ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الفيديو المتداول على موقع "تويتر" لمصافحة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو, فجر غضبًا واسعًا بين الفلسطينيين. وكان عباس قد صافح نتنياهو فى جنازة الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريز فى القدس, فى لقاء علنى يندر حدوثه بين الرجلين، ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على "تويتر" يظهر المصافحة بين الرجلين, ويظهر فيه عباس, وهو يقول باللغة الإنجليزية, مخاطبا نتنياهو :"تسرنى رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره جنازة بيريز. وفور انتشار صور المصافحة على مواقع التواصل الاجتماعي, عم الغضب بين الفلسطينيين, اعتبرت حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة فى بيان لها أن مشاركة عباس فى الجنازة تعد "خيانة للدم الفلسطينى وتشجيع على التطبيع مع إسرائيل". كما تجمع عشرات الفلسطينيين فى قطاع غزة بعد ظهر الجمعة, وأحرقوا الأعلام الإسرائيلية، بالإضافة إلى صور بيريز ونتنياهو والرئيس الأمريكى باراك أوباما، بحسب مراسلين لوكالة "فرانس برس". وبالإضافة، إلى ما سبق, كتب مغردون فلسطينيون وعرب أيضًا تعليقات ساخرة من مشاركة عباس فى الجنازة، وأشار بعضهم إلى أن عباس طلب إذنُا على الأرجح من السلطات الإسرائيلية لتسمح له بدخول القدس. وقال على أبو نعمة، مؤسس موقع "الانتفاضة الإلكترونية" باللغة الإنجليزية، إن "محمود عباس، الرئيس المزعوم لدولته المزعومة، هو مثال على غياب الكرامة". وكتب مغرد فلسطينى آخر "خيانة للوطن، خيانة للشهداء، خيانة للشعب، خيانة للقضية، خيانة للمتعاطفين وخيانة للتاريخ". وأورد مغرد آخر "حدثنى عن الذل والمهانة، أحدثك عن دموع محمود عباس, وهى تسقط على فراق بيريز، قاتل محمد الدرة"، فى إشارة إلى الفتى الفلسطيني, الذى استشهد العام 2000 برصاص إسرائيلى فى قطاع غزة. وتوفى بيريز، الأربعاء الموافق 28 سبتمبر عن عمر ناهز 93 عامًا, بعد إصابته بسكتة دماغية. وشارك الرئيس الفلسطينى محمود عباس ووزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى جنازة بيريز, التى أقيمت الجمعة الموافق 30 سبتمبر, كما شارك فى الجنازة, الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى والرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون, كما حضر الجنازة الأمير تشارلز، ولى عهد بريطانيا، ورئيسى الوزراء البريطانى السابقين ديفيد كاميرون وتونى بلير، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء الكندى جستن ترودو. وبينما حضر عباس جنازة بيريز، رفض النواب العرب فى الكنيست الإسرائيلى المشاركة فى الجنازة, ونقلت "الجزيرة" عن أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة التى تمثل 13 نائبًا عربيًا بالكنيست الإسرائيلي, قوله إنه يرفض المشاركة فى جنازة من تسبب فى مآس لشعبه ووطنه عام 1948, كما قالت النائبة عايدة توما، العضو بالقائمة المشتركة فى الكنيست: "أنا استغرب أن يتوقع منا أحد المشاركة فى جنازة بيريز, رغم أنه راعى الاستيطان اليهودى فى الأراضى المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، ومن ارتكب مجزرة قانا عام 1996 فى جنوبلبنان". وكانت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طلبتا الخميس الموافق 29 سبتمبر, من عباس عدم المشاركة فى جنازة بيريز، فيما دانت حماس تعزية عباس فى وفاة بيريز، وعدتها "استخفافًا بدماء الشهداء ومعاناة شعبنا الفلسطيني". وعبر المتحدث باسم حماس سامى أبو زهري، عن ارتياح الشعب الفلسطينى لوفاة بيريز, الذى قال إنه "ارتكب مجزرة قانا وغيرها من المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني". وكان عباس، قد صافح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال جنازة بيريز فى القدس, وانتشر مقطع فيديو على موقع يوتيوب، يقول فيه عباس وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية :"تسرنى رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره. وكان عباس، بعث ببرقية تعزية لعائلة بيريز الأربعاء 28 سبتمبر، أعرب فيها عن حزنه وأسفه لوفاة الرئيس الإسرائيلى السابق. ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن عباس وصفه بيريز، بأنه كان شريكًا فى "صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل إسحاق رابين"، مشيدًا بالجهود الحثيثة التى بذلها بيريز من أجل إحلال سلام دائم، منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة فى حياته", حسب تعبيره. وكان بيريز شغل مناصب رفيعة بينها رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع قبل توليه الرئاسة، كما تزعم حزب العمل، ويعتبر من المؤسسين لإسرائيل على أرض فلسطين. ويعتبر بيريز، من مهندسى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان فى الضفة الغربية، والمسئول عن مقتل ستة من فلسطينيى الخط الأخضر فى يوم الأرض عام 1976، ومذبحة قانا جنوبىلبنان عام 1996. ورغم ذلك، فإن الغرب يُصنفه ضمن دعاة السلام، فقد حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل إسحاق رابين.