مأساة إنسانية ومشهد غير آدمي تعيشه أسرة في قرية الأنبوطين التابعة لدائرة مركز السنطة بمحافظة الغربية رصدتها "المصريون"، تلك الأسرة المكونة من أب بلغ من الأمر عتيا مريض ملازم للفراش مصاب بجلطة وأم قدر عليها الزمان أن تكون صاحبة الحمل الاكبر من خدمة ورعاية وتحمل مسئولية، لديهما شابان فى العشرينيات من العمر ابتلاهما الله بضمور فى المخ وهشاشة فى العظام. تسرد الأم المكلومة وبائسة الصوت "مرض أولادها" هما أحمد ومحمد عبد المعطى شابان فى مقتبل العمر وسن النضوج وتقول: ربنا رزقنا بولدين تعبانين أصيبا بهشاشة العظام وضمور فى خلايا المخ منذ ولادتهما غلبنا فيهم كشف ودوا وعلاج منذ يوم الولادة وإحنا بنجري بيهم على المستشفيات 20سنة".
وتابعت الأم: راضيين بقضاء ربنا وقضائه بس الإهمال وحش وإحساس العجز صعب والسن كبر بيا وبأبوهم لكن عجزهما عن الحركة بدون الكرسى المتحرك، والعلاج الدائم الذى يكلفها آلاف الجنيهات حتى لا يشعرا بالوجع، هنعمل ايه ونسيبهم لمين لو متنا؟
وبصوت حزين ودموع سائله على الخدين تقول الأم إنها تعمل جاهدة مسخرة كل طاقتها وجميع موارد دخلها على توفير المناخ الصحي وجميع الأدوية حتى لا يشعر أبناؤها بالوجع أو الحوجة خاصة بعد إصابة زوجها الستيني بجلطه والذي يتقاضى معاش 600 جنيه.
وفى محاولة للحديث مع أبنائها المصابين، فوجئنا بحالة من الغضب تنتاب "محمد" الأكبر ابن العشرين عامًا، رافضا التصوير والحديث وسرد عبارة "متصورنيش مش عاوزين حاجه من حد" ويخرج من المكان باكيًا رافع الرأس حاملاً لصفات العزة والشموخ والكبرياء.
أما أخيه "أحمد" أخذ يردد "حقنا عند ربنا والدولة سايبانا من 20 سنة، ومحدش سائل فينا، العلاج غالى والعيشة غالية وأبويا تعب هو كمان ومحتاج علاج، وأمي الغلبانة شقيانة تعمل إيه ولا إيه؟".
وأضاف أحمد: طرقنا أبواب جميع المسئولين للبحث عن علاج لى ولآخى ودخل ثابت لتحمل تكلفه علاجي أنا وأخى، لكن ودن من طين وودن من عجين، وبعد شهور من طرق الأبواب وافقت مديرية التضامن الاجتماعي على صرف مبلغ 300 جنيه، وتساءل أحمد يا ترى 300 جنيه دول يعملوا إيه دلوقتى ولا يجيبوا ايه، الحياة غالية والمرار طافح.
وناشد الأب المريض من على فراش المرض المسئولين بتبني حالة أولاده وتوفير سبل العلاج والرعاية والخدمة من قبل متخصصين وتوفير معاش ضماني يكفى قوت يومهم ويسترهم عن سؤال الناس، قائلاً: نفسي أطمن على عيالي قبل ما أموت، مين هياخد باله من الغلابة دول أنا تعبت وصحتي راحت وأمهم الله يكون في عونها شيالة حمل جبال لوحدها، هنموت وتسيبهم لمين".