في الوقت الذي كان الكاتب والناشط السياسي الأردني ناهض حتّر يحاكم بتهمة "إثارة النعرات المذهبية والعنصرية"، قرر مسلح استباق المحاكمة وقتله بإطلاق نار أمام قصر العدل قبل أن يقبض عليه. ولم يكن حتّر أول صحفي يقتل على مذبح الكلمة، فالقائمة تطول على الساحة العربية. كان لإسرائيل "السبق" في أسلوب الاغتيالات الصحفية في منطقتنا، ففي عام 1972 اغتال الاحتلال الإسرائيلي الروائي والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني بعمر 36 عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. وعرف كنفاني بكتاباته التي تعنى بالتحرر الفلسطيني. وفي عام 1987 اغتال مسلحون مجهولون في لندن رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي كان أحد روّاد التغيير السياسي برسومه الكاريكاتورية التي تجاوز عددها 40 ألف رسم كاريكاتوري. ولقي الكاتب العلماني المصري فرج فوده عام 1992 مصرعه بعد أن اغتاله مسلحون من "الجماعة الإسلامية" بعد كتاباته التي كان يدعو فيها إلى فهم أكثر عقلانية للإسلام. الأديب المصري الراحل الحائز على جائزة نوبل، نجيب محفوظ، كان ضحية محاولة اغتيال عام 1994 بعد تعرضه للطعن على يد شابين من "الجماعة الإسلامية" بسبب روايته "أولاد حارتنا" وما احتوته من تناول للذات الإلهية. وفي لبنان شهدت الفترة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري سلسلة اغتيالات، استهدفت صحفيين مناوئين للوجود السوري في لبنان. في عام 2005 اغتيل الصحفي المولود في لبنان من أب فلسطيني وأم سورية سمير قصير بقنبلة زرعت في سيارته. وكان قصير أستاذاً للعلوم السياسية في بيروت، ومن أكبر دعاة الديمقراطية والمناوئين للتدخل السوري في لبنان. وشارك قصير عام 2004 في تأسيس حركة اليسار الديمقراطي في لبنان، وشكّل أحد أبرز وجوهها. وكتب قصير في عدد من الصحف اللبنانية والعربية والغربية أبرزها النهار والحياة ولوموند ديبلوماتيك و"لوريون لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية. وفي ذات العام اغتيل الصحفي جبران غسان تويني، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية وعضو بمجلس النواب اللبناني. واشتهر تويني بمواقفه المناهضة للوجود السوري في لبنان. واغتيل بسيارة مفخخة في ضاحية "المكلس" شرقي بيروت.