في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات بين مصر والسعودية اضطرابًا، حتى كادت أن تصل لطريق مسدود بحسب تحذيرات الخبراء، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للإمارات؛ لحضور الاحتفال بمرور 45 عامًا، على تأسيس الإمارات، لتضع علامات استفهام حول سر الزيارة في ذلك التوقيت. وتزيد علامات الاستفهام حول الزيارة، في ظل تباين الموقف المصري السعودي حول الأوضاع في سوريا واليمن، حيث ترى مصر، أن مصلحة سوريا في بقاء الأسد، بينما ترى السعودية أن مصلحة سوريا في رحيله، وفي الوقت ذاته كانت تنتظر السعودية موقفًا أقوى لمصر في دعم حربها مع اليمن بدلًا من الموقف الباهت لنظام السيسى. وأثارت الزيارة جدلًا واسعًا بين الخبراء، حيث اجتمعوا على أن الهدف منها إزالة الجليد بين مصر والسعودية، وقد تتوج بعقد قمة ثلاثية بين السيسى والملك سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بين زايد. وكشفت مصادر، عن احتمال أن تشهد احتفالية الإمارات بعيد الخامس والأربعين، عقد قمة ثلاثية في أبو ظبي؛ بعد حصول الشيخ محمد بن زايد على موافقة الرئيس السيسى لعقد القمة في أثناء زيارته للقاهرة، كما أنه حصل على موافقة الملك سلمان، مشيرًا إلى أنه حال إتمام هذه القمة في أبو ظبي، فمن المتوقع أن تبحث ثلاث نقاط أولها تصفية الأجواء بين البلدين التي شهدت أزمة في أعقاب تصويت مصر لصالح القرار الروسي بشأن سوريا. فيما لم تستبعد المصادر، أن تهيمن ملفات اقتصادية على زيارة السيسى للإمارات، من بينها استمرار الدعم الاقتصادي لمصر، ودور الإمارات في الحصول على نصيب الكعكة من برنامج الخصخصة المصري، في ظل رهان القاهرة علي دور إماراتي في شراء بنوك وشركات عامة تعتزم مصر التخلص منها. من جانبه رجح عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وجود أكثر من هدف لزيارة الرئيس السيسى للإمارات، منها احتمال المشاركة في القمة الثلاثية بحضور الملك سلمان، وولي عهد أبو ظبي؛ في مسعى من الأخيرة لتنقية الأجواء العربية بعد توتر العلاقات المصرية السعودية. وأشار الأشعل، إلى أنه لم يستبعد أن يتم التطرق إلى عودة الفريق أحمد شفيق مرة أخرى، وما أثير حول نيته للترشح للرئاسة، ودعم الإمارات له، لافتًا إلى أن السعودية والإمارات ساندتا السيسى للوصول للحكم، مؤكدًا قلق السيسى من انقلاب الإمارات والسعودية عليه ودعمهما ل"شفيق". وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الهدف الثاني صفقة بين مصر والإمارات لشراء الإمارات للبنوك والوزارات بعد طرحها في المزاد العلني، مشيرًا إلى أن المتتبع لزيارات وتصريحات السيسى يجد أن هناك مصيبة تحدث بعدها. وأشار إلى أن مصر تنهار اقتصاديًا، والإمارات لا تستطيع أن تدعم مصر إلى ما لا نهاية، كما أن هنا مشاريع اقتصادية إماراتية في مصر؛ مما جعل الإمارات تبحث عن بديل للسيسي ينقذ مصر اقتصاديًا. وأكد أن من ضمن الأهداف أيضًا إعادة ترتيب الأوضاع الخاصة في مصر سواء بمد فترة السيسى أو وجود بديل له. وشبه الأشعل، الهدف المعلن من الزيارة وهو حضور العيد القومي لأبو ظبي ب"الفيلم العربي"، وأنه غطاء للأهداف الأساسية. وفي نفس السياق قال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر والإمارات تربطهما علاقات دبلوماسية قوية، وبالتالي قد يكون الهدف من الزيارة مجرد المجاملة. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن توتر العلاقات بين مصر والسعودية في الفترة الأخيرة يرجح أن تكون الزيارة بهدف تنقية الأجواء بينهما، مرجحًا إمكانية حدوث قمة مصرية إماراتية. وعلى صعيد متصل ألمح الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إلى أن يكون الهدف من الزيارة تضييق الخلافات بين مصر والسعودية بعد توترها في الفترة الأخيرة. وأضاف الكاتب الصحفي، في تصريحات صحفية، أن المعارك الدائرة في حلب والموصل والرقة وتأثير ما بعد دحر "داعش"، بالإضافة إلى وجود رئيس أمريكي جديد، وأيضًا المطامع الإسرائيلية من الأمور المتوقع مناقشاتها في اجتماعات مصر والإمارات.