة عجيبة فى غير حق وتسرعاً واضحاً فى إبداء الرأى والإفتاء فى كل اتجاه دون وازع دينى أو خلقى0