الجماعة تحاول التقرب من الجمهوريين بمحاولة للصلح مع مصر.. والخرباوى: كاذبون سامح عيد: أردوغان ودول الخليج ضغطوا على الجماعة للتصالح بهدف إرضاء ترامب لم تمض لحظات قليلة على خبر إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة، حتى أعلن العديد من التابعين لجماعة الإخوان تخوفهم الشديد منه، لما له من اتجاهات عدائية للجماعات الإسلامية، ومنهم من وصل إلى وصف فوزه بالكارثة، غير أن الجماعة شرعت خلال الأيام الأخيرة فى محاولة التقرب من الرئيس الجمهورى، بل وتجديد طرح فكرة التصالح مع النظام المصرى الذى تربطه علاقة جيدة بالرئيس الأمريكى الجديد. وقال المحلل الإسرائيلى يونى بن مناحيم فى مقاله بموقع «أراب إكسبريس» الذى نشر الثلاثاء الماضى، أن جماعة الإخوان تحاول جاهدة هذه الأيام التقرب لدونالد ترامب، مضيفًا أن جماعة الإخوان تخشى من أن يقدم ترامب ضدها تشريعًا فى الكونجرس الأمريكى، يضعها فى قائمة الجماعات الإرهابية. وما هى إلا أيام قليلة حتى أطلق إبراهيم منير نائب مرشد جماعة الإخوان دعوة لتحرك الشيوخ والحكماء، لعمل مصالحة بين جماعة الإخوان والنظام المصرى، لكنها لاقت رفضًا من شباب الجماعة، وقال عنها المحامى ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن الإخوان ل«الصباح» إنها دعوة ذات دلالة كونها أتت بعد أيام قليلة من فوز ترامب برئاسة أمريكا، فهى تنم عن أن الإخوان يخشون وعيد ترامب لهم، بالتحفظ على أموالهم، ويحاولون إرضاءه. واعتبر الخرباوى أن كل ما قيل عن مصالحة، مجرد بالونة اختبار من جانب الإخوان لمعرفة رد الفعل داخل الجماعة وفى الشارع المصرى على السواء، لتحدد الجماعة خطواتها فى ضوء ذلك، لكنه أشار إلى أن الشعب المصرى رفض أكثر من محاولة للإخوان فى هذا الصدد. من جانبه، قال سعد الدين إبراهيم الخبير السياسى ومدير مركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية، أن ما بدر هذه الأيام من عروض من جماعة الإخوان للمصالحة، هو اختبار لقياس رد فعل النظام، فما كان من الجناح الشبابى للجماعة إلا أن رفض هذه الدعوة، وهو ما يدخل ضمن عملية الخداع التى تقوم بها الجماعة دائمًا وتعود الجميع عليها طوال تاريخها. ومع ذلك فإن إبراهيم استدرك فى حديث ل«الصباح» بأن «المصالحة آتية فى الطريق، لأنه لا يمكن تجاهل ما يقارب 3.5 مليون مواطن، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله إن أى مواطن لم تتلوث يده بالدماء يمكنه العودة، وأكد رئيس لجنة الحريات بمجلس النواب المعنى نفسه من خلال تصريحات مشابهة». ولفت إبراهيم إلى أنه قد تعرض للسباب من قبل أعضاء الجماعة عندما تحدث عن المصالحة منذ أكثر من عامين، نظرًا لأن الحال وقتها لم يكن كالآن، فمثل هذه الأمور لها دورة حياة تتلخص فى الإنكار ثم الاستغراب ثم التعقل ثم وضع الشروط ثم اختيار المشاركين ثم إتمام عملية المصالحة، مشيرًا إلى أن الشيوخ والكهول فى الجماعة يريدون المصالحة نظرًا لمصالحهم، وهو ما يرفضه تيار الشباب لمطالبتهم ب«الثأر». وأشار الخبير السياسى إلى أن أمريكا والغرب يريدون المصالحة، لأنهم يرغبون فى استقرار مصر، لأنها حجر الزاوية فى المنطقة بما لها من دور كبير فى حل المشكلات المثارة فى المنطقة العربية، وكذلك قضية الصراع العربى الإيرانى. بدوره، قال سامح عيد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن مصطلح المصالحة بالمعنى المعروف ليس هو القائم الآن، ولكن يمكن تسميته بمحاولات التسوية، وهى قائمة بالفعل، وتعتمد على من لم يتورطوا فى الدماء، وتحتاج التزام الجماعة بتنفيذ شروط تلك التسوية. وأضاف عيد أن المشهد الإقليمى معقد للغاية، فالنظام المصرى مرتبط باتفاقات مع حماس، والمملكة السعودية قامت باستقبال القرضاوى، وتدعم الجيش الحر فى سوريا، كما أن جماعة الإخوان لها وجود قوى بالمغرب وتونس وعدد آخر من البلدان المهمة فى المنطقة، ففى ظل الصراع السعودى الإيرانى، والذى انضمت له عدد كبير من دول الخليج، أصبحت المملكة فى أمس الحاجة إلى جماعات أصولية متشددة يتم استخدامها فى الصراع، ويعتبر الإخوان رأس الحربة لتلك الجماعات، لذلك فهناك اتجاهات للتسوية. وأكد عيد أن إبراهيم منير لم يخرج من تلقاء نفسه بهذه التصريحات، لكن هناك ضغوطًا خارجية قد مورست عليه للإقدام عليها، وتلك الضغوط لا يعرفها أو يدركها شباب الجماعة، لذا يمكن التأكيد على أن هناك ضغوطًا من قبل حكومات وحكام من الخليج والغرب ومن بينهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى لا يريد الدخول فى صدام مع الولاياتالمتحدة بنظامها الجديد. وأردف أن هناك اتجاهًا داخل الولاياتالمتحدة ذاتها لتلك التسوية، فهناك تعامل مخابراتى أمريكى يتم من خلال إدارة مختصة اسمها إدارة الإخوان المسلمين تم إنشاؤها فى العام 1948، واستفادت الولاياتالمتحدة منها فى العديد من الصراعات التى دخلتها فى المنطقة، وتقوم هذه الإدارة بالضغط للتهدئة، وهناك اتجاه للمحافظة على مصر فسقوط مصر يعنى خطر كبير على مصالح الكثيرين فى العالم لما لمصر من أهمية بالغة. من ناحيته، لفت الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أنه لابد من وضع عدد من النقاط الهامة فى الاعتبار عند التعامل مع الغرب، أبرزها أن الغرب يتعامل بمعايير مزدوجة فى القضية الواحدة، لأن سياسة البدائل هى إحدى أدواته للحفاظ على مصالحه مع أى طرف، مشيرًا إلى أنه مع اختيار دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، بدأ تيار اليمين المتطرف الزحف إلى أوروبا. وأضاف الهلباوى أن الإخوان قد انحرفوا عن مسارهم فلم تعد تلك الجماعة كسابق عهدها تهتم بالتربية والتنشئة، ولكن كل ما هناك أن هناك مجموعة من القيادات الهاربة تتصارع الآن على الحكم وعلى مزيد من الربح عبر استخدام ورقة الجماعة، وتحولت معهم الجماعة إلى جماعة سياسية وهو ما يفرغها من مضمونها، وبالتالى فهى ليس لها مستقبل بمصر.