رحلة الذبائح بداية من «كشف الحجر الصحي» حتى «البيع بمنافذ التموين» الاستعدادات الخمسة للمجزر في عيد الأضحى وكيل الطب البيطري: بيع جلود الحمير ب700 جنيه وتُصدر للصين ب2200 المرأة تواجه البطالة بالعمل في المجازر.. والأطفال يقضون إجازة الصيف بين الذبائح
"في صحراء جرداء.. ومنطقة نائية خالية تمامًا من السكان" هنا يقع «مجزر البساتين» خاضت "المصريون" جولة داخل المجزر؛ لأنه يعد من أكبر المجازر الآلية بالقاهرة التابعة للدولة يليها مجازر "حلوان وطرة والسلام"، قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، فيقسم مجزر البساتين إلي "جنائن" أمام البوابة الرئيسية للمجزر، وحظائر للماشية على يسار البوابة، والغرف المخصصة للذبح. ففي ظل جشع الجزارين في رفع أسعار اللحوم وبيع معدومي الضمير للحوم الفاسدة وتكبد محدود الدخل العبء، بات البحث عن قطعة اللحم السليمة أمل المواطنين خاصة مع اقتراب العيد لتحاول "المصريون"، الإجابة عن تساؤلات المواطنين حول معرفة كيفية اختيار اللحم السليم لقضاء العيد بشكل آمن. رحلة الذبائح في مجزر «البساتين» قابلت "المصريون"، الدكتور ميلاد سيدهم، وكيل مديرية الطب البيطري بالقاهرة لمصاحبتنا في الرحلة داخل المجزر، ليجيب عن الأسئلة التي تؤرق المواطنين في هذه الفترة، حيث كشف عن الرحلة التي تخوضها "الذبيحة" بداية من وصولها إلى المجزر وحتى إرسالها إلى البائعين. ليقول سيدهم: إنه فور وصول الذبائح يتم الكشف عليها داخل غرفة "الحجر البيطري" لتوضيح ما إذا كانت تعاني من أي أمراض تمنعها من الذبح من بينها "الدودة الكبدية، ميكروب السل الذي تصاب به الرئتان و"بطن" الذبيحة، وبعدها يتم دخول الذبيحة إلى الصالة المخصصة للجزارين لذبحها، وتبدأ بعدها عملية السلخ والتجويف في غرف منفصلة ومخصصة لذلك. وأضاف سيدهم ل"المصريون"، أن الاستعداد داخل المجزر يتم على قد وساق لحلول عيد الأضحى، حيث يستمر العمل داخل المجزر طوال أيام العيد حتى ثالث يوم؛ طبقًا للشريعة الإسلامية، نظرًا لزيادة أعداد الذبائح طيلة الأيام، كاشفًا عن أن ما يقرب من 30 إلي 35% من المذبوحات يتم ذبحها داخل المجزر؛ نظرًا لأنه يعد من أكبر المجازر على مستوى الجمهورية. وكشف وكيل مديرية الطب البيطري، عن الأسباب الخفية وراء عدم ذبح إناث العجول قائلًا: "إن القوانين المنظمة للمجازر تمنع ذبحها, لعدم إهدار الثروة الحيوانية"، مؤكدًا أنه لا تذبح الإناث إلا بعد توقف إنتاجها من الولادة لكبر عمرها, وإذا ضبط ذبح إناث يتم تحويل التاجر إلى جنايات أمن الدولة للتحقيق معه وحبسه. المرأة والأطفال يتصدران المشهد بعباءة وحجاب أسودين، وحذاء مخصص للجزارين ملطخ بآثار دماء الذبائح، وجراب مخصص لحمل الشفرات والسكاكين والسواطير تقف امرأة أثبتت وجودها وسط المئات من جزاري مذبح البساتين، وهو ما لفت انتباه كاميرا التصوير لالتقاط بعض الصور وهي منهمكة في عملها لتشفيه الذبائح، وتنظيم حركة سيرهم على المسارات الآلية المخصصة لرفع الذبائح لوضع الأختام. وبدلًا من قضائهم الإجازة الصيفية بعد عام شاق في الدراسة وجد العشرات من الأطفال لا يتعدى أعمارهم 15 عامًا يقومون بمساعدة هؤلاء السيدات في رفع السيور، والبعض الآخر يساعد في سلخ جلود الذبائح لمواجهة الظروف المعيشية التي تقع علي عائق أسرهم. وحاولت «المصريون»، التحدث مع هؤلاء السيدات ولكن الانهماك في العمل ومنع وكيل الطب البيطري للتصوير معهن جعل هناك عائقًا في معرفة خبايا وأسرار لجوئهن للعمل في تلك المهنة الصعبة. 3 طرق للتفرقة بين «الحمير والبقر» والأزمة التي تؤرق المواطنين في الحديث مرارًا وتكرارًا عن كيفية اكتشاف لحوم الحمير التي يتم ذبحها بطرق غير مشروعة وبيعها للمواطنين كبديلة عن اللحوم السليمة من الماشية، قال ميلاد سيدهم: إن هناك 3 سبل للكشف عن لحوم الحمير والخيول وهي "قبل الطهي تكون لحومها غامقة اللون وقليلة الدهون ورائحتها أقرب إلى رائحة إسطبلات الخيول، أما لحم البقرة لونه أحمر وردى فاتح ونسبة الدهون فيه عالية"، أما الطريقة الثانية فيقوم المواطن بتسخين شفرة حادة ووضعها على اللحم إذا انبعثت رائحة كريهة إذًا هي غير صالحة, أما الطريقة الثالثة لاكتشاف اللحوم السليمة فبعد الطهي الشوربة تكون مغطاة بالدهون أما لحم الخيول تكون الدهون في صورة بقع زيتية وتنبعث منها رائحة الإسطبلات. وأكد سيدهم أن السبب الرئيسي وراء ذبح الخيول والحمير وبيعها ليس اللحوم الخاصة بها وإنما للاستثمار في جلودها, حيث تم ضبط ذبح 14 دابة من الحمير في حي مصر القديمة واعترف الجاني أنه يشترى الحمار الواحد ب 150 جنيهًا ويقوم بسلخ جلده ويبيعه ب 700جنيه لتاجر الجلود، ويصدره للخارج ب2200جنيهًا للصين, مشيرًا إلى أنه للقضاء على هذه الظاهرة لابد من إقرار بمنع تصدير جلود الحمير إلى الصين وتهريبه. "التموين" تؤكد سلامة اللحوم وللتأكيد علي سلامة المجزر اصطحبنا ميلاد سيدهم، وكيل الطب البيطري بالقاهرة، إلي الخارج، حيث تواجدت السيارات التابعة لوزارة التموين، مكتوب عليها "الشركة القابضة للصناعات الغذائية, الشركة المصرية للحوم والدواجن, تحيا مصر"، للتأكيد علي سلامة اللحوم التي تخرج من المجزر، ويتم بيعها في تلك السيارات للمواطنين في كافة أنحاء الجمهورية، نظرًا لاعتماد الوزارة مجزر البساتين باعتباره آمنًا والمنفذ الأول والمعتمد للحصول على اللحوم السليمة.