أثارت ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحومها للمواطنين جدلاً واسعًا، خاصة في الفترة الأخيرة وخلال أيام عيد الأضحى المبارك ورواجها في سوق اللحوم؛ وسط تحذيرات من خبراء بيطريين بدخول لحوم الحمير في منتجات تفرض نفسها على مائدة المصريين مثل اللانشون والبسطرمة. يقول الدكتور يوسف ممدوح شلبي رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري السابق، إنه تم بالفعل ذبح عدد من الحمير في الآونة الأخيرة للاستفادة من جلود الحمير لارتفاع أسعارها وتصديرها إلى الخارج، وأن هناك شركة تقوم بتوريد جلود الحمير للصين، وتورد ما يقارب ال10 آلاف قطعة كل عام، وتم القبض على عدد من التجار معدومي الضمير والأخلاق الذين يقومون بهذا الأمر. وأضاف شلبي ل"المصريون"، أنه لا يمكن للمواطن العادي التفرقة بين اللحوم البلدي ولحوم الحمير والتعرف عليها إلا من خلال طبيب بيطري متخصص في هذا الشأن، وأن لحوم الحمير تتميز باللون الأزرق مقارنة باللحوم البلدي التي يغلب عليها اللون الأحمر الوردي، كما أن دهون الحمير تميل للون البرتقالي الزيتي وليست صفراء، كما في الأبقار، أو بيضاء كدهون الجاموس، وعند "غلي" لحوم الحمير تظهر حبيبات زيتية في الماء. وتابع أن لحوم الحمير يمكن تصنيعها في شكل لحوم مفرومة مثل "اللانشون، البسطرمة، والهامبورجر، السجق، واللحوم المجمدة" حيث تختفي هذه المواصفات وغيرها ومن الصعب معرفة واكتشاف طعمها لأن بها مادة نشوية هي “الجلاكوجين” التي تجعل لمذاقها طعمًا مستساغًا ومقبولاً، مشيرًا إلى أنه لابد من وجود خبير في السلخانات والمذابح لكي يتم التعرف على هذه اللحوم من عدمها على حد قوله. وأوضح أن لحوم الحمير من الناحية الدينية محرمة شرعًا، فضلاً عن أنه حيوان لا أعرف نوع الأطعمة التي يتناولها والأمراض التي تصيبه وهو ما يسبب خطورة على صحة الإنسان، وأن من يقوم بذبح الحمير مجموعة من معدومي الأخلاق والضمير ويعتمدون على الغش والخداع في بيع هذه اللحوم، مطالبًا بمحاسبة هؤلاء ومعاقبتهم. وحمل رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري سابقا المسئولية لمديريات الطب البيطري في وجود الرقابة على المجازر والتفتيش الذي لابد أن يتسم بالدورية حيث إن كل محافظة يوجد بها مديرية الطب البيطري وكل مديرية قسم للتفتيش على المجازر والصحة العامة. من جانبه قال الدكتور فهيم عز الدين شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم ومنتجاتها بكلية الطب البيطري بجامعة بنها، إنه عادة ما يكون لون لحوم الحمير اللون أحمر داكن مائل للزرقة والألياف واضحة ونسبة الدهن قليلة والفروع طويلة ونحيفة وبعد طبخها يكون طعمها مسكر لوجود نسبة مرتفعة من الجلاكوجين والشربة بها بقع زيتية، كما أن ملمس اللحمة خشن ويكون رائحتها مميزة مثل رائحة "الطبيخ". وأشار في تصريحات ل"المصريون"، إلى أنه فيما يتعلق بالضرر الصحي والخطورة على الإنسان فإن لحوم الحمير تتسبب في نقل أمراض بكتيرية وفيروسية وطفيلية للمستهلك خاصة إذا كانت اللحوم مريضة أو نافقة قبل الذبح وعند استهلاكها في صورة وجبات سريعة فالنار لا تتخلل اللحوم جيدا، وبالتالي مسببات الأمراض تكون في حالة نشطة وتنتقل مباشرة للمستهلك. وكانت بعد التقارير الصحفية أشارت إلى أنه في العام الماضي تم ذبح 21 ألف حمار، موضحة أنه رقم قياسي يؤكد أن المصريين يأكلون لحم الحمير من خلال اللحوم المصنعة مثل "البسطرمة" و"اللانشون" و"السوسيس″ وغيرها، خاصة أنه من الصعب اكتشاف طعمها لأنها تحتوى على مادة "الجلاكوجين" التى تعطى للحوم طعم مستساغ ومقبول.