تحدث الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، عن مفاجأة مفادها أن سقوط مدينة حلب في يد نظام بشار الأسد, سيجلب الكوارث على روسيا, على عكس المتوقع. وأضاف هيرست في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني في 9 ديسمبر, أن روسيا لن تستطيع الاعتماد طويلا على سلاح الجو, وستنجر تدريجيا إلى تواجد عسكري مباشر في سوريا, وهو ما سيجعل جنودها تحت نيران الثوار السوريين. وتابع " روسيا ستضطر إلى البدء في إقامة المستشفيات وتوفير الأطباء في المناطق الشرقية من حلب التي تحولت إلى ركام بفعل قصف طائراتها، وهذه المرافق ستحتاج إلى حماية يوفرها الجنود الروس, الذين لا مفر من وجودهم على الأرض، والذين سيتحولون بالتأكيد إلى أهداف لهجمات الثوار". وتابع " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعلن أن المهمة في سوريا قد أنجزت، تماما كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في العراق، إلا أن هذا مجرد أوهام". واستطرد " سقوط حلب لن يكون نهاية الحرب, لأن ما لحق بسوريا من دمار وقتل وتشريد لملايين البشر, سيكون الوقود الذي سيغذي مزيدا من المقاومة وحرب العصابات في وجه نظام الأسد والروس, وستتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة بالنسبة لروسيا". وحسب "الجزيرة", سيطرت قوات الأسد بحلول 7 ديسمبر على نصف مناطق المعارضة شرقي حلب, وواصلت قصفها الذي أسقط العديد من الضحايا المدنيين، كما قصفت العديد من القرى والمدن في محافظات أخرى. وباتت الأحياء الشرقية التي كانت خاضعة للمعارضة منذ سنوات منقسمة بين جزء شمالي بيد النظام وجزء جنوبي ما زال تحت سيطرة المعارضة. وبعد انتزاع قوات الأسد مؤخرا أحياء الميسر والشعار والقاطرجي، سيطرت أيضا في 7 ديسمبر على أحياء الشيخ لطفي والمواصلات وتراب الغربا والبياضة وكرم الجبل وباب الحديد وأقيول وضهرة عواد وجورة عواد، وعلى وأجزاء واسعة من حيي سيف الدولة والمرجة. أما المعارضة, فما زالت تتمسك بالجامع الأموي ومحيطه وأحياء الكلاسة والسكري والمشهد وبستان القصر والصالحين والفردوس والمعادي وباب المقام والأنصاري والزبدية والجلوم وتل الزرازير والأصيلة والشيخ سعيد وباب أنطاكيا. وتحاول قوات الأسد التقدم عبر ثلاثة محاور، فمن الجهة الغربية هاجمت أحياء الإذاعة والزبدية وبستان القصر، وفي المحور الثاني باتت على مشارف حي الشعار، وفي المحور الجنوبي الغربي تشن هجمات على حي الشيخ سعيد، لكن المعارضة تمكنت من صد هذه الهجمات المتزامنة مع ضربات بالمدفعية وغارات جوية. ومن جانبه, قال مسئول بالأممالمتحدة في 7 ديسمبر إن حوالي ألفي نازح هربوا من شرق حلب إلى غربها خلال 24 ساعة, كما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صعوبة إيصال المساعدات للمحتاجين، بينما أكدت ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا هناء سنجر أن عدد المشردين في حلب بلغ 31 ألفا. وتحدث المسئول الأممي عن وصول ثمانمائة نازح إضافي إلى مصنع مهجور للقطن في حي جبرين غربي حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أحد مصنعين خصصهما النظام للجوء آلاف النازحين في ظروف صعبة. وأضاف أن 1260 نازحا آخر وصلوا إلى حي هنانو، وأن نازحين آخرين ما زالوا يصلون في حافلات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. وأشار إلى أن عدد النازحين خلال أسبوع وصل إلى حوالي 31 ألفا و500 شخص، وأن الأممالمتحدة قلقة على صحة المدنيين وسلامتهم، خاصة العالقين في شرق حلب الذي تشتد فيه حدة المعارك. وفي سياق متصل، تحدث بان كي مون خلال مؤتمر صحفي في فيينا في 7 ديسمبر عن وصول مشاهد "تنفطر لها القلوب من مدينة حلب"، لافتا إلى أنهم مستمرون في مساعي إيصال المساعدات من أجل إنقاذ الأرواح في المناطق المحاصرة، "لكن القيام بذلك صعب جدا في ظل أوضاع الحرب". وأضاف أن الأممالمتحدة أوصلت مساعدات إغاثية إلى خمسة ملايين شخص، ومساعدات طبية إلى سبعة ملايين، من دون توضيح الفترة الزمنية لوصول تلك المساعدات، مؤكدا في الوقت نفسه تعرض البنى التحتية والمستشفيات والمدارس والعيادات ومصادر مياه الشرب في حلب للتدمير. ومن جانبها، وصفت ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا هناء سنجر الوضع في شرق حلب بأنه متدهور للغاية، مضيفة أن حجم الدمار هائل وأن صوت القصف والانفجارات على أشده حتى بالمقاييس السورية، على حد وصفها. وكشفت سنجر -عقب جولة لها في مناطق حلب- أن عدد من تشردوا من مناطق شرقي المدينة وصل إلى 31 ألفا خلال الأيام العشرة الماضية، نصفهم أطفال. ودعت المسئولة الدولية أطراف النزاع إلى وقف الهجمات على المدنيين والمدارس والمستشفيات، وكذلك وقف تجنيد الأطفال واستخدام الحصار سلاحا من أسلحة الحرب، على حد تعبيرها. ومن بيروت، قالت الناطقة الإعلامية "للأزمة السورية" في منظمة أوكسفام جويل باسول ل "الجزيرة" إن الإحصاءات متفاوتة كثيرا بشأن النازحين، فبعض المصادر تتحدث عن ثمانين ألف نازح من شرق حلب، لافتة إلى أن الجزء المحاصر بشرق حلب كان يأوي ربع مليون مدني قبل الحملة التي شنها النظام مؤخرا، ما يعني أن معظمهم ما زالوا عالقين.