قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، إنه في الوقت الذي تسعى إسرئيل فيه لتصبح مراقبا بالاتحاد الأفريقي، إلا أن الفلسطينيين ودولاً عربية يعرقلون هذه الجهود، باستثناء مصر التي ذكرت الصحيفة أنها لا تعمل على إحباط هذه الجهود، بحسب وصفها. وتابعت الصحيفة العبرية في دراسة نشرتها عن تغلغل إسرائيل في إفريقيا، أنه في الماضي كان لمصر دورا هاما في محاولة التضييق على خطوات إسرائيل بإفريقيا، لكن اليوم، في ضوء التقارب ودفء العلاقات بينها وبين إسرائيل خلال 3 سنوات حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر داخليا، بدا أنها تفضل الحفاظ على نشاط محدود وعدم عرقلة دخول إسرائيل الجديد للقارة. وقالت الصحيفة إن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو لأوغندا وكينيا وإثيوبيا ورواندا بداية يوليو 2016 شكلت ذروة النشاط الدبلوماسي المكثف لتعزيز العلاقات بين دولة إسرائيل و40 دولة إفريقية جنوب الصحراء ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية. وتابعت أن إسرائيل تجري كذلك نشاطات دبلوماسية سرية واسعة من أجل استئناف أو تكوين علاقات دبلوماسية مع دول مسلمة بإفريقيا لا ترتبط معها الآن بعلاقات دبلوماسية. وأردفت أن الهدف الرئيس للنشاط الدبلوماسي الإسرائيلي الواسع في إفريقيا هو محاولة تغيير أنماط تصويت دول إفريقيا في الأممالمتحدة وفي الاتحاد الإفريقي وفي محافل دولية أخرى، نظرا لأنه حتى الآن تواصل غالبية الدول العربية التصويت لصالح قرارات مؤيدة لفلسطين على الرغم من حقيقة أن هذه الدول تجري علاقات ثنائية جيدة مع إسرائيل، ومحاولة الحصول على صفة مراقب أو على الأقل، ضيف شرف في الاتحاد الإفريقي، وتوسيع العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول الإفريقية، ومساعدة الدول الإفريقية في المجالات التي تتميز فيها إسرائيل بالقوة: الزراعة والتنمية والأمن والحرب على الإرهاب، فضلا عن وقف التمدد الإيراني بإفريقيا. وأوضحت أن إسرائيل نجحت في توسيع علاقاتها التجارية مع دول أفريقيا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا سريعا، وتساعد الكثير من الدول الإفريقية في المجالات السابق ذكرها. كذلك، نجحت إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية مع دول مسلمة إفريقية قُطعت معها العلاقات أو لم تكن قائمة من الأساس في الماضي. في هذا الصدد، يبدو أن جمهورية غينيا هي أول الغيث. إلا أنها قالت إن التحدي الرئيس الذي يقف أمام إسرائيل ولم تتجاوزه بعد هو محاولاتها المتكررة للحصول على صفة عضو مراقب بالاتحاد الإفريقي. وذكرت أن أنباءً تحدثت خلال زيارة نتنياهو لإفريقيا أن الجزائر والسودان عملتا على منع زيارته لمقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، رغم أنه لم يخطط لزيارته من الأساس. كذلك تعارض جنوب إفريقيا ذلك. وأوضحت أن هذه نتيجة محاولات الفلسطينيين والدول العربية الحد من النشاط الإسرائيلي في إفريقيا، ومحاولات إسرائيل الحصول على صفة عضو مراقب بالاتحاد الإفريقي. وتابعت أن منظمة التحرير الفلسطينية حصلت على صفة مراقب بالاتحاد الإفريقي منذ عام 1974، عندما حولت الدول الإفريقية القضية الفلسطينية إلى قضية إفريقية، لذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير في سبتمبر 1993، استأنفت دول إفريقية- بينها دول مسلمة- علاقاتها مع إسرائيل. لكن بعض هذه الدول، كالنيجر وموريتانيا، عادت وقطعت العلاقات معها إثر تدهور العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وختمت بقولها: "في الختام، وانطلاقا من مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول الإفريقية، من المحتمل جدا أنه حال حدوث تقدم في المسار الإسرائيلي- الفلسطيني، بإمكان إسرائيل وقتها الحصول على صفة مراقب بالاتحاد الإفريقي إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، وتجسيد أهداف دخولها الجديد للقارة بشكل كامل".