تحدث موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي عما سماه مظاهر التوتر في العلاقات بين مصر والسعودية, في ظل سعي الأخيرة للتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. وزعم الموقع في تقرير له في 22 يوليو أنه في الفترة الأخيرة, برز التوتر بوضوح في العلاقات بين مصر والسعودية، عندما بارك وزير خارجية مصر الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى "استضافة القاهرة وفدا يمنيا تابعا للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عدو الرياض". وتابع الموقع أن السعودية تعمل على تعزيز التحالف السني ضد إيران بواسطة التقارب مع جماعة الإخوان المسلمين، فيما تصر مصر على القضاء على تلك الجماعة, التي تصفها بالإرهاب. واستطرد " الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز, يسعى للحصول على دعم جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وضمهما للمحور السني الجديد الذي شكله ضد المد الإيراني في المنطقة، وهو المحور الذي يضم كلاً من تركيا وقطر". وأضاف الموقع " السعودية, في إطار هذا النهج الجديد, تضغط على مصر للتصالح مع حماس, وفي الوقت ذاته لا تريد فقدان مصر، وهو أمر يعلمه جيدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, ولذا لا يسارع بالاستجابة للضغوط السعودية من أجل المصالحة مع حماس". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت في تقرير لها في 19 يوليو إن اجتماع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, يعتبر "تغيرا مذهلا" في نهج المملكة في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين, حيث كانت تناصبها العداء إبان فترة حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وتابعت الصحيفة " الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قاد حملة للقضاء على جماعة الإخوان, إلا أن الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز يبدو أنه منفتح على العمل مع التنظيمات الإسلامية, التي ناصبتها المملكة العداء في السابق, ومنها حركة حماس, المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين". ونقلت "نيويورك تايمز" عن مقربين من العائلة المالكة بالسعودية قولهم إن لقاء الملك سلمان مع مشعل يعكس حرص المملكة على حشد أكبر قدر من العالم العربي ضد إيران، التي يتوقع أن تعمد إلى توسيع تمددها في المنطقة, بعد توقيعها الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وكانت حماس قد قالت في بيان صحفي إن وفد الحركة الذي ترأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل التقى الجمعة 17 يوليو ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي ولي عهده محمد بن سلمان، كما التقى قبلها بيوم رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان. وأوضحت الحركة أن مشعل والوفد المرافق له أدوا خلال الزيارة التي استغرقت يومين مناسك العمرة وصلاة عيد الفطر في المسجد الحرام. وضم وفد حماس -وفق البيان- رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب موسى أبو مرزوق وصالح العاروري ومحمد نزال. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر مطلعة في حركة حماس القول :"إن مشعل تناول مع الملك سلمان سبل تعزيز وتطوير العلاقة بين حماس والسعودية". كما ناقش الوفد -وفق المصادر ذاتها- الملفات الفلسطينية، ومن بينها المصالحة بين حركتي حماس وفتح. وتحسنت علاقات حماس بالرياض مع تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير الماضي, خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وفي 18 يوليو, نفت حماس ما نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن اتفاق بين السعودية والحركة للمشاركة بمئات من عناصرها في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ووصفت ذلك بالأكاذيب التي تهدف للتشويش على زيارتها "الناجحة" للمملكة. وعبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر", قالت حماس :"ننفي بشكل مطلق ما ورد في وكالة أنباء فارس التي زعمت بأن هناك اتفاقا سعوديا حمساويا على مشاركة المئات من مقاتلي حماس في عاصفة الحزم". وأضافت الحركة أنه "لا القيادة السعودية طلبت ذلك ولا حماس يمكن أن تفكر في ذلك، وهذه الأكاذيب تهدف إلى التشويش على زيارة حماس الناجحة إلى السعودية