قالت صحيفة "معاريف" العبرية, إن هناك حالة من الذعر داخل إسرائيل, خشية تجدد الهجمات ضدها, مع اقتراب الذكر الأولى لانطلاق موجة العمليات الفسطينية, التي أطلق عليها البعض "انتفاضة السكاكين". وأضافت الصحيفة في مقال لها, أن الهجمات الفلسطينية التي اندلعت أواخر سبتمبر 2015، هي الموجة الأخطر التي لم يعرف مثلها الإسرائيليون في السنوات الأخيرة، وتشهد ارتفاعا وانخفاضا متفاوتا بين حين وآخر. وتابعت "مع مرور عام على اندلاع هذه الموجة، يجدر التذكير بأن الإسرائيليين عاشوا قرابة 235 هجمة مسلحة خطيرة، نصفها عمليات طعن بالسكاكين، قتل فيها أربعون إسرائيليا، ونفذ هذه العمليات ثلاثمائة فلسطيني، معظمهم من الضفة الغربية وشرقي القدس". واستطردت " 120 من منفذي الهجمات الفلسطينية تم قتلهم خلال تنفيذ العملية أو أثناء اعتقالهم، فيما أطلق بعض الإسرائيليين على هذه الموجة من العمليات اسم الانتفاضة الثالثة، أو انتفاضة السكاكين، أو انتفاضة المنفذين الوحيدين, أي غير التابعين لتنظيم ما". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الموجة اندلعت في القدسالشرقية، وكان المسجد الأقصى سبب تفجرها، ثم انتشرت في مناطق الخليل بالضفة الغربية. وكان الخبير العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد, قال في وقت سابق إن حكومة بنيامين نتنياهو ما زالت تتجاهل أنها أمام ظاهرة جديدة من الهجمات الفلسطينية تتطلب منها طريقة تفكير مختلفة وسياسة جديدة. وأضاف بن دافيد في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية في 12 يوليو الماضي, أن المهاجمين الفلسطينيين يعرفون قبل خروجهم لتنفيذ عملياتهم بأنهم سوف يقتلون, وأن بيوتهم سوف تهدم، ومع ذلك, يصرون على تنفيذ هجماتهم. وتابع " حكومة نتنياهو ما زالت تتجاهل الحقيقة السابقة, وتصر على ردود الفعل ذاتها التي قامت بها إسرائيل خلال الانتفاضات الفلسطينية السابقة، والتي تشمل تقطيع أوصال المدن وفرض الإغلاقات وهدم المنازل وسحب تصاريح العمل، وهي عقوبات تطرح تساؤلات حول جدواها في ظل استمرار الهجمات الفلسطينية". وخلص بن دافيد إلى القول :" إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ليس لديه أي وسائل جديدة لمواجهة الموجة الجديدة من الهجمات الفلسطينية، التي اندلعت أواخر سبتبمر من العام الماضي". وكان ليئور أكرمان المسئول السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك", اعترف أيضا بأنهم عاجزون تماما عن إيقاف الهجمات الفلسطينية, وذلك في تعليقه على مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة ستة آخرين في عملية إطلاق نار مزدوجة نفذها شخصان بمركز شارونا التجاري قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب في 8 يونيو الماضي. وأضاف أكرمان في مقال له ب"معاريف" في 9 يونيو الماضي, أن هناك واقعا فلسطينيا صعبا يفرض تحديات على الشاباك، من بينها التنظيمات الفلسطينية المحلية، والهجمات الفردية، والمهاجمون المحبطون, الذين لا ينتسبون إلى أي من التنظيمات المعروفة. وتابع " كل ذلك يضع صعوبات أمام الشاباك لكي يمنع تنفيذ الهجمات الفلسطينية في الوقت المناسب، والكشف عن أي خلايا تنظيمية تقف خلف الهجمات، والحيلولة دون نجاحها في تنفيذ هجمات في المستقبل". وأشار أكرمان إلى أن الجهد الذي تبذله الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للكشف عن الخلايا الفلسطينية المسلحة التي تنفذ هجمات ضد إسرائيل تتطلب إقامة بنية تحتية استخبارية، وجمع معلومات على المدى البعيد.