احتار رواد المسجد في أمر اختفاء مصابيح وساعات حائط وغيرها من محتويات المسجد، وحاولوا بشتى الطرق معرفة اللص الذي لم يراع حرمة بيت الله ويسرق منه أشياءً كثيرة بين الحين والآخر، وكان أكثرهم حيرة الطبيب سعيد، فقد بحث مرات ومرات عن اللص بطرق شتى ولم يصل إلى شيء، وذات مرة بينما يستعد الطبيب سعيد لمغادرة عيادته الخاصة والتي تقع قريبًا من المسجد، فإذا الناس يحملون شابًا به إصابات عديدة في كل أجزاء جسمه كما لو كان مصابًا بشظايا قنبلة، وتعجب سعيد لتلك الإصابات، وزاد استغرابه عندما أخبره الشاب أن مصباحاً قد انفجر في أثناء تشغيله، وعندما دخل سعيد للمسجد عرف تفاصيل ما حدث، حيث لم يجد مصباحًا يعمل على بطارية سيارة وضع في المسجد للإضاءة في حالة انقطاع التيار الكهربائي، وقد قام اللص بسرقته كما سرق من قبل العديد والعديد من متعلقات المسجد، وهكذا كان العقاب الإلهي شديداً، وصدق الحق حيث قال في محكم التنزيل "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" (سورة الفجر – الآية 14)، وكان سعيد يستمع في تلك اللحظة إلى قول المولى تبارك اسمه "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (سورة البقرة – الآية 114).