"بآثار تعذيب لا يستطيع بشر تحملها أو حتى تمعن النظر إليها.. دماء أغرقت ملايته البيضاء الملفوفة لتخفي جسدًا أهلكه شدة التعذيب وقسوته".. مواطن قبطي بائع للسمك يدعى "مجدي مكين خليل جرجس"، يبلغ من العمر 50 عامًا.. دخل في مشادة كلامية مع نقيب شرطة بقسم الأميرية يوم الأحد الماضي، أدت لتوعد النقيب له. وبدأت تلك المشادة والتي لم يكتشف حتى الآن أسبابها، لعدم انتهاء التحقيقات مع نقيب الشرطة المتهم بالواقعة في صباح الأحد، وحتى مساءً نفس اليوم حينما استقل مكين عربته "الكارو"، وهو عائد إلي منزله، ليقوم بعدها نقيب الشرطة بإلقاء القبض على مكين بالقرب من منزله بالقصيرين بمنطقة الزاوية الحمراء، وقام بالاعتداء عليه واصطحابه إلي قسم الشرطة.
وفي صباح اليوم التالي، الاثنين الماضي، تلقت أسرته اتصالًا من أحد قيادات قسم شرطة الأميرية، بوجود مكين جثة هامدة بمستشفي الزيتون، ليقوموا بسرعة التوجه والوصول فورًا إلي المستشفي للكشف عن تفاصيل ما حدث ولكن دون جدوى. وعن تفاصيل التعذيب كشف "الفيديو" الذي تم تداوله من أسرة الضحية، عن آثار التعذيب الذي تلقاه "مكين"، بقسم الشرطة علي يد النقيب، ويظهر خلاله آثار الدماء التي لطخت ملاءته البيضاء التي قاموا بلفه فيها لحين الانتهاء من إجراءات التشريح. وأظهر الفيديو، الانتهاكات والتعذيب المتمثل في "آثار دماء نتيجة انتهاكات جنسية للضحية، وعيناه زرقاء اللون، وهناك بعض التجمعات الدموية خلف أذنيه". وأكدت أسرته أنهم لن يتنازلوا عن حق "مكين"؛ رافضين أن يتم التكتم علي الأزمة، واستلام الجثة، لحين الانتهاء من تشريحها علي يد مصلحة الطب الشرعي، موجهين اتهامات إلى ضابط القسم بتعذيبه حتى الموت. لتخرج وزارة الداخلية قبل انقضاء اليوم الأول علي واقعة التعذيب، في محاولة لاحتواء المشكلة، حيث نفى اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، ما وقع جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن فيديو التعذيب مواطن ''مفبرك''، وإن ''الطب الشرعي كشف سبب الوفاة''. وأضاف منصور، في تصريحات صحفية، أن الواقعة مختلقة ومفبركة والطب الشرعي أثبت زيفها في تقرير رسمي كشف الصفة التشريحية وأسباب الوفاة، والذي يفيد بأن إصابة المذكور وموته جاء نتيجة لإصابته بالسكر وارتفاع حاد في ضغط الدم". وفي محاولة للتواصل مع الكنيسة للتعليق علي تفاصيل الواقعة، وما الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها للرد علي واقعة تعذيب "مجدى مكين"، ولكن لم نتلقَ أي رد من المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذوكسية، بولس حليم؛ بعد اتصالات هاتفية معه لعدة مرات.