كارثة جديدة تهدد حياة الأجنة في مصر، ألا وهي نقص حقنة «RH» التي تحقن بها السيدات لمنع تشوه الأجنة والإجهاض والولادة المبكرة، المثير للدهشة أن هذه الحقنة كانت تباع في جميع الصيدليات، إلا أنها اختفت فجأة ولا يعلم أحد كيفية الحصول عليها، الأمر الذي أدى إلى خوف الكثير من الأمهات خلال الفترة الراهنة. وفي السياق السابق، أكدت كبرى صيدليات مصر، عدم توافر حقنة RH في جميع فروعها على اختلاف مسمياتها، موضحة أن هذه الحقنة اختفت في الفترة الأخيرة بالرغم من أهميتها وعدم الاستغناء عنها للكثير من الأمهات الحوامل مع عدم معرفة سبب اختفائها. وتحدث "محمد. ص" أحد الأهالي من محافظة الشرقية، عن معاناته في الحصول على حقنة rh بعدما أمره أحد الأطباء بسرعة إحضار تلك الحقنة لاحتياج زوجته لها، وإلا سيصاب الجنين بالتشوه. وأوضح "محمد" في تصريحه ل"المصريون"، أنه ظل يبحث عن الحقنة في معظم صيدليات المحافظة التابع لها، إلا أنه لم يتوصل لها إلا عن طريق التواصل مع أحد الأشخاص الذين أتوا له بالحقنة، ولكن كانت عن طريق السوق السوداء، حيث حصل عليها بثمن 1750 جنيهًا بالرغم من كونها تباع في الأصل بين 400 إلى 600 جنيه فقط لا غير. وقال الدكتور عمرو حسن، استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفى قصر العيني، إن حقنة rh من الأدوية الاستراتيجية وليست من الرفاهية، والتي يجب أن تتوافر بكميات في جميع الصيدليات، موضحا أن عدم توافرها سيهدد 15% من نساء مصر الحوامل إما بتشوه الأجنة أو بالإجهاض أو بموت الأجنة. وأضاف في تصريحه ل "المصريون"، أن الأم التي تحتاج إلى هذه الحقنة ولم تستطع الحصول عليها سيحكم عليها بإنجاب أجنة مشوهة طوال العمر، موضحًا أن هذه الحقنة لابد أن تؤخذ في مدة معينة تتراوح بين 48 إلى 72 ساعة, وإلا فستحدث المشكلات سالفة الذكر. وبسؤاله عن سبب اختفاء هذه الحقنة، أوضح استشاري أمراض النساء والتوليد، أن هذه الحقنة مستورة وليس لها بديل، كما أن أزمة الدولار ووقف استيراد الأدوية سبب رئيس في صعوبة الحصول عليها، مبينا أن ثمن هذه الحقنة لا يتعدى ال"600" جنيه. وتابع: أن هذه الحقنة من المؤكد أنها تتوافر في الصيدلية التابعة لهيئة المصل واللقاح، لكن هناك شروطًا أهمها أن يتوافر تحليل يؤكد أن هذه السيدة التي تحتاج إلى تلك الحقنة لابد أن تكون rh سلبي. وكشف بعض الآباء عن صعوبة الحصول على تلك الحقنة لزوجاتهم من هيئة المصل واللقاح، إلا بعد معاناة، بسبب شروط الهيئة التي تشترط إحضار العديد من الأوراق الرسمية أبرزها شهادة مختومة بشعار الجمهورية أو ختم المستشفى التابع له زوجته وبدون تقديم تلك الأوراق سالفة الذكر، يمتنع موظفو الهيئة عن صرفها، رغم احتياج الكثيرين لها في أسرع وقت؛ لأهميتها الكبرى في منع تشوه الأجنة، والإجهاض، والولادة المبكرة للسيدات الحوامل. وفي السياق نفسه، قال الدكتور عبد الله حسان، أخصائي أمراض النساء والتوليد، إن حقنة RH أصبحت مثل الكنز في بعض الصيدليات، التي تستغل عدم توافرها وبيعها بأضعاف ثمنها مما حول الأمر إلى تجارة أكثر منه مصلحة عامة. وحمّل حسان، الحكومة سبب الأزمة بعد قصر بيع الحقنة على صيدلية هيئة المصل واللقاح فقط، رغم أنها كانت تباع في جميع الصيدليات، مؤكدا أن العديد من المواطنين يذهبون إلى الهيئة ولا يستطيعون الحصول على الحقنة، نظرًا لنقصها أو بسبب الإجراءات الروتينية رغم أهمية حقن السيدات بها بعد الولادة مباشرة؛ لتلافي حدوث أي ضرر لهن أو الأجنة أيضًا. واختتم أخصائي أمراض النساء والتوليد، أن بعض الحالات تستدعي صرف الحقنة بعد 10 ساعات على الأكثر من الولادة، وأي تأخير قد يعرض حياة الأم للخطر، ما يعني أن نقص rh في الصيدليات كارثة على الجميع. وفي سياق متصل، جسد الإعلامي جابر القرموطي، دور مريض يتناول حقنة ال RH وبعض المحاليل على الهواء، ليشرح حالة المرضى ومعاناتهم في الحصول على تلك الحقن وبعض الأدوية ومحاليل الجلوكوز غير الموجودة بالصيدليات أو بهيئة المصل واللقاح. وأكد القرموطي، حق المرضى في الحصول على الدواء، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من كتاب المقالات في الصحف رصدوا معاناة الحصول على المحاليل وحقن RH، خاصة أن بعضهم مروا بتجارب شخصية، ومنهم الكاتب الصحفي محمد راضي بالأخبار. وهاجم القرموطي، خلال برنامجه "مانشيت القرموطى" المذاع على قناة "العاصمة 2"، المسئولين في وزارة الصحة وهيئة المصل واللقاح، بسبب عدم قدرتهم على توفير حقنRH، مؤكدًا أن الكاتب الصحفي محمد راضي، كشف في مقاله أن العاملين في هيئة المصل واللقاح نصحوه بشراء الحقن من صيدلية شهيرة تحتكر الحقن، قائلا: "الاحتكار يتم بفعل فاعل ومسئول في الدولة".