توقع خبيران في الجماعات الإسلامية اليوم، الأحد، أن تكون تصريحات إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وقيادات ب"الجماعة" خلال الساعات الماضية "بالونة اختبار". وعلى مدار ال24 ساعة الماضية، أثارت تصريحات منسوبة لمنير، تحدث فيها عن المصالحة في مصر، الجدل غير أنه عاد وشدد على نفيه أن الإخوان لم تدعُ لمصالحة مع ما أسماه "النظام العسكري" منذ عام 1952، في إشارة إلى حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. وأوضح نائب مرشد الإخوان، أن جماعته "مستعدة لسماع كل وجهات النظر من حكماء لإتمام المصالحة، التي لا تستبعد الرئيس (الأسبق) محمد مرسي"، مؤكدًا أن "الجماعة مستعدة لسماع كل وجهات النظر". وقال في تصريحات صحفية، "نحن نرمي الكرة في مرمى من ينهلون لنا بالنصائح، ونقول هاتوا ما لديكم من أسلوب هذه المصالحة، وليجتمع حكماء الشعب وليرسموا لنا صورة هذه المصالحة التي تدعون أننا نُؤخرها". وتابع: "عند تقديم هذه الرؤية من الحكماء أو من النظام فلسنا مغلقين الأذن ولا العقول، وحينها سيكون ردنا، وإذا فتح الباب للمصالحة في مصر؛ فالرئيس مرسي والقيادات الوطنية وليس الإخوان موجودين ويجب تصحيح الأوضاع والعودة لشرعيتها الحقيقية". الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، كمال حبيب توقع أن يكون ما أثير عن تصريحات نائب مرشد الجماعة إشارة لتوجه الإخوان نحو المصالحة، خاصة وأن "منير من القيادات المؤمنة ببقاء التنظيم". وقال "حبيب"، في تصريحات ل"المصريون"، إن "منير أراد ضرب التيارات الأخرى المناهضة لتياره التنظيمي، خاصة مع خبرته الواسعة في التعامل مع النظام الحالي، رغبة منه في الحفاظ علي التنظيم في إطار من السلمية والمهادنة مع النظم السياسية أيًا ما كانت"، حسب قوله. وتشهد الجماعة انقسامات داخلية وصلت ذروتها في ديسمبر الماضي، حين أعلنت جبهة القائم بأعمال مرشد الإخوان، محمد عزت، إقالة المتحدث الشاب محمد منتصر (اسم وهمي)، من منصبه، وهو القرار الذي رفضه الأخير ومؤيدين له، من بينهم قيادات بارزة. وربط الباحث في الشئون الإسلامية بين تصريحات "منير" وبين انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب"، والمعروف عنه معاداته لجميع التيارات إسلامية، وأبرزها جماعة الإخوان، خاصة مع إعلانه اعتزامه إقرار قانون باعتبار الجماعة إرهابية. وأشار إلى أن الجماعة "عانت منذ أحداث 30 يونيو، نتيجة سجن واعتقال أعداد كبيرة منهم وهو ما كلف الجماعة أعباء مالية باهظة لم تعد تقدر علي تحملها". ومن جانبه، وضع الخبير في الشأن الإسلامي، سامح عيد، احتمالين لما أثير عن تصريحات نائب مرشد الجماعة عن إمكانية حدوث مصالحة بين الإخوان والنظام الحالي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى. وفي تصريحات ل"المصريون"، قال "عيد"، إن "تلك التصريحات قد تكون جس نبض لشباب الجماعة لإجراء مصالحة خاصة مع الوساطة الخليجية والعربية التي تدفع نحو ذلك". أما الاحتمال الثاني، أن "يكون أجيال الوسط في الجماعة يسعون بالفعل نحو المصالحة، خاصة مع تزايد أعداد المحبوسين والأعباء المالية الباهظة التي تحملوها". وأشار إلى "استحالة حدوث مصالحة من قبل الجماعة، خالصة مع رفض شبابها لذلك وهو ما يدفع إلى تخوف القيادات من التوجه نحوها، وهو ما ينطبق علي النظام الذي يتخوف من الشعب في حين إجراء المصالحة". واستبعد "عيد" احتمال عودة الرئيس الأسبق إلى الحكم، قائلا "فكرة عودة مرسي انتهت"، إلا أن إعدامه وأيا من قيادات الإخوان "مستحيل لان الداخل لا يتحمل والخارج لا يقبل وهو ما يخيف النظام الحالي"، حسب تعبيره . وتوقع أن تحدث تسويات تشترط خروج شباب الإخوان بعيدًا عن القيادات، بالإضافة إلى عدم ملاحقة أيًا من أفراد الجماعة أمنيًا في الخارج أو الداخل. واستطرد: أن الدولة لم تعلن صراحة الرغبة في المصالحة، فضلًا عن أن شباب الجماعة يستحيل أن يرتضون بها بسبب ما عانوا منه، فضلًا عن أن العاتق الأكبر في مواجهة النظام الحالي وقع علي عاتقهم.