امتدت الحرائق الاستثنائية التي تشهدها إسرائيل، وأدت إلى أضرار جسيمة، ليل الجمعة/السبت إلى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة، حيث تم إخلاء إحداها، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف 14 شخصاً يشتبه في أنهم وراء الحرائق، دون كشف هوياتهم. ويأتي هذا في وقت خفتت فيه وتيرة الحرائق التي أخذت تتصاعد في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بسبب الأحوال الجوية السيئة وسرعة الرياح الكبيرة، إلا أنها لم تنتهِ بشكل قطعي، وتتجدد بين الفينة والأخرى في بعض المناطق. ووفقاً لتقرير لإدارة العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني الفلسطيني، ذكر أن الطواقم تمكنت من السيطرة على معظم الحرائق بمساندة من المتطوعين والأهالي في البلدات التي شهدت هذه الحرائق، وقد تعاملت الطواقم مع أكثر من 120 حادثاً، معظمها حرائق أحراش وأشجار مثمرة وأعشاب. وتم إخماد أكثر من 120 حريقاً بمواقع مختلفة من مدن وقرى الضفة الغربية، تراوحت بين حرائق في أعشاب جافة ومخلفات وإطارات مركبات وغيرها، وامتدت إلى أشجار في عدة مناطق نتج عنها احتراق 770 شجرة زيتون. كان أبرز تلك الحرائق احتراق 180 شجرة زيتون في أراضي بيت سوريك شمال غربي القدس، وفي قرية كفر نعمة وفي قرية بدرس غربي رام الله. وفي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية أدت النيران إلى احتراق أكثر من 50 شجرة زيتون في قرية ظهر العبد جنوبي المدينة. مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية شهدت حرائق وُصفت بالأكبر بين المدن الفلسطينية، وما زالت تتجدد بين وقت وآخر، حيث نالت النار من مئات الأشجار المثمرة والحرجية في أراضي قرية عصيرة القبلية جنوبي المدينة، وأشجار زيتون في قرية الناقورة شماليها، وفي جبل الطور في المدينة، وقرية برقة غربها. وشهدت مدينة سلفيت احتراق 200 شجرة زيتون، بعد نشوب حريق كبير في سهل قرية دير شرف في نابلس شمالي الضفة الغربية، بدأت على إثر مناشدات عبر مكبرات الصوت في المساجد لمساندة الدفاع المدني في إخماده، نظراً لوجود محطة غاز في المنطقة. وقال مدير العلاقات العامة في الدفاع المدني الفلسطيني نائل العزة ل"هافينجتون بوست عربي"، إن حصر أسباب الحرائق التي اندلعت في الضفة الغربية بحاجة إلى فترة زمنية تتراوح بين 10 – 15 يوماً من التحقيق، من أجل معرفة ما إذا كانت الحرائق ناتجة عن الإهمال في استخدام النار أو تمت إضافة مواد تسرع من الاشتعال. وأضاف أن ما نسبته 42% من الحرائق الناجمة تأتي عادةً بفعل الإهمال وعدم أخذ الحيطة والحذر خلال استخدام النار في بعض المناطق، وأردف أن سرعة الرياح كان لها السبب الرئيسي وراء زيادة الحرائق وتطورها ووصولها إلى أماكن شاسعة وكبيرة في بعض المناطق الفلسطينية. وحسب شهود عيان في قرية ماداما، شاهدوا طائرات إطفاء تابعة لإسرائيل كانت قد تدخلت في إطفاء الحرائق في تلك المنطقة، بعد اقتراب النيران من إحدى المستوطنات القريبة. ونفى العزة الأخبار المتداولة عن تقديم طواقم دفاع مدني إسرائيلية المساندة لطواقم الإطفاء الفلسطينية في إخماد النار، وقال إنه تم الاكتفاء بالتدخل فقط في المناطق القريبة من المستوطنات التي وصلت ألسنة اللهب إليها. غير أن الفلسطينيين أنفسهم هبُّوا ليلاً لنجدة إسرائيل وأرسلوا 41 إطفائياً وثماني شاحنات لمكافحة الحرائق، خصوصاً في حيفا. وشهدت حيفا، ثالث أكبر المدن في إسرائيل، الخميس، عمليات إخلاء مكثفة، شملت عشرات آلاف السكان الفارين من ألسنة لهب تعالت لعدة أمتار. اندلعت الحرائق في كثير من مستوطنات الضفة الغربية، ففي مستوطنة "هلاميش" شمال غربي رام الله تواصل طواقم الإطفاء الإسرائيلية، مستعينة بطائرات، محاولاتها للسيطرة على الحريق الكبير الذي شبَّ الليلة الماضية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن السلطات الإسرائيلية قامت بإخلاء 2000 من مستوطني هلاميش، بعدما تضررت 45 وحدة بها. وفي مستوطنة "نيفيه تسوف"، القريبة من رام الله شمال وسط الضفة الغربية، لم يتم بعد إخماد النيران، ولا تزال عمليات إخماد النيران، التي التهمت أكثر من 40 منزلاً، فيما تم إجلاء 350 مستوطناً. كما اندلعت حرائق في مستوطنات دوليف والفي مناشة وكارني شومرون في الضفة الغربيةالمحتلة، لكن دون إخلاء مستوطنيها. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، تكثفت الجهود في الأيام الأخيرة بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) لإلقاء القبض على مضرمي النيران بشكل متعمد في منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". وأضاف: "تم إلقاء القبض على أكثر من 10 مشتبهين، وتم نقلهم للتحقيق من قبل قوات الأمن".
ولفت أدرعي إلى أن الجيش اعتقل "3 مشتبهين خلال ساعات الليلة الماضية، داخل سيارة قرب دير قديس (غربي رام الله) وبحوزتهم زجاجتا وقود ممتلئتان، وثالثة فارغة، بالإضافة إلى أقمشة وقفازات وولاعات". وأضاف: "تم اليوم السبت إلقاء القبض على مشتبه وهو يُضرِم النيران في غابات شمال غربي بتير (جنوبي الضفة الغربية)".