بعض المتنافسين على مقعد الرئاسة، تصرف خلال شهور مضت بثقة جعلته يعتقد بأنه قد حسم المنصب لصالحه، وقبل أن يُحدد موعد الانتخابات! وكما قلت يوم أمس.. تلك الثقة لم تكن استنادًا إلى "شهادة ضمان" شعبية، وإنما بمنطق "الاستقواء" بالجماعة السياسية أو بجماعات الضغط الدينية. هذا الإحساس لم يُختبر من قبل، ربما لأسباب تتعلق بأسماء المرشحين فى تلك الفترة، وثبات المعروض منهم دون أية مفاجآت للتجديد والإحلال.. فيما ظلت أصولهم السياسية، التى تنحدر إلى جماعات المعارضة فى عهد الرئيس السابق، أحد أهم الدوافع، التى فرضت لغة تتسم بالاحترام حال تحدث أحد المرشحين عن الآخر. هذا الوضع ترك انطباعًا "خادعًا" عن "المهارات" السياسية، التى من المفترض أن تتوافر فى شخص المرشح المناسب لرئاسة بلد "ديمقراطى".. أو على الأقل نأمل أن يكون كذلك بعد الثورة. ربما اعتقد البعض أن لغة التعاطى بين المرشحين، التى تتسم بالوقار، كانت من قبيل استيعاب ما نحتاجه من ثقافة سياسية جديدة، تعتمد على قبول التنوع والتعدد وسعة الصدر مع المخالفين وعدم مصادرة حقوقهم فى الكلام أو التعبير عن الرأى.. أو حتى الترشح لأرفع منصب سياسى فى البلاد. هذا الاعتقاد.. كان من شأنه أن يمسى مستقرًا فى الضمير العام، ومن شأنه أن يكون إضافة إلى رصيد المرشحين.. يضعهم ربما على درجة واحدة من التأهيل الديمقراطى.. لولا ظهور أسماء جديدة مثل أحمد شفيق.. ومن بعده نبيل العربى. هذه "الوداعة" التى بدت على بعض المرشحين.. تغيرت إلى لغة شدية العصبية والتوتر، بعد الإعلان عن منافسين جدد.. وصدر من "الديمقراطيين" تصريحات قلبت الانطباعات التى رُسمت فى المخيال الجمعى المصرى عنهم رأسًا على عقب. قد يكون "نظيف" من "الفلول".. وقد يكون "العربى" ابن الدبلوماسية التى خدّمت على سياسات الرئيس السابق.. وقد يُضاف إليهم لاحقا، مرشحون جدد قادمون من داخل المؤسسات الرسمية، وقد يُحسبون بالحق أو بالباطل على نظام ما قبل يناير 2011.. غير أن هذا كله لا يصادر حقهم فى الترشح طالما احتكمنا إلى سلطة الشعب وكلمته. والحال أن عصبية بعد المرشحين، لا تبعث على الارتياح مطلقًا، وقد تكون خصمًا من تاريخ صلاحيتهم للحكم.. فإذا كانوا قبل أن يتولوا السلطة، يتهمون "المنافس" بتهم قد تحيله إلى حبل المشنقة.. فماذا نتوقع منهم حال باتوا خلفًا لمبارك فى قصور الرئاسة؟! [email protected]