«أبوسعدة«: أين الشباب؟!.. «أبو ذكرى»: 2016 عام القتل والاعتقال.. «عبدالسلام»: وعود النظام ليس لها محل من الإعراب.. و«دراج»: نظام أمني غشيم "إن عمالنا فى المصانع والمزارع يزرعون لنا سنابل الأمل، والحديث عن الأمل واقترانه بالشباب ليست كلمات بلاغية، وإنما محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، ولدفع الأمة إلى التقدم والرقى فقررت أن يكون عام 2016، عامًا للشباب المصري، تقديرًا لشبابنا المثقف والرائع". كلمات جاءت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال احتفالية يوم الشباب المصرى بدار الأوبرا فى يناير من العام الحالي. حقوقيون وسياسيون، أكدوا أن الواقع الذى يعيشه الشباب المصرى دليل واضح على عكس ما تحدث به السيسى، مستعرضين الكثير من الأمور التى اعتبروها تتناقض مع حديثه أبرزها البطالة والتعذيب والاعتقالات. البطالة ينظم أوائل خرجى الجامعات من دفعة 2014، مظاهرات شبه يومية للمطالبة بحقوقهم المشروعة والتعيين بعد رفض استقبالهم وعدم تعينهم أسوة بالدفعات السابقة؛ كان آخرها قبل عيد الأضحة أمام مجلس النواب للمطالبة بالتعيين بالجهاز الإدارى للدولة. وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن عن ارتفاع نسبة البطالة فى البلاد، إلى نحو 12.8٪ ، حيث ذكر بيان صادر عن الجهاز أن عدد العاطلين عن العمل سجل نحو 3.6 مليون شخص بنسبة 12.8% من إجمالى قوة الأيدى العاملة فى البلاد، وبزيادة نحو 78 ألف عاطل عن العام الماضي. وأوضح البيان أن معدل البطالة بين الذكور سجل نحو 9.3% من إجمالى قوى الأيدى العاملة، بينما بلغت معدلات البطالة فى الإناث نحو 24.9%، كما بلغ معدل البطالة فى الريف نحو 11.2% وبحسب البيان سجل معدل البطالة فى فئة الشباب من 15 إلى 29 سنة، نحو 35.8٪ من إجمالى قوى الأيدى العاملة فى نفس الفئة العمرية. الاعتقالات والتعذيب فى تقرير لفريق الاعتقال التعسفى التابع للأمم المتحدة، قال إن هناك أكثر من 3200 طفل تحت سن ال18 اعتقلوا منذ 3يوليو 2013، ما زال أكثر من 800 منهم رهن الاعتقال، وتعرض أغلبهم للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز المختلفة كما ارتفعت حالات الاعتقال فى مصر 3 من يوليو، ووصل عدد المعتقلين بحسب منظمات حقوقية، إلى 60 ألف معتقل، وتبلغ النسبة الأكبر بين المعتقلين من الشباب. العواجيز تحكم بلغ متوسط أعمار وزراء الحكومة الحالية، ما يزيد على ال55عامًا، كما يصل عُمّر الدكتور محمد شاكر ، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة "70 سنة"، يليه اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، والمستشار مجدى العجاتى، وزير الشئون القانونية والنواب، 69 سنة. ويبلغ سن وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار ووزير الخارجية سامح شكرى والدكتور عصام فايد وزير الزراعة، 63 سنة، و هشام زعزوع وزير السياحة 60 عامًا، كما يبلغ عمر رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، 60 سنة، هو نفس عُمّر سعد الجيوشي، وزير النقل والدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، وأشرف الشيحي، وزير التعليم العالى والبحث العلمي. الاختفاء القسرى تظاهر العديد من ذوى المختفين قسريًا أمام مبنى البرلمان السبت الماضى بالتزامن مع "اليوم العالمى لمناهضة الاختفاء القسرى" بعد فشلهم فى تقديم شكوى جماعية إلى النائب العام منتصف الأسبوع الماضى، وذلك للمطالبة بالكشف عن مكان أبنائهم. وذكر تقرير ل"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، أن 2811 شخصًا تعرضوا للاختفاء القسرى من قبل الأجهزة الأمنية خلال الفترة من يوليو 2013 وحتى يونيو 2016، بينها 1001 حالة اختفاء خلال النصف الأول من العام الجاري، بمعدل خمس حالات يوميًا. كما أفاد تقرير صادر عن المفوضية المصرية للحقوق والحريات باختفاء 912 قسريًا بين أغسطس 2015 و2016 بمعدل ثلاث حالات يوميًا معظمهم من الشباب. وقال حافظ أبو سعدة المحامى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الواقع التى تشهده مصر لا ينم عن وجود ما يسمى بعام الشباب الذى تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، متسائلاً: "أين الشباب". وأوضح أبوسعدة ل"المصريون"، أن ما حدث مؤخرًا من خلو قائمة العفو الرئاسية الأخيرة من النشطاء السياسيين وسجناء الرأى دليل على غياب الرؤية من جانب القائمين على السلطة. وتابع: "مصر الآن تحتاج للحوار واحترام وجهات النظر المختلفة، مستدركًا: "نحتاج للاعتراف بالحريات ووجود طرف يحكم وطرف يعارض، لكن عندما يكون هناك حصار على الحريات سينتج عنه أزمة فى المجتمع تدفعه نحو عدم الاستقرار. من جانبه، رأى محمد أبو ذكرى، الناشط الحقوقى، ومدير مركز المناضل للحقوق والحريات، أن نسبة الاختفاء القسرى في ازدياد منذ بداية العام الجاري. وأضاف ذكرى ل "المصريون "، أن حوالى 10% من الشباب ما بين مقتولين أو معتقلين، موضحًا أن الوقت الحالى به ما يزيد على 50% من شباب الثورة ما بين (مقتولين أو معتقلين أو مهاجرين ) قائلاً: " عام 2016 عام القتل والاعتقال". وقال عمرو عبدالسلام، ونائب منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، إن عام 2016 قارب على الانتهاء وقارب معه عدد الشباب القابع خلف الجدران. وأضاف أن ما يقرب من 50 ألف شاب مسجونين فى قضايا يغلب عليها الطابع السياسى، بالإضافة إلى حالات الاختفاء القسرى التى وصلت لأكثر من ألف حالة فى ظل مناخ ملبد بالتضييق على حرية الرأى فجميع الأنظمة المتعاقبة لم تهتم بالشباب، موضحًا أن النظام دائمًا ما يصدر وعودًا بالاهتمام بالشباب ليس لها محل من الإعراب. وتابع ل"المصريون": "أى نظام لن يستمر ولن يستطيع أن ينهض بالدولة إلا بتمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة فى الحكم واستغلال طاقاتهم فى بناء المجتمع". واستدرك: "فإذا كان النظام الحالى جادًا فيما وعد به فعليه أن يبدأ فى إطلاق سراح عشرات الآلاف من الشباب القابع خلف الزنازين ويدعو لمصالحه حقيقية تضم كل الفصائل إلا من تلوثت أيديهم بالدماء فلن تنهض الأمة بالشقاق والخلاف ونبذ أى طرف". وقال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا ما يتحدث عن أشياء ويأتى بعكسها. وأضاف دراج ل"المصريون"، أن الواقع الذى تعيشه مصر الآن دليلاً واضحًا على أن ما يحكم مصر نظام أمنى غشيم، موضحًا أن السيسى دائمًا ما يروج لبضاعة غير موجودة على أرض الواقع". وتابع: "الشباب ضحية نخبة مدنية كانت وما زالت تتمتع بالنرجسية البغيضة"، مشيرًا إلى أن "الطريقة التى يتعامل بها النظام القائم مع الشباب نتيجة تنقسم بين سياساته وسياسات النخبة المدنية الموجودة على الساحة الآن".