لا أنكر ولاينكر معى أحد أنك كاتب متميز صاحب فكر ، يحترم قلمه ويقدر مريديه، لكننى ألمح أحيانا تحاملك وكلماتك الحادة واللاذعة فى تعاملك مع الإخوان وأحسبنى ممن درسوا التاريخ جيدا لعشقى له رغم بعده التام عن تخصصى وقد يكون على النقيض من ذلك تماما، ولقد لمست ذلك من قبل فى ردك على بعض الشباب الذين حملوا مقالات لك بحسن نية كما أعلنوا هم ومن باب حب الخير والرغبة فى نشره، فكان ردك لاذعا وعنيفا، ولقد تبرمت أنا شخصيا من هذا وأوشكت أن أرد معلقا على قلمك الذى أعرفه بعفته حيث أنى ممن يقرأون لكم منذ زمن، لكننى اّثرت عدم الرد حتى جاء رد الشباب وبعدها بفترة أرسلت مقالا إلى جريتكم الغراء بعنوان" لماذا نغضب حين يسرق غيرنا أفكارنا" ولم ينشر ولقد كانت وجهة نظر الأستاذ الفاضل محمود سلطان أن فى المقال دعوة إلى سرقة المجهود رغم أننى ماقصدت هذا أبدا، فأنا أفرق بين من يسرق الفكرة لتصل إلى الناس وبين من يسرق مجهودا ينبنى عليه أعمال وبين من يسرق عملا مرخصا من اجل التربح وهذا مخالف للشرع لامحالة.. ولقد تابعت على مدار ثلاث حلقات لقاء فضيلة المرشد الأستاذ محمد مهدى عاكف وأجزم لك أن الرجل لم يتعمد فتح هذا الموضوع على الإطلاق وأن كلام الرجل كان كلاما عابرا وعاديا ومنصفا، ولقد قال عن المهندس أبو العلا ماضى أنه يتمنى ان يخدم إسلامه بالطريقة التى يراها حتى فوجئت صبيحة اليوم التالى بالفرقعة الإعلامية والتى أعلم كما تعلمون أنتم أنها بالفعل فرقعة صحفية يقصد منها توصيل رسالة للجهات الأمنية أنهم لاعلاقة لهم بالإخوان حتى يسمحوا لهم بالحزب فى الموعد المنتظر للحكم فى الرابع من يناير، رغم أن المرشد كان محددا ودقيقا حين قال أن علاقتهم بالحزب قد انتهت تماما، ونتيجة للزوبعة فى االفنجان ظهر الدكتور عصام العريان فى العاشرة مساء ليتحدث عن تاريخ ثابت ليس من بابا الحرص على الحزب، فقد لفظ الإخوان الفكرة منذ زمن ولايعنيهم أمره بأى حال من الأحوال، بل هم أنفسهم يرفضون فكرة الحزب حتى يتم إلغاء لجنة الأحزاب المطعون فى دوستوريتها،على أى ياسيدى لقد جاء تعليقك لاذعا ولا أدرى لذلك سببا منطقيا ، فلقد أوردت فى مقالك كلمات قاسية كقولك" وأنها لا تتورع عن ذبحه سياسيا إذا اقتضى الأمر ذلك "ثم علقت على موضوع المحامى الذى اتفق مع الحكومة رغم أن هذا الأمر فى حد ذاته كفيل ليثبت انقطاع صلة الجماعة بالحزب نهائيا ولقد رد الدكتور عصام على هذه النقطة فى حواره مع الأستاذ عصام سلطان،، ثم وجدتك فى مقالك تجزم بأن الحزب كما تقول وكما يعلم الرأى العام المصرى أنه غير صحيح، فما الذى جعلك تجزم بعدم صحة هذا الكلام؟ رغم مداخلة الكاتب الكبير الاستاذ أنور الهوارى وشهادته بأن الحزب فى بدايته كا إخوانيا ورغم شهادة الدكتور حشمت نفسه بذلك فى نفس المداخلة وعلى نفس البرنامج، وهذا لايعنينى ، الذى يعنينى هو هذه الحدة والتحامل الذى ألمحه من شخصكم الكريم واصراركم على أن الحزب ولد وصمد رغما عن الجماعة، ياسيدى الكريم ظنى كقارئ للأحداث من بعيد أن هذا الأمر لايعنى الجماعة فى شئ وتاريخهم مع من خرج عليهم يقول أنهم يحافظون على الصلة بينه وبينهم ولقد سمعت بنفسى فى برنامج الأستاذ محمود فوزى وهو يسأله عن المرحوم حسين الشافعى حين التقى به فى عزاء وشعوره وهو الذى حكم عليه بالإعدام ، لقد كان الرجل عفيفا على عادته وقال قابلته وتحدثت معه لأننى لا أنظر إلى الماضى وقال الرجل بالنص لقد أفضى الرجل إلى ربه وإن شاء غفر له وإن شاء حاسبه، هذا هو منتهى التسامح المعهود على أمثال هؤلاء الناس الذين دعو لعبد الناصر بالرحمة وهو الذى فعل بهم الأفاعيل .. ولقد شهد عصام سلطان نفسه وفى نفس البرنامج بأخلاق الإخوات والتى قال بأن كلهم على أخلاق الدكتور حشمت وأن الأمر كما قال الدكتور حشمت لايعدو أن يكون حوارا بين إبن وأبيه... سيدى الكريم لابد لأصحاب الأقلام أن يتورعوا عن الإتهام الجزافى وعن هذه الحدة والتحامل.. نفع الله بقلمك وعلمك وحفظ عليكم منبركم الصادق وأرجو ألا يضيق صدرك بتعليقى على مقالكم وإن كنت أنا لست بأهل لكى أعلق هلى مقال لمثل شخصكم الكريم.. خالص التحية أخوكم / إيهاب فؤاد