(خليفة حفتر يا فندم راجل عسكري, وميوله زينا تماما, وضد الجماعات المتشددة, و قوي وله أتباع في القبائل ورجال الجيش الليبي القديم من أيام القذافي, وسيطرته فيها أمان لنا, لسهولة التفاهم لأن أرضيتنا عسكرية واحدة, وممكن نعتبره امتداد لنا في ليبيا, وبرضه الإمارات واقفة وراه بقوة وهي برضه بتساعدنا, فالخلفيات متشابهة), كان هذا حوار تخيلي لاثنين من القادة المصريين المتنفذين في القوات المسلحة المصرية وقد يرمز أحدهم للرئيس السيسي, والعقيد ثم العميد ثم اللواء ثم الفريق ثم المشير خليفة حفتر الذي بتلك الترقيات مجهولة الهوية خاصة الأخيرة والتي حصل عليها من برلمان طبرق الذي عينه قائداً عاماً للقوات المسلحة الليبية في 2015, في وسط اضطراب الوضع الليبي ووجود حكومتين وبرلمانين, رجل عسكري قديم من أيام القذافي اشترك في حرب تشاد وقاد الجيش الليبي فيها وحقق انتصارات, وطالب بدعم الجيش الليبي وتقويته ولم يوافقه القذافي لمخالفة ذلك لسياسته التي تقوم علي إضعاف الجيش حتى لا ينقلب عليه, كما انقلب هو علي السنوسي, وتقوية الميليشيات المؤيدة والخاضعة تماما له, وتم اعتقاله في تشاد ثم تهريبه لأمريكا ليقود معارضة ضد القذافي وحُكم عليه بالإعدام, لكنه عاد مع بدايات ثورة 17فبراير ضد القذافي وخاض معارك ضد جيشه السابق حتى سقط القذافي فتعزز نفوذه كخبرة عسكرية سابقة تلقت دراسات عسكرية في روسيا, فأعاد لملمة أفراد وقادة الجيش الليبي السابقين المعارضين للقذافي مع بعض التحالفات القبلية (قبيلته الفرجان) والذين أمدوه بعدد من أفرادهم, مع بعض الثوار المتحمسين وأستطاع تكوين نواه قويه لجيش ليبيي منظم ومحترف, وكانت أهم معاركه عملية الكرامة التي استطاع من خلالها الانتصار علي الجماعات الأصولية في بنغازي وإزاحتها من المنطقة, ثم كان انتصاره المدوي الأخير في السيطرة علي منطقة الهلال النفطي وهزيمته لحرس المنشآت النفطية بزعامة إبراهيم الجضران والذي ينتمي لقبيلة البراعمه والذي كان مسيطرا ً علي المنطقة لكنه أوقف تصدير النفط إلا بشرط اقتطاع جزء لصالح قواته فخسر دعم قبيلته البراعمه, علاوة علي انضمام بعض من قواته لحفتر, فاضاً بذلك تحالفا سابقا مع حفتر في معركة الكرامة لتخاذل حفتر في دعمه ضد تنظيم داعش, والذي اعتبره الجضران خيانة له, واتهم حفتر بأنه الجنرال المهووس بالسلطة, ويعتقد أن مصير الجضران السياسي قد انتهي, إلا إذا حاول تكوين تنظيم جديد صغير يستطيع المناوشة, والسيطرة علي المثلث النفطي يشكل عقبة جديدة في طريق الحل السياسي الليبي والذي تتنازعه ثلاث جهات رئيسية, حكومة الوفاق الوطني المُعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج, وبرلمان طبرق البرلمان الشرعي الذي يرفض إعطاء الثقة لحكومة السراج باعتبار أن له حكومته الخاصة بزعامة عبد الله الثني, وحكومة الغويل في طرابلس, ودخل علي الخط العنصر الخارجي المُتمثل في قيام 6 دول كبري من بينها الولاياتالمتحدة بطلب تسليم خليفة حفتر للمنشآت النفطية إلي حكومة السراج, لكن برلمان طبرق وهو برلمان مُعترف به دولياُ أيضا رفض ذلك الطلب, وقال إن احتلال هذه المنشآت تم بتفويض من البرلمان المُمثٍل للشعب الليبي, وقام رئيسه عقيله صالح بترقية حفتر إلي رتبة المشير, الوضع معقد جداً بالنسبة للإدارة المصرية فهواها حفتري, بل وساعدته عسكرياً بقصف مواقع لأعدائه بالطيران وإمداده بمعدات عسكرية متطورة وبدعم مالي إماراتي, لكنها لا تستطيع إغفال بقية القوي والتي لها تواجد علي الأرض واعتراف دولي كحكومة السراج, والتي تخوض معارك الآن في سرت ضد تنظيم داعش (يرفض حفتر مساعدتها), ومعارك أخري ضد جماعات تعتبرها القاهرة معادية لها تأسيساً علي الموقف المصري المتمثل في محاربة هذه الجماعات ومساعدة من يحاربها ولو علي سطح القمر, واستمراراً لموقفها الداخلي ضد التيار الإسلامي المسلح كجماعات الجهاد في سيناء والمجموعات العسكرية في القاهرة وضواحيها, وتجفيف منابعها بتوسيع دائرة الاشتباه واعتقال المنتمين فكرياً لها,لذا ما أحوج القاهرة في هذا الوقت لخبرة وشخصية عمر سليمان الذي استطاع جمع المتنافرين فتح وحماس علي مائدة واحدة رغم موقف مصر من حماس لكن مصلحة مصر العليا وعمقها الإستراتيجي والمحافظة علي حدودها كان يستدعي هذا التنازل ولعب هذا الدور البعيد عن العاطفة, والاختلاف بين الموقفين أن ليبيا تتنازعها تيارات كثيرة, وقيادات غير واعية خاصة من أفراد التيارات الإسلامية والذين برغم نبل شعاراتهم من تحكيم الشريعة إلي تطبيقها, لكنهم يفتقدون للوعي والفهم السياسي الذي يعطي ويأخذ, ويكسب ويتنازل, ويناور ويتدرج في التطبيق, وليس القتال هدف في حد ذاته كما يظنون, وأن المقصد الثاني من مقاصد الشريعة هو حفظ النفس وتحريم القتل بغير حق, والتنازل عن مصالح لدرء مفاسد كما قال العلماء درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة, والمفسدة هنا قتل النفس في صراع من أجل سلطة, والمفسدة الكبرى تقسيم الوطن وضياع الأمان وسيطرة القوي الخارجية التي يصفونها بالكافرة! لذا فموقف مصر صعب وعسير لكنه ليس مستحيلا, ويجب فيه تغليب مصلحة البلاد بالسعي لإيجاد حلول بين الفرقاء الليبيبين, ومحاولة إبعاد العامل الخارجي القوي بقدر الإمكان حتى لا تتحول ليبيا لجرح نازف في خاصرة مصر وعلي حدودها, ومحافظة علي هذا البلد وأهله الطيبين! باحث إسلامي وكاتب مصري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.