تتجه المملكة العربية السعودية لرفع اسم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر من قوائم الإرهاب. الخطوة المرتقبة تأتي بعد ثلاثة أعوام من صدور قرار العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن العزيز بإدراج الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية. ووفق مصادر، فإن هناك مشاورات قائمة في المملكة والعديد من اللقاءات التي تم عقدها في لندنوالرياض وإسطنبول بين قيادات إخوانية وممثلين للحكومة السعودية، لرفع اسم "الإخوان" من قائمة الإرهاب، مقابل تفاهمات بين المملكة والتنظيم الدولي للجماعة. القرار المرتقب سوف يتبعه عدد من الخطوات التي تتمثل في رفع القيود التي تم فرضها على جماعات من الإخوان داخل المملكة، وإنهاء تجميد ملايين الدولارات الخاصة بهم وإزالة أي عقبات في تاريخهم. ويشوب التوتر العلاقات بين السعودية ومصر إثر تصويت الأخيرة لصالح قرار روسي بمجلس الأمن ما أغضب المملكة الذي اعتبرته مخالفا للموقف العربي. ووصفه عبد الله المعلمي، مندوب السعودية لدى الأممالمتحدة، بأنه "مؤلم". وقال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية: "لو اتجهت السعودية لهذا الأمر فلن يكون بسبب أزمتها مع مصر، وإنما وفقًا لتغيرات المنطقة وأهمها الشأن اليمني؛ إذ أن الإخوان هناك مع الشرعية، وهناك تنسيق معهم". وأضاف الزعفراني ل"المصريون": "هناك اتصالات مباشرة بين جهات مسئولة بالدولة في شكل صفقات للتهدئة بين طرفي الصراع". من جهته، قال مصطفي خضري، رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام " تكامل مصر" إن "التسريبات التي تتحدث عن رفع اسم جماعة الإخوان من قوائم الإرهاب السعودية؛ يمكن أن تكون حقيقية لسببين". وأضاف: "السبب الأول: استمرار للمساومات السياسية مع نظام السيسي بخصوص القضايا المتباينة، وأهمها القضية السورية والعلاقة مع إيران، أما الثاني: استجابة للضغوط البريطانية التي تسعى لإعادة الدفع بالجماعة كفاعل سياسي في المنطقة وبديلاً للجماعات الجهادية". وأشار خضري ل"المصريون" إلي أن "المملكة السعودية تتعامل مع نظام السيسي باستخدام استراتيجية العصا والجزرة، فتارةً تمنحه عطاء من لا يخشى الفقر وأخرى تمنعه القطمير، في إطار سعيها للسيطرة على المنطقة بعد انحسار الدور المصري منذ أحداث 3يوليو". وقال الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في تصريحات سابقة إلى "المصريون"، إن "رفع اسم جماعة الإخوان من لوائح الإرهاب السعودية سيكون قريبًا للغاية في إطار المكايدات السياسية بين البلدين، خصوصًا أن هناك إصرارًا مصريًا علي توسيع الهوة علي المملكة بتبني مواقف معادية للمملكة في عدد من الملفات وفي مقدمتها الملف السوري". وأضاف أن "هناك جهودًا تبذل منذ وصول الملك سلمان لتطبيع العلاقات بين جماعة الإخوان في مصر والحكم السعودي بل أن هناك شخصيات إخوانية بارزة زارت المملكة والتقت الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد وبحثت إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية في مصر بشكل أزعج النظام المصري الذي كان يمني النفس بتبني الرياض نفس الموقف المتشدد من المملكة إبان عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز".