قدمت مصادر خاصة رواية مختلفة للسقطة التي وقعت فيها صحيفة الأهرام ، وأدت لنشر حديث الرئيس مبارك مع صحيفة السياسة الكويتية دون أن تقوم الرئاسة بمراجعته وحذف بعض الفقرات الحساسة منه . وأشارت المصادر إلى أن المؤامرة أعد لها أحمد الجار الله رئيس تحرير "السياسة الكويتية" وكانت تستهدف صحيفة "الأهرام" ورئيس تحريرها إبراهيم نافع ، وقد شارك في المؤامرة بعض من كبار الصحفيين في مصر ، حسبما ذكرت المصادر . والقصة تبدأ بأن السيد الجار الله قد طلب من الرئيس مبارك السماح له بلقاء خاص يستمع فيه من الرئيس إلى رأيه في الأوضاع الراهنة لتكون خلفية لسلسلة مقالات سيكتبها على صفحات السياسية الكويتية وافق الرئيس وجاء الجار الله إلى مصر ولم يحضر وزير الإعلام اللقاء لأن الأمر لم يكن حديثاً صحفياُ . وفي نهاية اللقاء المسجل طلب الجار الله من الرئيس أن يسمح له بنشر الحديث في السياسة الكويتية على أن يقتصر نشر الحديث في مصر فقط على صحيفة (أخبار اليوم) . وافق الرئيس مبارك إلا أنه طلب من كبار مساعديه مراجعة الحديث وإبلاغ وزير الإعلام ليتولى عرض الصورة النهائية عليه . وبالفعل أعد مساعدو أحمد الجار الله تفريغاً للحديث وبعثوا إلى وزير الإعلام من الكويت كما بعثوا بنسخة أيضاً إلى صحيفة أخبار اليوم في هذا الوقت علم مراسل الأهرام في الكويت بالحديث فسعى إلى الحصول عليه من الكويت وبعث بها غير منقحة إلى صحيفة الأهرام بعد مراجعة النسخة من رئاسة الجمهورية تم حذف بعض الإجابات والصياغات التي قالها الرئيس وتم إبلاغ السياسة وأخبار اليوم ولم يكن لدى الرئاسة علم بأن الأهرام سينشر الحديث . كانت النسخة غير منقحة قد وصلت الأهرام في السابعة مساء تم أخطار الأستاذ إبراهيم نافع الذي كان متواجداً في الغردقة فطلب نشر الحديث في الطبعتين الثانية والثالثة بعد أن كانت الطبع الأولى قد أوشكت على الانتهاء في حين أن أخبار اليوم وصلتها النسخة المنقحة وبدأت النشر في الطبعة الأولى . وفي اليوم التالي كان لما نشرته الأهرام وقع المفاجأة لأن الحديث كان متضمنا عبارات تم حذفها من نص صحيفتي السياسة وأخبار اليوم فحدثت الأزمة وترك إبراهيم نافع الغردقة بعد أن أصدر المتحدث باسم الرئاسة بيانا يؤكد فيه أن الحديث الذي نشرته جريدة الأهرام جاء محرفاً وغير دقيق وأن النص الصحيح هو ما نشرته أخبار اليوم . وفي أعقاب عودته عقد إبراهيم نافع اجتماعا على الفور لمجلس التحرير وصف فيه ما جرى بأنه أسود يوم في حياته خاصة بعد أن جرى تكذيب الأهرام على هذا النحو وأحال الأمر للتحقيق .