قال موقع "ديبكا" العبري, إن إسرائيل تتعرض حاليا لنوع جديد من الحروب, وهو حرب الحرائق, مطالبة بالإسراع في الانتقام من الفلسطينيين, الذين حملتهم مسئولية ما يحدث. وزعم الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 25 نوفمبر, أن الحرائق بفعل فاعل, وأن بعض المنفذين ظهروا في عدة مقاطع فيديو صورتها كاميرات الحراسة في بعض المستوطنات، لكنهم لم يتعرضوا للملاحقة. وتابع " الدليل على تورط الفلسطينيين أن الحرائق اندلعت في البلدات الإسرائيلية، وليس هناك ولو حريق واحد في بلدات الفلسطينيين بالضفة الغربية، أو في أية دولة عربية مجاورة لإسرائيل". ودعا الموقع ضمنيا إلى إعلان الحرب على الفلسطينيين, قائلا :" إن الفلسطينيين هم من يشعلون غاباتنا الخضراء ويحرقون المنازل في البلدات الإسرائيلية, ليست هناك دولة في العالم تتعرض لإشعال الحرائق بهدف حرق الناس والمنازل والممتلكات، دون أن تعلن أنها تتعرض لحرب, وتسعى للرد". وتتعرض مناطق مختلفة من إسرائيل منذ الثلاثاء 22 نوفمبر لحرائق ضخمة, ما إن تسيطر قوات الإطفاء على بعضها بصعوبة بالغة, حتى تعود, وتشتعل في مناطق أخرى، آخرها في مدينة حيفا, التي تحوي مناطق استراتيجية, وبدأت الحرائق قرب القدسالمحتلة، وتوسعت رقعتها بفعل الرياح الشرقية. وحسب "الجزيرة", أتت الحرائق المشتعلة في حيفا على مئات المنازل، بينما ظل عشرات الآلاف من الإسرائيليين بعيدين عن بيوتهم, بسبب النيران التي بدأت تمتد شرقا نحو بلدة الناصرة. وقالت مصادر في الدفاع المدني الإسرائيلي، إن أكثر من سبعمائة منزل أتت عليها النيران بالكامل في الأحياء الشرقية لمدينة حيفا، وإن أكثر من 150 شخصا احتاجوا للعلاج في المشافي. وتابعت المصادر ذاتها "أكثر من ستين ألف شخص اضطروا للبقاء بعيدا عن منازلهم بسبب انتشار الحرائق التي وصلت إلى منطقة الناصرة وبلدة إكسال في الشمال، وكريات جلت في جنوب البلاد، وتواصلت الحرائق في المناطق الجبلية (غربي القدس)، حيث اضطرت السلطات إلى إخلاء سكان إحدى البلدات". وتستعر الحرائق في مواقع مختلفة بإسرائيل, لكنها اشتدت مساء الخميس الموافق 24 نوفمبر بسبب هيمنة الطقس الجاف وهبوب رياح شرقية قوية. وتشارك ثمانية طواقم فلسطينية في جهود الإطفاء في القدس وحيفا إلى جانب طائرات إطفاء وصلت من روسيا وتركيا واليونان وكرواتيا وقبرص وإيطاليا، ويتوقع أيضا مشاركة طائرة الإطفاء الأمريكية العملاقة "سوبر تانكر" في عمليات الإطفاء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في حيفا :"كل حريق متعمد أو تحريض على جريمة الحرق العمد هو إرهاب بكل معنى الكلمة، وسنتعامل مع الأمر على هذا الأساس.. مهما كان من يحاول أن يحرق أجزاء من إسرائيل فإنه سيعاقب على ذلك بشدة". كما أشار وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إلى ما سماه "إرهاب الحرائق العمد"، وقال إن هناك عددا محدودا من الاعتقالات، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. يذكر أن الحرائق الحالية هي الأكبر في إسرائيل رغم الحرائق التي وقعت في 2010 وأسفرت عن مقتل 44 شخصا، وتوصلت التحقيقات حينها إلى أن الإهمال هو السبب.