يبدو أن هوس النواب بجماعة "الإخوان المسلمين" وصل ل"البرلمان الأفريقي"، وبدلاً من تركيز اهتمام أعضاء المجلس، على قضايا الوطن، وما يواجهه من تحديات وأزمات داخلية وخارجية، يتجهون لترجمة فيلم "التنظيم" الذي يتناول تشويه الجماعة لكل لغات العالم، وطرحه خلال البرلمان الأفريقي المقرر عقد جلساته بدءًا من 10 أكتوبر القادم. واقترح بعض النواب ترجمه الفيلم الوثائقي الذي تم إعداده تحت مسمى "التنظيم"، ويتناول تاريخ التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ونهجهم بلغات الدول الأفريقية، على أن يتم توزيعه خلال فعاليات البرلمان الأفريقي المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ، فى الفترة ما بين 10 – 21 أكتوبر، مشددين على أهميه تصدى "الهيئة العامة للاستعلامات" لنشاط الجماعة. الإخوان وصفوا الأمر بأنه "كلام فارغ" لايستحق الرد. وقالت مي محمود، أمين سر لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إن الهدف الرئيسي من وراء ترجمة فيلم "التنظيم" لجميع اللغات الأفريقية هو توزيعه على المشاركين بالبرلمان الإفريقي، وأشارت إلى أنه "سيكون من أجل تعريفهم أن الأحداث التي تقع في مصر تقف خلفها جماعة الإخوان المسلمين". وأضافت ل"المصريون"، أن لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، تسعى لإظهار صورة مصر الحقيقية أمام الأشقاء الأفارقة، والتي تتعمد بعض الجماعات تشويهها. وتابعت: "هناك الكثير من الدول الغربية والأفريقية تسمع عن الأحداث التي تقع في مصر وعن جماعة الإخوان المسلمين"، موضحة أن "هذه الدول لا تعرف تاريخ الجماعة، ولا ما تقوم به الآن من أحداث عنف وتخريب في مصر، والفيلم يوثق كل شيء عن الجماعة وعما تقوم به". وقالت داليا يوسف، عضو مجلس النواب، إن ترجمة فيلم "التوثيق" تعد أولى الخطوات المهمة من أجل استرداد صورة مصر الحقيقية، التي تسعى جماعة الإخوان المسلمين وغيرها تشويهها بالخارج. وأوضحت ل"المصريون" أن "الفيلم ستترتب عليه معرفة تلك الدول المشاركة بالبرلمان الأفريقي، لصورة مصر الصحيحة"، مضيفة: "علينا أن نستعمل جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة حتى يتم توصيل ما حدث على أرض الواقع بالفعل، وتوصيل الأحداث كما وقعت لمن لا يعرفونها". وتابعت: "طالبنا الحكومة كثيرًا، بإنشاء قنوات تليفزيونية دولية بجميع اللغات، يتم من خلالها مخاطبة العالم كله، لتوضيح الصورة الحقيقية عن مصر"، مشيرا إلى أن دولاً كثيرة تحصل على معلومات عن مصر من اتجاه واحد، وهذه المعلومات غالبًا تكون مغلوطة، ودور القنوات تصحيحها. بينما رأى هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، أن يركز النواب في أداء دوره المطلوب على المستوى المحلي والأفريقي والدولي. وشدد النجار على ضرورة أن يهتم "النواب" بقضايا الوطن، وأن يكونوا على مستوى المسئولية قائلا: "عاوزين نتجاوز الإخوان وأن موضوع الجماعة انتهى". وسخر قائلا: "الناس عرفت أن الإخوان وحشين والعلاقات الأفريقية لن تتحسن حينما نقول ذلك"، مطالبًا بطي صفحة الإخوان وعدم استخدامهم كمطية طوال الوقت. لكن على الجانب الآخر، أيّد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات السفير صلاح عبد الصادق، مقترح اللواء حاتم باشات، خلال اجتماع لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، قائلاً: "الفكرة ممتازة جدا، لاسيما لكون الفيلم الوثائقي صادر عن جهة غير حكومية، فعندما يصدر شيء مماثل عن جهة حكومية، يقلل من مصداقيته بنسبة 40%، لأنه سيقول أنت حكومي، ومن الطبيعي أن تقول ذلك". وأضاف عبد الصادق، أن الهيئة على استعداد لتقديم الدعم الشامل في هذا الصدد، من خلال التواصل مع جامعة القاهرة ومعهد اللغات والترجمة، لبحث إمكانية الترجمة إلى اللغة السواحلية، علاوة على ترجمته من قبل الهيئة لعدد من اللغات الأخرى، مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها. وفيلم "التنظيم"، من صناعة الإعلامي يوسف الحسيني، هدفه تشويه الجماعة ومخصص لمحاولة كسر حواجز السرية التي تفرضها الإخوان حول التنظيم الدولي، كما يحاول كشف غموض الهيكل الإداري والمالي والتنظيمي لهم. ويعرض تفاصيل نشأة تنظيم الإخوان في مصر ولندن وكيف نشر حسن البنا دعوته لإحياء الإسلام مرة أخرى فى العالم، عن طريق قسم الاتصال بالعالم الخارجي وفى مقدمته العالم الإسلامي، ومفهوم الإخوان المسلمين لها.