مر يوم 11نوفمبر بهدوء لا يتناسب مع الضجة التي سبقته، سواء من جانب السلطة وإعلامها، أو من جانب القوى الداعية لها، للتظاهر لإسقاط النظام احتجاجًا على الأوضاع المعيشية. وكان لافتًا أن الدعوة التي وصفت ب "المجهولة" في البداية تلقفتها عدد من الجهات خلال الأيام الماضية، وأبرزها "الإخوان المسلمون" لتبينها ودعوة المصريين للاحتشاد في الشوارع، فيما اعتبره مراقبون محاولة لاستعادة روح ثورة 25يناير. ودعت جماعة "الإخوان المسلمين"، للتوحد والمشاركة في أي فعاليات ضد النظام "غلابة"،"جياع"، "عصيان"، "ضنك"، وغيرها، داعية جميع أفرادها بالمشاركة والدعوة، كجزء من الشعب المصري، ودعم أي حراك ثوري يرفع مطالب هذا الشعب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وأكدت "الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية" - المشكلة من معارضين للنظام بالخارج - في بيان لها، حق الأمة في التعبير والتظاهر، موضحة أن "واجب القوات المسلحة المقدس أن تصون الأرض وأن تحمي الشعب". ودعا البيان الشرطة إلى الاعتبار من الماضي القريب، وألا تقف أمام أي حراك شعبي، بل أن تقوم بوظيفتها في تأمين المتظاهرين وحماية المباني والمؤسسات، وألا تتورط في أي مخططات للإضرار بالشعب أو لتشويه حراكه السلمي، كما دعا البيان القوى والجماعات والحركات السياسية إلى أن تقف متشابكة الأيدي وأن تكون في المقدمة. كما دعا "المجلس الثوري المصري" إلى العصيان المدني ضد النظام، الذي وصف تصرفاته ب"القمعية والفاسدة والمغتصبة للسلطة في مصر"، مؤكدا دعمه لأي حراك ثوري بكل الوسائل المتاحة لديهم. وعلى الرغم من أن حركة "6إبريل" لم تدع رسميًا للمشاركة في فعاليات حالية، إلا أن تصريحات أعضائها كانت تحض على النزول والمشاركة ضد أي فعاليات. ودعا خالد إسماعيل، القيادي بالحركة، إلى تغيير "البروفايلات" الشخصية على "فيس بوك" لذكرى يناير، مناشدًا كل القوى أن تتحمل مسئوليتها تجاه البلد، كما وجه الشكر لمن شارك في تظاهرات الغلابة. بخلاف دعوات عشرات الشخصيات المعارضة، للمشاركة في أي تظاهرات ضد الجماعة أبرزهم أيمن نور، زعيم غد الثورة، والشاعر عبدالرحمن يوسف، وثروت نافع، البرلماني المحسوب على التيار الليبرالي، والدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، والمهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، بخلاف عشرات القيادات الإخوانية المعروفة. وحذر أيمن نور، كل القوى من ألا تتورط في أي عمل يحمل شبهة العنف أو الدم أو الاعتداء على المؤسسات التابعة للدولة، مضيفا في تصريح له، أن مؤسسات الدولة مملوكة للشعب المصري وعلى رأسها "الجيش والشرطة المصرية". من جهته، قال أيمن عبدالغني، القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، إن "موجة ثورية جديدة استدعت روح الثورة في نقاط عديدة لم تخرج منذ فترة، موجة يبنى عليها وتدشن لمرحلة جديدة"، مؤكدا أن هذه المرحلة تحتاج لالتحام شعبي ضد النظام وتشكيل وعي وطني بخطورة استمرار الفسدة في تدمير مقدرات البلد. وأضاف، أن "الهدف أصبح واحدًا لطلاب الحرية وطلاب الحياة الكريمة وهو إسقاط النظام"، وتابع: "تحية للثوار الأبطال ولنساء مصر الحرائر، الذين خرجوا في ظل نزول الجيش واستخدام آلة القمع وإغلاق الميادين". وقالت الدكتورة جيهان رجب، القيادية بحزب "الوسط"، إن "أجواء 25يناير لن تتكرر، فلم يكن الشعب فى حالة انقسام وإن كنا نرى الانقسام واضحًا بعد 30 يونيو لأسباب كثيرة، نعم تبدل الكثيرون وازدادوا نقمًا على السلطة بسبب الحالة الاقتصادية المتردية؛ ولكنهم لا يزالون بعيدين عن الانضمام للمعارضة السياسية". وأضافت رجب ل"المصريون"، أن "التحالف الوطني والإخوان والهيئة التحضيرية لم يختلفوا يومًا ودائما ينتظرون روح يناير وأعتقد أنها لم تبدأ بعد وإن كان لا بأس من المحاولات وتكرارها ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا".