على الرغم من حديث إعلاميين وموالين للسلطة الحالية عن وجود "مؤامرة" أمريكية وغربية على مصر من أجل تفتيت الدولة، إلا أن الواقع يكشف عن خلاف ذلك، في ظل المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر، بالإضافة إلى تبادل الزيارات بين الجانبين، وغيرها من الأمور التي تؤكد وجود علاقة جيدة بين الجانبين. وترصد "المصريون" بعض الشواهد على ذلك: تزويد الطائرات المصرية بأنظمة تفتيش وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بقيمة 81.4 مليون دولار لتزويد طائرات هليكوبتر مصرية بأنظمة تشويش على الصواريخ الحرارية. وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، في بيان لها إن وزارة الخارجية وافقت على إمداد مصر بالأنظمة التي ستزود بها طائرات هليكوبتر من طرازان أباتشي وبلاك هوك وتشينوك، لحمايتها من تهديدات الصواريخ التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكن أن تطلق من على الكتف متتبعة الأثر الحراري للطائرات. وأضافت أن الصفقة ستخدم السياسة الخارجية والأمن الوطني للولايات المتحدة بالمساعدة في تحسين أمن شريك استراتيجي كان وما يزال قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط. استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية في مارس 2015 أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالًا هاتفيا بالرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغه خلاله استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، وتسليم الطائرات "إف 16" والصواريخ من طراز هاربون والدبابات "إم 1 ايه1″. كما أخبر الرئيس الأمريكي، نظيره المصري بأنه سيستمر في طلب المساعدة العسكرية السنوية المقدر قيمتها ب 1,3 مليار دولار أمريكي لمصر. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدات أمنية لمصر اعتبارًا من العام المالي 2018 تخصص لأربع فئات وهي مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، وأمن سيناء، والأمن البحري، وصيانة الأنظمة العسكرية الموجودة بالترسانة المصرية. وأوضح أن تلك المساعدات وغيرها من الخطوات ستساعد في رفع مستوى المساعدات العسكرية الأمريكية لتكون في وضع أفضل لمعالجة التحديات التي تواجه مصالح مصر والولاياتالمتحدة في المنطقة، والتي تواجه عدم استقرار وتمشيا مع الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين. منح مصر شحنة مركبات مدرعة مضادة للألغام قامت الولاياتالمتحدة بتسليم مصر أول دفعة من 762 مركبة مضادة للألغام، ليتم استخدام هذه المركبات ذات القدرات الجديدة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة. وقالت السفارة الأمريكية في بيان لها إنه "تم تصميم هذه المركبات المدرعة خصيصا لحماية الجنود من تفجيرات العبوات الناسفة، والألغام الأرضية، وغيرها من الأنواع الأخرى من الهجمات". وأضافت: "كانت هذه المركبات قد تم تصميمها بشكل خاص لدعم عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان، حيث توفر هذه المركبات مستويات عالية الحماية للجنود، وثبتت كفاءتها في الحفاظ على الأرواح". وتابعت: "يأتي تسليم هذه المركبات ضمن برنامج منح المواد الدفاعية الزائدة التابع لوزارة الدفاع الأمريكية والذي يتم بموجبه نقل المركبات دون أي تكلفة على الحكومة المصرية، ويعد تسليم المركبات هو أحدث خطوات حكومة الولاياتالمتحدة لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب وهو جزء من مجموعة واسعة من مبادرات التعاون العسكري بين البلدين". الاعتراف ب30 يونيو قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري "إن الجيش المصري لم يسيطر على مقاليد السلطة في البلاد، بل تحرك بطلب من ملايين المصريين الذين كانوا يخشون السقوط في الفوضى والعنف". وأضاف كيري في مؤتمر صحفي مشترك بواشنطن مع سامح شكري وزير الخارجية "أن دور مصر رائد في العالم العربي وبالنظر إلى مقومات مصر وعدد سكانها، موضحا أن مصر تعاونت مع أمريكا ليس في مجال مكافحة الإرهاب فقط، ولكن من خلال عملية السلام مع إسرائيل لمواجهة تحديات إقليمية والكثير من المبادرات الأخرى". وأكد كيري " تطلعه إلى العمل الوثيق مع مصر لمواجهة التحديات التي تتعرض لها فيما يتعلق بالفضاء السياسي، وعن الوضع الاقتصادي المصري، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن مصر بحاجة إلى تحريك اقتصادها، وهناك إصلاحات كبرى وصعبة تعكف الحكومة المصرية على مواجهتها من أجل تحسين حياة المصريين، وتحريك عجلة الاقتصاد وجذب الاستثمار ووضع الإصلاحات على المسار الصحيح، مؤكدا أن مصر بلد تدرك أن لديها تحديات وتعمل دون كلل لمواجهتها. بدوره، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن المصالح المصرية الأمريكية تخضع فقط للمصالح، مشيرًا إلى أن المساعدات الأمريكية لمصر سواء معونات مادية أو مساعدات العسكرية كلها من أجل حماية مصالحها فقط. وأضاف صادق ل"المصريون"، أن "واشنطن تقدم المساعدات لمصر منذ إبرام مصر معاهدة السلام مع إسرائيل"، مشيرًا إلى "لابد أن تقوم أمريكا بمنحها المساعدات حفاظًا على إسرائيل، بالإضافة إلى محاربة داعش، وهذا ليس من أجل عيون مصر". وتابع: "الرئيس السيسي عندما زار أمريكا لم يقابل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهذا يدل على أن العلاقات ليس جيدة".