إحسان: اشتغلت وعمرى 17 سنة.. العمل 16 ساعة.. وبناتى الثلاث خريجات تجارة أثبت المرأة المصرية، أنها تستطيع التضحية بكل شىء من أجل أبنائها والعبور بهم إلى بر الأمان، والصمود فى وجه الخطر وكانت لها دور بارز فى جميع العصور، وبالأخص فى الوقت الحالى مع التغيير الشديد الذى تشهده مصر من سوء فى الأحوال الاقتصادية والأمنية. "المصريون" التقت سائقة الميكروباص الأولى فى الإسكندرية والشهيرة ( بالحاجة )، إحدى السيدات التى قامت بكسر قاعدة أن هناك بعض الأعمال الخاصة بالرجل فقط . فى البداية تقول إحسان سليمان محمد " الشهيرة ب"الحاجة"، "أنا اشتغلت وعندى 17 سنة فى شركة " باتا" وبعد كده اتجوزت أبو البنات ومات فى سنة 2000 وترك ثلاث بنات وتاكسى وكان السواقين بيسرقوا التاكسى وكنت دايخة وراهم تصليح ومكنش فى فلوس وكان المعاش 82 جنيهًا كنت ممكن أعيش بيهم ازى أنا والبنات". وأضافت، "أننى قررت اشتغل علشان أقدر أعيش وأجوز بناتى ومكنش ينفع اشتغل على التاكسى علشان مفيش خط سير محدد وكنت خايفة إن حد يسرقه منى أو يخطفنى بيه فقمت ببيع التاكسى واشتريت ميكروباص أجرة علشان ليه خط سير ثابت وهيكون فيه ركاب كمان فى العربية" . وتابعت "الركاب كانت بتخاف تركب معايا علشان ست وسواق الميكروباص راجل بس بعد 15 سنة سواقة الناس بتركب والسواقين كان البعض منهم بيحاول يضيقنى بطرق كتيرة أوى أو بيخوفونى وكانوا بيقولوا لى روّحى أحسن علشان دى شغل الرجالة ده غير الكلام إلى مش كويس اللى كان بيتقال على منهم وأنا مجرد ست كبيرة كنت بزعل جدًا وأنا بحاول أربى بناتى زى كل الناس". وأوضحت، "أننى طيلة مدة عملى حتى الآن معملتش حوادث بس ممكن حد يخبطنى من الخلف مرة ومعاملة ضباط المرور معايا مختلفة فيهم كتير كان بيحترمنى ويتركنى أحمل الميكروباص ومكنش غير واحد بس هو اللى كان بيكلمنى بطريقة وحشة أوى وكنت بستحمل كل ده علشان اللقمة الحلال وكنت بشتغل ب 16 ساعة متواصلة علشان أعلم بناتى وأوصلهم لبر الأمان والحمد لله الثلاث بنات اتخرجوا فى كلية التجارة وده بالحلال بتعب شغلى وكفاحى فى الزمان الغريب اللى احنا عايشين فيه" . وأضافت، "أنا تعبت كتير بس مكنتش أقدر أبطل الشغل والوضع فى البلد مش زى الأول كل حاجة بتزيد مفيش حاجة بترخص وزعلانة جدًا وحزينة، مفيش شغل للشباب الجيل اللى طالع الجديد فى شباب بيشرب حشيش وبياخد حقن وفى منهم سواقين على عربيات شباب صغير مش دريان بالدنيا". من ناحيتها تقول نجلتها رانيا محمود، خريجة كلية تجارة وموظفة بأحد الأحياء فى الإسكندرية، "أنا باتشرف جدًا أن هذه السيدة هى أمى وبافتخر أمام الجميع ولما حد بيقوللى أمك سواقة ميكروباص ببقى سعيدة جدًا علشان هى اللى علمتنا وحافظت علينا ومن أصعب اللحظات لما أرن عليها وهى مش بترد بخاف جدًا أوى ونفسى أنا وأخواتى نرد جزء صغير من الجميل لماما". شاهد الصور: