الجبال والثأر واعتقاد الرجولة وراء انتشار مافيا تجارة السلاح فى الصعيد الدور الذى يلعبه أباطرة السلاح فى تجدد جرائم الثأر فى الصعيد قصة تدريب الأطفال على الضرب فى المليان وحكاية سيدة حملت السلاح وتخلصت من قتلة أبنائها فى قنا الإسرائيلى والكلاشينكوف والجرينوف خطر ينذر بكوارث محققة فى الوجه القبلى كشفت الأحداث الأخيرة فى الصعيد بين قبيلتى الأشراف والحميدات عن وجود أسلحة كاشفة ومتطورة بحيازة بعض طرفى النزاع وهو ما ينذر بكوارث محققة لاسيما وما يعرف عن الصعيد من جرائم الثأر التى هزمت معها جميع المحاولات للتخلص منها. ورغم الحملات الأمنية المبذولة لجمع السلاح من بين قبضة حائزيه فإن الظاهرة تزداد خطورة خصوصًا بعد الثورة وما صحبها من انفلات أمنى لا تزال وزارة الداخلية تلملم جراحه حتى الآن، وفتح الحدود مع ليبيا والسودان وفلسطين كلها عوامل زادت من انتشار السلاح فى الصعيد، وأصبح فى متناول أيدى الأطفال والكبار والنساء، وقد كشفت أجهزة الأمن أن أحد أبرز المحرضين على إشعال الفتنة بين قبيلتى الأشراف والحميدات تاجر أسلحة لكى يبيع ويحقق أرباحًا طائلة من وراء ذلك، وقد زادت الفتن فى الصعيد وارتفع معدل الثأر فى الصعيد بسبب تجار السلاح. "المصريون" تفتح ملف السلاح فى صعيد مصر وتتعرف على أسباب انتشاره وأسعاره وأماكن الأوكار التى يوجد بها السلاح وكيف يمكن التخلص من هذه الظاهرة.. تجارة السلاح فى الصعيد تجارة قديمة اكتسبت رواجها بحكم العادات والتقاليد فى ضرورة اقتناء السلاح الذى يعد ضرورة لدى المواطن الصعيدى فقد تجد الفرد لا يملك قوت يومه ويعمل "أجير" فى زراعة الأراضى ويتباهى بقطعة السلاح المحمولة على إحدى كتفيه، وذلك بهدف الحماية والتباهى فى آن واحد، وفى كل الأحوال فإن اقتناء السلاح أصبح شيئًا ليس بالجديد على أهالى الصعيد بل أصبح شيئًا حتميًا حتى أنه أصبح مثل محتويات المنازل التى لا غنى عنها وهو ما ينذر بكارثة، وذلك بعد تصريحات أذناب النظام السابق والذى أكدوا فيه قدرتهم على تقسيم الصعيد إلى دويلات وأنهم قادرون بتنفيذ هذا التصريح بعد الحكم الصادر باستبعاد أعضاء المنحل من سباق الترشح للبرلمان، ففى الصعيد طبيعة مختلفة وهى تشابك العائلات وصلتهم، وهو ما ينذر بخطر قادم فى الصعيد يجب على الجهات الأمنية إعادة النظر فى تلك التصريحات، والتى تعد بمثابة ناقوس الخطر القادم فقد أكدت بعض المصادر أن الأحداث التى وقعت فى قنا مؤخرا كانت من صنع أيدى أعضاء المنحل الذين دبروا الخطة بإحكام جعلوا من محافظة مثل قنا إلى مدينة خاوية من خلال إمداد الأفراد بالأسلحة والأموال حيث منهم مَن كان يعمل بتجارة الأسلحة والمخدرات. صناعة مجرم صغير الطفل عادة فى الصعيد يختلف اختلافًا كليًا نظرًا للطبيعة الجغرافية التى ينشأ فيها، فهو وجد نفسه محيطًا بعائلة تغلب عليها النعرات العصبية والقبائلية، التى توجد فى جميع قرى الصعيد، التى تشهد إهمالا من جانب الحكومات السابقة. الأطفال فى الصعيد يقومون بحمل السلاح فى سن 10سنوات، ومن أشكال التدريب الأولية إطلاق أعيرة نارية بجوار أذن الطفل حتى يتعود على صوته ولا يفزع منه، ويكون الأب سعيدًا عندما يشاهد ابنه يضرب "نار" ويحمل السلاح ويشعر أن ولده أصبح رجلاً يعتمد عليه. وقد يلجأ بعض الآباء إلى أخذ أطفالهم والذهاب بهم إلى الجبال ليقوم بتعليمه على حمل السلاح وكيفية استخدامه، ويقول "محمد حسن" من قرية "حمر دوم": لقد ذهبت مع أبى إلى جبل "حمر دوم" وأنا أبلغ من العمر 10 سنوات، وكنت أعتقد أن والدى كان يريد منى الذهاب إلى المدرسة لأحمل فى يوم من الأيام إحدى الشهادات لكن أبى سلك ليا طريقًا آخر، وقام بإعطائى سلاحًا آليًا "طبنجة" لتعليمى على استخدام السلاح وهى عادة ينتهجها معظم الآباء فى قرية "حمر دوم" لتعليم أبنائهم معرفة استخدام السلاح بكل أنواعه وهم فى مقتبل العمر ليكون على أهبة الاستعداد عندما تبدأ المشاجرات بين العائلات والقبائل المجاورة. ويذكر أنهم استعانوا بى فى إحدى المشاجرات بين قريتى وقرية أخرى فى سوهاج، قمت بقتل 4 أشخاص، بعد ذلك قررت الالتحاق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية، وتم إلحاقى بسلاح القناصة نظرًا لمهارتى الفائقة فى استخدام السلاح وقدرتى على القنص. تاجر من عجلاتى إلى إمبراطور وقد رصدت "المصريون" قصة أحد أباطرة السلاح الموجودين حاليًا فى محافظة قنا، والذى تسبب فى إشعال الأزمة بين قبيلتى الحميدات والأشراف، ويدعى ح .ع وشهرته "الشمام". ولد ح. الشمام فى أسرة فقيرة تتكون من 6 أشقاء، وكان يعمل فى إصلاح الدراجات حتى عمل "صبى" مع أحد تجار المخدرات حيث كان يستخدمه فى عمليات التوزيع بين الموزعين فى المحافظة، وكان يتردد على القرى المجاورة والمشهورة بتجارة السلاح والمخدرات كالحجيرات وأبوحزام وحمر دوم والسمطا وقد ذاع صيته فى قبيلة الحميدات، وأصبح من أكبر أباطرة المخدرات والسلاح فى محافظة قنا. ومع ثورة 25 يناير شهدت مصر حالة من الانفلات الأمنى وارتفاع بورصة السلاح فى الصعيد، قام الشمام بتغيير نشاطه إلى تجارة السلاح حتى أصبح من أكبر التجار، وكان له الدور الأكبر فى المعركة التى دارت بين قبيلتى الحميدات والأشراف، والتى لا تزال حديث الرأى العام فى قنا حتى وقت كتابة هذا التحقيق. وكان يقوم ببيع السلاح لتلك القبيلتين مستغلاً حالة التناحر الشديد بينهما إلى أن قامت الأجهزة الأمنية بمطاردته وإطلاق الأعيرة النارية عليه وإصابته بعدة طلقات محاولا الهرب من قبضة رجال الشرطة، وتم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولى لتلقى العلاج. ويشار إلى أنه تم حبسه منذ 4 أعوام فى قضية مخدرات، وأصدرت محكمة قنا الابتدائية حكمًا ببراءته مع دفع كفالة خمسة آلاف جنيه، وفى هذا الوقت طعنت النيابة على الحكم، وبعدها تم اعتقاله من قبل مباحث مكافحة المخدرات. فتش عن المرأة تمثل المرأة الحديدية التى لا تقف عند حد التحريض فقط بين الرجال فعادة الرجال هم مَن يحملون السلاح إلا أن المرأة الصعيدية اخترقت تلك الأعراف والعادات وشهدت محافظات الصعيد خروج الكثير من النساء يقتنين السلاح إما دفاعًا عن نفسهن أو عن أرضها أو عرضها. فقد تدربت المرأة على استخدام السلاح، وحملت البنادق الآلية، وقد أخذت وهى تعكف على رعاية الأرض والأطفال على عاتقها التحريض عندما يقبل أفراد العائلة بالعفو، فبعض النساء يتحجر قلوبهن عندما تفقد زوجها أو أخيها فهى تقوم بدور شحذ الهمم قائلة "هاخد بتارى وأجيبلكم العار" مما يدفع أفراد العائلة للانصياع لها خوفًا من الفضيحة التى قد تلاحق العائلة. وقد شهدت قنا أشهر حوادث الثأر التى نفذتها امرأة، وقامت فيها بحمل السلاح، وذلك بعد أن قتل أبناؤها وأشقاؤها حيث أقسمت أنها التى ستأخذ بالثأر، وقامت بارتداء ملابس الرجال، وأصرت على أخذ الثأر بنفسها حتى عرفت أن أفراد العائلة التى قاموا بقتل أبنائها ذاهبون لأداء واجب العزاء فانتظرتهم وسط زراعات القصب، وقامت بقتل 12 شخصًا من خصومها. أوكار السلاح من أشهر الأماكن التى تعد مستودعات ومخازن للسلاح هى الأماكن التى اشتهرت بالنزاعات القبلية على الرغم من القيود التى وضعتها الجهات الأمنية على طلبات استخراج رخصة السلاح والشروط المطلوبة لحيازة السلاح أن تكون مشتراه من أحد المحلات التى تبيع السلاح ونظرا لتلك القيود الموضوعة اضطر معظم الصعايدة إلى شراء الأسلحة من المهربين وتجار السلاح المختبئين بالجبال، وتعد محافظة قنا أكثر الأماكن التى ينتشر بها السلاح، هى قرى أبو حرام وحمر دوم والحجيرات والسمطا وفاو قبلى وفاو غرب وأبو مناع حيث تقترب تلك المحافظة بحدود السودان الجنوبية والبحر الأحمر إذ تأتى الأسلحة عبر البحر الأحمر من السودان وإريتريا وبعض البواخر الأمريكية وتتوقف وسط المياه فى عرض البحر وتقوم بإنزال حمولتها من صناديق الأسلحة على لانشات صغيرة.. وبعد إنزال الحمولة عليها تتجه اللانشات إلى الشاطئ أمام "درب الأربعين" بالصحراء الشرقية.. ثم يتم تحميلها على السيارات ويتم تخزينها فى الصحراء الشرقية بمنطقتى"حلايب وشلاتين" ويستخدم التجار الكبار والذين يطلق عليهم "المعلمين" هواتف "الثريا" فى الاتفاق على نقطة التقابل داخل البحر. أما فى الصحراء فيستخدمون الهواتف المحمولة العادية، ويتم بعد ذلك عمليات التوزيع حسب طلب "معلمى المحافظات" التى تبدأ بأسوان داخل صحراء إدفوالشرقية، ثم محافظة قنا التى لها أكثر من نقطة إنزال، فالأولى فى صحراء "حجازة" والثانية قفط أعلى مصنع الفوسفات، والثالثة "جبل القناوية" والرابعة "جبل الشيخ عيسي" والخامسة "وادى اللقيطة" وبعدها محافظة سوهاج، ولها ثلاث نقط للتسليم هى "نجع البلابيش" و"الشيخ إمبادر" و"عرب مازن" أما محافظة أسيوط فلا توجد بها مناطق لإنزال السلاح لذلك يتم إمدادها بالأسلحة والذخائر من محافظتى قناوسوهاج.. ولمحافظة المنيا نقطة إنزال واحدة هى منطقة "عرب الشيخ فضل"، وكذلك محافظة بنى سويف يتم إنزال أسلحتها بمنطقة "الكريمات".. والمتبقى من هذه الأسلحة يتم تهريبه إلى الإسماعيليةوسيناء.. يستخدم مهربو الأسلحة أنواعاً معينة من السيارات فى هذه الرحلات وهى "تويوتا" و"تويوتا شاسيه صغير 4 شنكل موديل 1984" يتم تركيب مواتير جديدة لها و"لاند لوفر" و"لاند كروزر".. ويقومون بتقليل كمية الهواء فى الإطارات إلى النصف ليتأقلم مع الرمال والحجارة. حادثة الكمين الذى أعده عرب سيناء لسيارة الترحيلات والتى جرى على إثرها قتل ضابط وجندى فى معركة أطلق فيها 700 طلقة من أسلحة متنوعة واشتركت فيها أربع سيارات دفع رباعى لمدة ساعتين ولم يكن نصيب ضابط الشرطة من رصاصات المعركة سوى رصاصات مسدسه الثمانية و 28 طلقة من بندقية الجندى المرافق له. أنواع السلاح وأسعاره "الأسلحة فى الصعيد حدث ولا حرج من حيث كميات السلاح أو الأسعار التى وصلت إلى مستويات عالية بعد الثورة فالكميات المعروضة أصبحت كثيرة جدا والإقبال عليها أصبح لأغراض كثيرة غير الثأر والانتخابات قديما فالآن الأشخاص يحملون السلاح دفاعًا عن النفس حتى أن السلاح أصبح يباع بالتقسيط أو الكلاشينكوف السودانى" و"الجرانوف الروسى" و"أبوطيرة الألمانى" أشهر أسلحة الموت فى الصعيد. أما الأسلحة الروسية فهى الأكثر انتشارًا فى الصعيد نظرًا لأنها تستخدم منذ زمن طويل وقد اعتاد الصعايدة على استخدام مثل هذه الأنواع من الصنع وهى 16 نوعًا منها الثقيل والخفيف وهناك "الأسلحة الروسية بدأ تصنيع هذه الفئة فى روسيا" الكلاشينكوف" 51 ،53 54 ، 55 ، 56» فالثقيل منها فى الأنواع الأربعة الأولى ثمنه 10 آلاف جنيه والأخير ال "56" ثمنه 12 ألف جنيه، والخفيف منها بنفس الاسم ولكن ثمنه يقل مبلغ 2000 جنيه عن سعر الثقيل منه 2700، الفرق بين الخفيف والثقيل هو "الدبشك" أى "مؤخرة البندقية" فالحديد يسمى ثقيلاً والخشب خفيف وتعرف هذه النوعية السابقة بكاملها باسم "المظلات". وهناك6 أنواع أخرى صنعها الروس وهى "الكلاشينكوف أو نجمة" و"الفبر" حجاب" وسعر الأول والثانى الثقيل منها 7 آلاف جنيه والخفيف 5 آلاف جنيه و"أبو حجاب" الثقيل منه يباع بمبلغ 8 آلاف جنيه للثقيل و6 آلاف للخفيف. تأتى بعد ذلك الأسلحة الآلية كورية الصنع وهى أربعة أنواع "كلاشينكوف كورى عشرات وهو ثقيل وخفيف.. فالثقيل ثمنه 9 آلاف جنيه و7 آلاف للخفيف "وكلاشينكوف كورى حداشرات" فالثقيل والخفيف منه بنفس سعر ال'العشرات" ويليها فى الترتيب الأسلحة الآلية اليوغسلافية، والتى تعرف باسم "الكلاشينكوف الشبح" وهو نوعان فقط ثقيل وخفيف فالأول سعره 7 آلاف و500 جنيه والخفيف يباع بمبلغ 6 آلاف و500 جنيه وهذه النوعية تطلق الرصاص بشكل سريع أو طلقات منفردة. بعد ذلك تأتى الأسلحة الآلية العراقية وهى نوعان ثقيل وخفيف أيضا ويطلق عليهما "كلاشينكوف الشيشانى" لأنه مسروق من الشيشان فالثقيل منه بمبلغ 7 آلاف جنيه والخفيف ثمنه 6 آلاف و500 جنيه والخفيف والثقيل من هذه النوعية مؤخرتها حديدية، لكن وزنها يختلف. يأتى دور الأسلحة الآلية ألمانية الصنع وهى نوع واحد ثقيل يسمى "الكلاشينكوف الألمانى" وسعره 6 آلاف جنيه. ويساويه فى السعر السلاح الآلى الذى يسمى ب "الحرس الوطنى" وهو من أصل "شيشانى" حتى دولة الصين صنعت هى الأخرى. وهناك "الرشاشات الإسرائيلية" وهى صناعة أمريكية وهو نوعان الأول يكون جرار شد الأجزاء لبدء إطلاق الرصاص به بالجهة اليمنى وسعره 10 آلاف جنيه، والذى يكون جراره على اليسار يباع بمبلغ 8 آلاف جنيه.. وقامت السودان أيضاً بتصنيع "الكلاشينكوف السودانى" والذى يتميز بوجود 2 سوستة بداخله لشد الأجزاء وهذه النوعية لم يتم تداولها كثيراً وسعرها 7 آلاف جنيه. لكن أغلى وأهم الأسلحة التى تستخدم وتأتى بشكل قليل هى "الرشاشات الجرانوف" سواء "أبوساقية أو أبوحلة أو العادى أبوشريط" فالثلاثة أسماء لسلاح واحد ولكن شكله فى وضع الطلقات مختلف، ويأتى صناعة واحدة فقط وهى "الروسية" وسعره22 ألف جنيه.. وهناك الأسلحة "النصف آلية" وخزينتها 10 طلقات فقط وهى روسية الصنع وهى نوعان أحدهما يسمى "أبومسمار" والآخر "أبومسمارين" وسعرهما واحد 4 آلاف جنيه. أما بالنسبة إلى البنادق "الميزر" و"الخرطوش" فإن الصعيد يستخدم ثلاث صناعات فقط وهى "ألمانيا وإسبانيا والهند" فالنوعية الألمانية يطلق عليها "بندقية ألمانية طويلة" ولها 4 موديلات تختلف باختلاف سنة الصنع وهى "ميزر 42 ألمانى" وثمنها 6 آلاف جنيه و"ميزر 43" وثمنها 5 آلاف و500 جنيه و"ميزر 44" والتى اشتهرت "بأبوطيرة" لوجود رسمة طائر عليها وثمنها 5 آلاف جنيه و"ميزر 45" وثمنها 4 آلاف و500 جنيه وجميعها طويلة فلا توجد بنادق ميزر ألمانى قصيرة وجميعها تكون سعة خزينتها 5 طلقات وتسمى برصاصة عيار "5" وتطلق الرصاصة بشكل مفرد. أما البنادق الميزر إسبانية الصنع فمنها نوعان الأول يسمى "ميزر عريان" وثمنه 5 آلاف جنيه والثانى "ميزر طويل إسبانى" وثمنه 6 آلاف جنيه وتستخدم فيه نفس نوعية وعيار طلقات الميزر الألمانى.. أما الصناعة الهندية فهى نوعان أيضاً الأول "ميزر طويل نمرة 3" وثمنه 4 آلاف جنيه والثانى "ميزر قصير نمرة 2" وثمنه 3 آلاف و500 جنيه وخزينة البندقية فيهما تسع 11 طلقة وعيارها بعد طلقات خزينتها يسمى "طلقة 11". يتبقى فى البنادق نوعان ويطلق عليهما الخرطوش فالأول منهما يسمى "خرطوش" وثمنه 4 آلاف جنيه، والثانى "خرطوش 12 ميزر" وثمنه 5 آلاف جنيه وتستخدم فيه الطلقات الخرطوش الأرباع والتى غالباً ما تستخدم فى الصيد خاصة الحمام لأن محتوى الطلقة عبارة عن "بلى" ينشر فى الهواء كلما ابتعد الهدف فتتمكن الطلقة الواحدة من إصابة أكثر من شخص أو طائر فى وقت واحد. من جانبه، أكد مصدر أمنى أن السلاح فى الصعيد منذ أقدم العصور لأن الصعايدة بحكم بيئتهم الجبلية يتباهون بحمل السلاح ويعتبرون ذلك نوعًا من الرجولة مما يجعلهم يقبلون على شراء الأسلحة والذخيرة وينفقون جزءًا كبيرًا من أموالهم فى هذا الشأن، وكانت بعض العناصر الإجرامية تقوم بتصنيع أنواع معينة من الأسلحة خفيفة الصنع لكن بعد الثورة انقرضت عملية التصنيع، وبدأ هؤلاء فى تهريب الأسلحة المتطورة من ليبيا عبر الصحراء الغربية ثم من السودان، وأيضا الأسلحة الإسرائيلية المهربة عبر بدو سيناء، وتكثف أجهزة الأمن حملاتها للقبض على مهربى هذه العناصر الإجرامية، خصوصا أن الأسلحة قد انتشرت فى الصعيد بشكل مخيف لاسيما مع انتشار عادات وتقاليد الثأر فى الصعيد. ولكى يتم التخلص من هذه الجرائم يجب أن تقوم الحكومة بدورها فى الاهتمام بالصعيد حتى لا يشعر أبناؤه أنهم بمعزل عن الحياة فى مصر فيحترموا القانون. ولا يخترقوا نصوصه التى تجرم حمل الأسلحة بدون ترخيص، وحول أنواع السلاح التى رصدتها أجهزة الأمن فى الصعيد تتمثل فى سلاح مصنع ويتم تصنيعه داخل ورش سلاح متخصصة بآلات بسيطة وتنتشر فى أيدى البسطاء من الناس والسلاح المهرب يتم تهريبه عن طريق الحدود. النوع الثالث السلاح المسروق الذى تم الاستيلاء عليه من مواقع شرطية أثناء الثورة. من جانبه، أضاف الخبير الأمنى اللواء محمود جوهر أن كيفية القضاء على السلاح يتم عن طريق إحكام غلق الحدود مع السودان وليبيا وفلسطين وفرض الأكمنة على الطرق المؤدية لمناطق جبلية وعرة مثل الموجودة فى قنا وأسوان والغردقة وتكثيف الأمن فى منفذ الشهيد أحمد حمدى, خصوصا أن المهربين يعرفون جيدا هذه الطرق.