تمر مصر بظروف اقتصادية صعبة هذه الأيام ،مع ارتفاع سعر الدولار و انخفاض سعر الجنية و الحاجة إلى شراء الكثير من المنتجات الأجنبية، و التي تحتاج إلى الدولار لشرائها مما سبب مشاكل اقتصادية كبيرة، يمر بها المصريون من غلاء للأسعار و عدم كفاية الدخول على غالب المصريين. و قد أرشدتنا الشريعة الإسلامية الغراء إلى العديد من أسباب السعة في الرزق، و التي لا يأخذ بها الكثير من الناس و ذلك لتعلق القلوب بالأسباب المادية ،و ضعف الإيمان عموما و بالأسباب الشرعية خصوصا ،و يحسن بنا في هذا المقام العروج على أسباب سعة الرزق و التي نحن في أمس الحاجة إليها في هذه الفترة العصيبة و منها :
1- التوبة العامة : تُعد الذنوب و الإصرار عليها من أعظم أبواب ضيق الرزق، و محق البركة و جلب البلايا قال بعض السلف "ما نزل بلاء إلا بذنب و ما رُفع إلا بتوبة"، و كم هي الذنوب العامة و المٌجاهَر بها في الشوارع و الطرقات و الجهر بالمعصية ذنب فوق ذنب قال النبي صلى الله عليه و سلم :"كل أمتي معافى إلا المجاهرين" و الذنوب سبب للمصائب قال الله جل و علا} :وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{ ،قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- في الجواب الكافي(1/74) :" ومن عقوبات الذنوب : أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة . "
2- كثرة الاستغفار :من أسباب سعة الرزق كثرة الاستغفار، قال الله- جل و علا- على لسان نوح –عليه السلام- }فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا{ و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (من لَزِم الاستغفار جعل اللهُ له من كلّ ضيقٍ مخرجاً ، ومن كلّ همّ فرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب) و قد ضعفه بعض أهل العلم إلا أنه معناه صحيح ، و قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الطب النبوي (1/315) :" وأربعة تجلب الرزق : قيام الليل وكثرة الاستغفار بالأسحار وتعاهد الصدقة والذكر أول النهار "
3-الدعاء: من أهم أبواب قضاء الحاجات الدعاء قال تعالى :} وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ{ ،قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في الجواب الكافي (1/9) :" وكذلك الدعاء ، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه ، وحصول المطلوب ، ولكن قد يتخلف أثره عنه ، إما لضعفه في نفسه - بأن يكون دعاء لا يحبه الله ، لما فيه من العدوان - وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا ، فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا ، وإما لحصول المانع من الإجابة : من أكل الحرام ، والظلم ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو ، وغلبتها عليها . كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة . "انتهى
4- إخراج الزكاة: إن من أعظم الذنوب الامتناع عن إخراج الزكاة ،قال ابن القيم –رحمه الله – في إعلام الموقعين (4/305) :" و من الكبائر ترك الصلاة و منع الزكاة" انتهى. و هي الركن الثالث من أركان الإسلام و هي قرينة الصلاة في كتاب الله ،قال تعالى }وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتوا الزكاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ{ و قال تعالى }فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ{ و قال النبي صلى الله عليه و سلم :" ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين -المجاعة والقحط-" فيا لها من كبيرة و يالها من عقوبة و قد انتشر منع الزكاة هذه الأيام إما بالبخل أو التأويل بحجة دفع الصدقات و الضرائب و لا شك أن ذلك لا يغني عن الزكاة شيئا
5-واجب الدولة: واجب الدول الأخذ بأسباب زيادة قيمة الجنيه و الانتعاش الاقتصادي و الاستماع إلى الخبراء الاقتصاديين و مشاورتهم ،و عمل المشاريع التي تتيح فرص عمل للشباب و التي تكفينا السلع المستوردة، و تحفظ لنا العملة الصعبة و العمل على عمل حد أعلى للأجور و هذا باب أهل الاقتصاد ،فعليهم البيان و التوضيح لما نمر به من كبوة و سبل علاجها، من باب الدين النصيحة . كان هذا غيضا من فيض و الله من وراء القصد كتبه /م.هيثم مجدي الحداد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.