أثارت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لإنشاء وحدة إسلامية بين الشيعة والسنة مشتملة السعودية ومصر وإيران، لتجنب الصراع الطائفي بمنطقة الشرق الأوسط، ردود فعل استبعدت حدوث مصالحة بين السنة والشيعة؛ في ظل الصراعات والتوترات الطائفية التي تشهدها المنطقة. وكان الصدر، أصدر بيانًا اليوم، تضمن مطالب عدة موجهة إلى السعودية ومصر وإيران من أجل الوحدة الإسلامية، داعيًا إلى تنفيذها بمناسبة "أسبوع الولادة". وقال الصدر في بيانه: "إننا مقبلون على ما يسمى "أسبوع الولادة النبوية المباركة"، أو ما يسمى "أسبوع الوحدة الإسلامية"، ف"نهنئ العالم الإسلامي بكل طوائفه بولادة الهدى ونور الدجى سيد الكونين محمد (صلى الله عليه وسلم)". وأضاف: "نحن في العراق نحمي المقدسات سواء في النجف أو في كربلاء أو في الأعظمية أو في غيرها، وهذا وسام شرف لنا في الدنيا والآخرة". ووجه زعيم التيار الصدري في بيانه مطالب عدة للسعودية ومصر وإيران، لتجذير الوحدة الإسلامية التي قال الزعيم الشيعي إنه "واحد من دعاتها وداعميها"، على حد قوله. وقال ناصر رضوان، مؤسس "ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت"، الباحث في الشأن الشيعي، إن "مقتدى الصدر كذاب أشر، يحاول الظهور بمظهر البريء، وهو مجرم سفكت على يديه دماء ملايين العراقيين من أهل السنة". أما عن مزاعمه عن حماية قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعلق رضوان: "فما عرفت الجزيرة العربية من قام بحمايته أفضل من السعودية وحكامها بدءًا من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود حتى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مرورًا بكل حكام المملكة". وأضاف رضوان ل"المصريون"، أن الشيعة عندما سنحت لهم الفرصة بالسيطرة على بعض القبور بالمملكة لعدة ساعات خلال السنوات الماضية، قامت المملكة بالتصدي لهم؛ لأنهم يقومون باستغلال هذه القبور ليتاجروا بها، مثلما حدث في العراق، خاصة بمدينة النجف وكربلاء المدنسة وغيرهما من الأماكن التي يتاجر بها معممو الشيعة. وأوضح الباحث في الشأن الشيعي أن الدعوة إلى المصالحة بين السنة والشيعة، لم ولن تحدث؛ لأن أتباع دين الشيعة يريدون تقاربًا من جانب المسلمين فقط ولا يقدمون أي بوادر كالكف عن سب الصحابة وأمهات المؤمنين وهدم الضريح المزعوم للعبد المجوسي أبو لؤلؤة المجوسي، قاتل أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والموجود بإيران بمدينة كاشان، موضحًا أن الدعوة جاءت كمحاولة من "الصدر" للصيد في الماء العكر ولفرد العضلات بعد أن تولى حليفهم ترامب الرئاسة الأمريكية. من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ملف التقريب بين المذاهب موجود على الساحة الإسلامية منذ عدة سنوات، وقامت مؤسسة الأزهر بحمل لواء التقريب بين المذاهب بقيادة الشيخ محمود شلتوت. وأضاف الشحات في تصريح له، أن التقريب بين المذاهب هو عمل مؤسسي وليس عملاً فرديًا، وبالتالي فإن مؤسسة الأزهر لها مكانة كبيرة بالعالم الإسلامي، فيجب أن تقود هي هذه الحملات وليس الأفراد. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أنه حال عدم لجوء هؤلاء إلى الأزهر الشريف فإن محاولاتهم لن تنجح؛ لأن الأمر يحتاج لمؤسسة كبيرة تدعم ذلك وتحمل شعار التقريب. فيما يرى الدكتور أحمد النفيس، القيادي الشيعي، أن الدعوة التي أشار إليها مقتدى الصدر بشأن المصالحة بين السعودية ومصر وإيران، لن تجني ثمارها، وذلك لعدم وجود إرادة حقيقية لإتمامها. وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف النفيس أن "دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جاءت في توقيت تنتشر فيه الصراعات الطائفية في الشرق الأوسط، وخاصة العراق والذي يعاني من الصراع بين طوائفه".