زيادة في إقبال «أطباء الأسنان» على انتخابات التجديد النصفي للنقابة (تفاصيل)    المفتي: الرئيس السيسي إنسان لديه نُبل شديد وعزيمة غير مسبوقة    لمواجهة الكثافة.. "التعليم": إنشاء أكثر من 127 ألف فصل خلال 10 سنوات    تراجع جديد في سعر الدولار بالبنوك اليوم الجمعة.. اعرف بكام    توفير 415 فرصة عمل ومنح دورية ب2.6 مليون جنيه في شمال سيناء    منها الأرز والسكر والفول واللحمة.. أسعار السلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة    وزير التنمية المحلية يوجه المحافظات بتطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة بكل قوة وحزم    «الإغاثة الطبية في غزة»: المقابر الجماعية بالقطاع تضاف لسلسلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي    توخيل: لا نفكر في فرانكفورت بنسبة 100 %.. ريال مدريد في أذهاننا    تحرير محاضر تموينية في حملة مكبرة بالبحيرة    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    بدء تصوير أول مشاهد فيلم «ري ستارت» مايو المقبل.. بطولة تامر حسني وهنا الزاهد    هنا الزاهد تنشر إطلالة جريئة.. والجمهور يغازلها (صور)    الأزهر للفتوى ينصح باصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة: النبي كان يحمل أحفاده ويؤُم المُصلِّين في المسجد    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    اسكواش - نوران ل في الجول: الإصابة لم تعطلني وتفكيري سيختلف في بطولة العالم.. وموقف الأولمبياد    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    أستاذ تخطيط: تعمير سيناء شمل تطوير عشوائيات وتوفير خدمات    معمولي سحر وفكيت البامبرز.. ماذا قال قات.ل صغيرة مدينة نصر في مسرح الجريمة؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    رئيس الصين يوجه رسالة للولايات المتحدة.. وبلينكن يرد    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    الصحة: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار اختيار «السيسي» وزيرًا للدفاع وعزله ل «مرسي»
بعد مرور 4 سنوات على الإطاحة بطنطاوى وعنان..


الإخوان: السيسى أول وزير دفاع بنكهة ثورة يناير
قوى ليبرالية: السيسى "إخوان".. وتعيينه محاولة لأخونة القوات المسلحة
السيسى يعزل مرسى ويصبح عدو الإخوان الأول بعد عام واحد من توليه وزارة الدفاع
خبراء: الجيش هو من اختار السيسى لمنصب وزير الدفاع وليس مرسى.. والجماعة فشلت فى أخونة السيسى

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة لإقالة المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، والفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق، وتعيين اللواء عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، ففى 12 أغسطس من 2012 قرر الرئيس الأسبق محمد مرسي، إقالة كل من طنطاوى وعنان وتعينهما مستشارين له وترقية اللواء آنذاك عبد الفتاح السيسى إلى فريق أول ليشغل منصب وزير الدفاع.
وعقب الإطاحة بطنطاوى وعنان، تباينت ردود أفعال القوى السياسية ما بين مؤيد للقرار وصلت ذروته إلى إعلان موقع حزب الحرية والعدالة، بأن تعيين السيسى هو انتصار لثورة يناير وأنه "وزير دفاع بنكهة الثورة" فيما رأى معارضون أن هذا القرار هو محاولة من مرسى لأخونة القوات المسلحة وأن السيسى نفسه من جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد اختيار السيسى وزيرًا للدفاع مرت العلاقة بينه وبين الإخوان بعدة مراحل كان أولها مرحلة تعاطف من قيادات الإخوان للسيسى باعتباره انتصارًا كبيرًا، أن يكون من بين قادة الجيش متدينون, ومرت العلاقة فى حالة ثقة بين السيسى ومرسى إلى آخر يوم قبل عزل مرسى من كرسى الرئاسة.
وقد كشر السيسى عن أنيابه مع نهايات شهر يونيو 2013 وقبل مظاهرات 30 يونيو الحاشدة وأعطى فى الأول من يوليو مهلة لجميع الإطراف السياسية بحل الأزمة التى تشهدها مصر، ولكنه بعد مرور المهلة وفى ظل تصريحات الإخوان التى تقول بأن بيانات السيسى بالتنسيق مع مرسي، جاء بيان 3 يوليو طامة على جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم، حيث تم عزل مرسى من على كرسى الرئاسة وحل مجلس الشورى وإسقاط الدستور لتبدأ مرحلة جديدة بين السيسى والإخوان مبنية على الكراهية ما بين الطرفين.

وفى إطار ذلك تستعرض "المصريون" كواليس إقالة الرئيس الأسبق محمد مرسى للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان وتعيين السيسى وزيرًا للدفاع بعد مرور أربع سنوات على هذا القرار.
"بكرى" يكشف كواليس إقالة طنطاوى وعنان وتعيين السيسى وزيرًا للدفاع
كشف الكاتب الصحفى مصطفى بكري، عن تفاصيل جلسة إقالة المشير طنطاوى والفريق عنان والرئيس محمد مرسي، مؤكداً أن المشير رفض الإقالة ولكن عنان تقبل الأمر.
وأكد بكري، فى مقابلة تليفزيونية غداة صدور قرار إقالة طنطاوى وعنان، أنه فى صباح يوم صدور قرار الإقالة 12 أغسطس 2012، كان هناك اجتماع للمجلس العسكرى من الساعة 11 إلى الساعة 1 ، ثم جاء اتصال من الرئيس يطلب من المشير طنطاوى توفير مليار ونصف دولار من ميزانية الجيش لتغطية عجز الميزانية فرفض المشير ذلك وأبلغه أننا وفرنا أكثر من 7 مليارات بعد الثورة وميزانية الجيش لا تسمح.
وأضاف: "طلب الرئيس منهم الحضور فورًا للرئاسة لاجتماع عاجل وضرورة حضور المسئول عن الموازنة العامة للجيش، وبالفعل حضر الجميع وحلت صلاة العصر، ثم توجهوا إلى اجتماع بصالون ملحق لمكتب الرئيس بحضور هشام قنديل رئيس الوزراء وفوجئ الجميع بحضور المستشار محمود مكى نائب الرئيس محمد مرسى وقال له قنديل أتفضل سيادة النائب فتعجب الجميع.
ثم حضر الرئيس متأخرًا بثلث الساعة وفجر مرسى القرار بأن دورهم انتهى وهنا انتفض طنطاوى ورفض القرار وقال إن هناك إعلانًا دستوريًا لا يعطيك هذا الحق، وهنا تدخل عنان قائلاً إن كان هذا فى مصلحة البلاد فلا بأس وهنا أعلن مرسى أن الإعلان الدستورى الذى تتمسكون به قد ألغيته وهذه الجريدة الرسمية يوجد بها القرار .

وأضاف بكري، أن مكى تدخل ليبرر موقف الرئيس وحقه الدستورى فى ذلك، مشيرًا إلى أن طنطاوى وعنان انطلقا فى سياراتهما وأن عنان طلب من المشير إبلاغ أعضاء المجلس العسكرى بما حدث ولكن المشير رفض حفاظًا على مصلحة وأمن البلاد .
وأوضح بكرى، أنه تم إقناع الفريق السيسى بأن المشير هو الذى اختاره حتى يقبل المنصب، كاشفًا عن لقاء جمع طنطاوى والسيسى بعد ذلك ليوضح له الأمور، وأنه يعلم أن الجميع يعلم أن الفريق السيسى كان بمثابة ابن المشير وأن الإخوان اختاروه مجبرين لأنه الوحيد الذى له القبول بين قيادات الجيش.

وأضاف بكري، أن السيسى وفى لمسة وفاء منه لقائده طنطاوى أنتج فيلمًا تسجيليًا عن المشير طنطاوى لمدة ثلاث ساعات أذيع فى الذكرى الثانية للثورة وأعلن فيه أن المشير تحمل ما تنوء بحمله الجبال .
حسين: السيسى كان الأقدر لتولى منصب وزارة الدفاع
يقول اللواء زكريا حسين المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأستاذ العلوم الاستراتيجية، على أن الرئيس السيسى كان أقدر شخصية داخل المؤسسة العسكرية ليتولى هذا المنصب، لافتًا إلى أنه تولى الوزارة بناء على ترشيح من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه الأسبق كمدير لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
وأضاف الخبير الاستراتيجى بأن السيسى، الأقدر بالمنصب أيضًا نظرًا لمعرفته فى هذا التوقيت بكل مجريات الأمور، حيث إن المجلس العسكرى هو من رشحه خلفًا لوزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي، بالإضافة إلى المؤهلات العلمية وكفاءته بين الضباط بحصوله على درجتين ماجستير من كبار قادة الكليات العسكرية، فضلاً على درجة الزمالة من كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003وحصوله أيضا على درجة الزمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.
وعلق الخبير الاستراتيجي، على ما أثير فى بداية تولى الرئيس السيسى كوزير للدفاع بشأن أنه إخوانيًا أو أنه كان من اختيار الرئيس المعزول محمد مرسى أو جماعة الإخوان قائلاً: ما هى إلا شائعات لا يهم الإطالة فى الحديث عنها وكلام فارغ وعديم الصحة، مؤكدًا أن الحقائق الفعلية بأن اختيار السيسى كان من ترشيحات المؤسسة العسكرية.
الإخوان: السيسى أول وزير دفاع بنكهة الثورة
قرر الرئيس محمد مرسى إحالة رئيس المجلس العسكرى وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان إلى التقاعد، كما قرر إلغاء الإعلان الدستورى المكمل وعين نائبًا لرئيس الجمهورية، وقرر تعيين عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة بعد ترقيته من رتبة لواء إلى فريق أول، كما قرر تعيين صدقى صبحى رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة مع ترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق، وكذلك تعيين اللواء محمد العصار مساعدًا لوزير الدفاع".. كان هذا بيان ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة مساء الأحد 12 أغسطس 2012.

بعد عزل طنطاوى وعنان وتعيين السيسى وزيرًا للدفاع، خرج موقع وجريدة حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين محتفلاً بهذا التغيير وكتب "السيسى أول وزير دفاع بنكهة ثورة يناير".. وأبدت قيادات "الجماعة" ترحيبها بتكليفه، معتبرة إياه "وزيرًا بنكهة الثورة"، والذى "سيصحح مسار الجيش"، الذى وصفته ب"جيش الصلاة"، كما نُشرت بوابة الحرية والعدالة قول السيسى لأفراد القوات المسلحة إن "قرار منع الصلاة أثناء التدريب قرار خاطئ".
ولم يقتصر التقرير على ذلك الوصف فقط، بل أشاد أيضًا موقع الإخوان أيضًا بالسيسى باعتباره أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا، وأن له مواقف تختلف عن باقى أعضاء المجلس، وأن تعيينه خلفًا للمشير طنطاوي، جاء لإحداث عملية التغيير التى طالما طالبه بها الشعب منذ تولى منصبه فى 30 يونيو من العام 2012.
واعتبر عدد من الجماعات الإسلامية المؤيدة للإخوان، أن "السيسي"، بمثابة دماء جديدة تضخ للجيش، لتعديل مساره بما لديه من قيم وأخلاق وحنكة، وأصدروا بيانًا فى نفس الشهر يرحبون فيه بتصريحات السيسى حول إتاحة الصلاة فى التدريبات العسكرية.
كما أعرب صفوت عبد الغني، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، عن سعادته بقرار تعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، قائلًا:"إن السيسى سيغير اتجاه الجيش نحو الطريق الصحيح، لكن هذا الأمر سيأخذ وقتًا، وسيعدل مساره بما لديه من قيم وأخلاق وحنكة"، مؤكدًا "كنا بحاجة لتجديد دماء الجيش بشخص مثل السيسى".
ووافقه فى الرأي، محمد عبد الغني، عضو الهيئة العليا ل"الحرية والعدالة" بالشرقية، فوصف الجيش المصرى ب"جيش الصلاة"، مرحبًا بالقرار، مطالبًا وزير الدفاع بجيش قوى ورفع مستوى الكفاءة القتالية للجيش.

ماهر: فرحة الإطاحة بقيادات المجلس العسكرى أبعدت الإخوان والشعب عن تعيين السيسي
يقول أحمد ماهر عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إن كواليس اختيار الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليكون خلفاً للمشير طنطاوى على رأس الجيش، لم تكن معلنة بشكل واضح، ولا يعلم تفاصيلها إلا الرئيس مرسى وربما عدد قليل من المحيطين به،لكن ما كان ظاهر وقتها وهو أن السيسى ربما كان يتمتع بمستوى خلقى ودينى يجعله هو الأقرب لتولى هذا المنصب فى ضوء حكم الإخوان الذين أخطأوا عندما وصفوه بأنه وزير بطعم الثورة فى ذلك الوقت.
وأضاف ماهر، أن إقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، من منصبهما كان هو الحدث الأبرز الذى احتفى به الجميع، خاصة بعد أن أوشك العديد من أفراد الشعب على الخروج فى مظاهرات رافضة لحكم الرئيس مرسى بعد أشهر قليلة من انتخابه لشعورهم بأن المؤسسة العسكرية لازالت حاكمة لمصر، كما أنهم رأوا أن الإطاحة بطنطاوى وعنان سيقرب الدولة من حكم مدنى أكثر، بعيدًا عن الحكم العسكرى لا سيما بعد تعيين نائب مدنى لرئيس الجمهورية وهو المستشار محمود مكي.
وأشار ماهر، إلى أن جميع المواطنين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين اهتموا بإقالة طنطاوى وعنان، أكثر من أمر تعيين وزير الدفاع، والذى يرجح أن يكون تعيينه بتوافق مع أعضاء المجلس العسكري، كما أن الإطاحة بطنطاوى وعنان كانت بدافع وجود رغبة سياسية بالتحرك ناحية القيادة المدنية ومن ثم الإطاحة بالقوى العسكرية الطاغية، بجانب وجود تشاور مع أعضاء المجلس العسكرى وهو ما سهل تغيير عدد كبير من قيادات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
ولفت ماهر، إلى أن البعض وعلى رأسهم القيادى الإخوانى البارز عصام العريان، رحب بالإقالة التى تمت لطنطاوى وعنان، وقال إن ولاية مرسى بدأت منذ هذه اللحظة, مشيرًا إلى أن السيسى وقتها كان يتحدث فى أمور عادية منها خطر الجيش السوري، وعن الحدود المصرية مع رفح, مما يعنى اهتمامه بالجيش كان أكبر من الحديث عن الحياة السياسية ووجود طموح سياسى له، لكن إدارة الإخوان كانت سيئة مما عجل بعودة الجيش للسيطرة على الحكم, وهذا يؤكد أن السيسى كان يخطط للإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من اللحظة الأولى لطموحه السياسى الذى ظهر بقوة فيما بعد.

نافعة: اختيار السيسى جاء بناء على رغبة المجلس العسكرى
من جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اختيار الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع كان من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو اختيار وزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوى.
وأضاف نافعة، أن الأجهزة الأمنية لعبت دورًا ذكيًا فى إظهار المشير السيسى وزير الدفاع وقت ذاك على إنه رجل متدين وزوجته منتقبة فى حين أن زوجته سيدة محجبة شأنها شأن أى سيدة مصرية ومتدينة التدين المعتدل، فضلاً عن الربط وقتها بين تدينه وتقربه لجماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح نافعة، أنه نظريًا كان بوسع الرئيس المعزول محمد مرسى، اختيار شخصًا آخر غير السيسى لكن من الناحية العملية فإن اختيار السيسى من جانب القيادات العسكرية فضلاً عن صعوبة اختيار مرسى لشخصية أخرى غير ما رشحته المؤسسة العسكرية ليكون بذلك جاء اختيار السيسى من جانب القيادة العسكرية، فى حين أنه صور للإعلام بأنه جاء باختيار الرئيس المعزول مرسى.

ليبراليون: السيسى "إخوان"

"اللواء عبد الفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية هو رجل الإخوان المسلمين فى القوات المسلحة".. هكذا قال توفيق عكاشة، يوم إعلان فوز الرئيس المعزول مرسي، فى حلقة خاصة من برنامجه على قناة الفراعين، لكن حديثه لم يلق اهتماماً جدياً إلا بعد تعيين الفريق السيسى وزيراً للدفاع يوم 12 أغسطس 2012، حينها تمت إعادة رفع الفيديو على يوتيوب وانتشر بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وما هو إلا يوم واحد حتى ظهر مقطع فيديو آخر لعكاشة جاء فيه: "عبد الفتاح السيسي، رجل الإخوان المسلمين وهو وأسرته بالكامل بين اللى بيلبسوا نقاب واللى بيلبسوا جوانتي، وهو نفسه لو أمور الجيش تسمح له إنه يربى ذقنه كان رباها".
كما خرجت المظاهرات بدعوة من توفيق عكاشة والمستشارة تهانى الجبالى تحت اسم «دعم الجيش»، «لا لأخونه الجيش» رغم عدم وجود حديث رسمى أو وقائع معلنة توضح طبيعة المقصود بأخونة الجيش.

كامل: إقالة طنطاوى وعنان تمت بموجب اتفاق داخلى من قيادات الجيش
ومن جانبه يرى الدكتور أحمد كامل البحيرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن 12 أغسطس 2012 لم يكن تاريخ إطاحة بالمعنى المذكور للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان، أكثر من كون نصفه ثورة والنصف الآخر هو انقلاب.
وأوضح كامل، أن هذا التغيير الذى ترتب عليه تصعيد السيسى إلى منصب وزير الدفاع تم بموجب اتفاق داخلى بين قيادات الجيش وليس بسبب قرار من الرئيس الأسبق محمد مرسى كما كان يروج له الإخوان فى وقتها، لكونه حديث مبنى على عواطف،لأن هناك عدة أمور حاكمة للعلاقة بين المؤسسات وبعضها البعض.
وأضاف كامل، أن خروج طنطاوى وعنان كان برغبة الجيش، الذى رأى أن دورهما انتهى وأن المرحلة الجديدة تتطلب تصعيد وجوه تكون قادرة على الحفاظ على شعبية المؤسسة العسكرية بين المواطنين.
وأشار كامل، إلى أن السيسى هو ابن من أبناء القوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى ورئيس الجمهورية، لكنه لا يستطيع تعيين أى قائد من قيادات الجيش أو الإطاحة به إلا بعد توافق المجلس العسكرى ومن ثم يثبت أن أى تغييرات داخل القوات المسلحة لن تكون مصحوبة بإرادة شعبية فقط.

الصراع بين مرسى والسيسى ينتهى بعزل الرئيس الإخوانى
شهدت العلاقة بين الرئيس محمد مرسى ووزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي، شيئًا من التقارب عقب تعيينه فى منصبه الجديد وظهر السيسى فى عدة رحلات مع مرسي.

ولكن لم تستمر العلاقة بين الطرفين على النحو الجيد كثيرًا فقبل مظاهرات 30 يونيو 2013بأسبوع.. وفى الندوة التثقيفية الخامسة، التى نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء.. قال السيسى: "إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها فلدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله، لن نسمح بترويع الشعب وسنتدخل لمنع الاقتتال الداخلي".

مرسى يخطب والسيسى يتابع
وفى 26 يونيو، وبعد خطاب امتد لقرابة الثلاث ساعات للرئيس المعزول محمد مرسى والذى عرف بمؤتمر مرسى لنصرة سوريا، ظل السيسى محور اهتمام المشاهدين.. "صفق لمرسى أم لم يصفق؟"، "أسباب حضوره؟"، "هل للخطاب تأثير على المهلة التى قررها؟"، "تعبيرات وجهه؟".. ليبقى خطاب مرسى فصلاً من الغموض الذى يحيط بعلاقة السيسى بمرسى والإخوان.
أعاد حضور السيسى بهذه الصورة الشك فى دعمه للمعزول، الناشطة نوارة نجم كتبت على حسابها فى «تويتر»: "السيسى مع مرسى، والجيش نازل بأوامر مرسى، والسيسى كان بيصفق لمرسى امبارح".

مصطفى بكرى كتب على حسابه بموقع «فيس بوك»: "لماذا حضر السيسى لقاء الرئيس مرسى وصفق لكلماته فى وقت غاب فيه شيخ الأزهر والبابا؟".

الجيش يحتضن مظاهرات 30 يونيو
حلقت طائرات القوات المسلحة، فوق الملايين من المتظاهرين بالتحرير والاتحادية فى 30 يونيو 2013 وألقت أعلام مصر تحية لهم، فى حين غابت تلك الأجواء عن اعتصام أنصار مرسى بمحيط مسجد رابعة العدوية وهو ما اعتبره معارضو مرسى رسالة طمأنة لهم.

السيسى يعطى لمرسى مهلة أخيرة
فى الأول من يوليو 2013، أمهلت القوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى مرسى والقوى السياسية 48 ساعة كفرصة أخيرة، لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها

3 يوليو السيسى يعزل مرسى وينهى حكم الإخوان
مرت ال48 ساعة المعلن عنها ولم يصل أحد لاتفاق.. العد التنازلى انتهى وحان وقت تدخل المؤسسة العسكرية لحسم الصراع بين الرئاسة ومعارضيها.
"منصة رابعة" تهتف: "اصحى يا سيسي.. مرسى رئيسي"، بعد توارد الأنباء عن عقد السيسى اجتماعًا مع البرادعى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وممثل عن حركة تمرد وآخر عن حزب النور فى غياب الرئاسة وبحضور ممثل عن حزب الحرية والعدالة، ثم تتوارد الأنباء عن رفض الكتاتنى حضور الاجتماع كممثل للحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان.

مرت الساعات لينتهى الاجتماع ويعلن عن مؤتمر صحفى بعد قليل، ويظهر المجتمعون وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وشيخ الأزهر والبابا تواضروس والبرادعى ممثلاً عن جبهة الإنقاذ وحركة تمرد وحزب النور ويعلنون عن عزل الرئيس محمد مرسى وتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت، وإسقاط الدستور وحل مجلس الشورى، كما أعلن المؤتمر عن تفاصيل خارطة الطريق بخروج مرسى وجماعته من المشهد السياسى للأبد .

صادق: إقالة طنطاوى واختيار السيسى لمجرد تغيير القائمين على نظام مبارك
يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إن عملية إقالة طنطاوى واختيار السيسى كوزير للدفاع عملية خداع استراتيجى ولتحقيق مفهوم الدولة العميقة من خلال العمل على بناء دولة دينية بالاستيلاء على الحكم إلا إن هذا لم تطمئن إليه المؤسسة العسكرية .
وأضاف صادق، أن المؤسسة العسكرية هى من رشحت السيسى فى حين إنه تمت إقالة طنطاوى لإمكانية القول بأنه تم تغيير الدماء فى المؤسسة العسكرية من القائمين على نظام مبارك لذلك كان اختيار السيسى بالأمر الحتمى".

حسن: هناك ألغاز لم تفصح عنها قيادات "الإخوان" عن علاقتها ب"السيسى"
ويشير الدكتور عمار على حسن الباحث فى الشئون السياسية، إلى أن هناك ألغازًا خطيرة فى العلاقة بين الإخوان والسيسى لم يتم الكشف عنها حتى هذه اللحظة، لاسيما الفترة التى كان يتولى فيها السيسى منصب مدير المخابرات الحربية، قبل إقالة وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الأسبق سامى عنان.
وأوضح حسن، أن تدرج العلاقة بين السيسى والإخوان ووصولاً إلى الشتائم التى يرددونها عنه على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أو على مواقعهم ووصفهم له بأنه رئيس غير شرعى وغيره، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم تتجرأ جماعة الإخوان على البوح بأسرار تلك الفترة.
ولفت عمار، إلى أن الجماعة كانت تروج عن الرئيس أنه إخوانى وأن زوجته منتقبة حتى وصل الأمر بوزير التنمية المحلية آنذاك محمد على بشر، أن يقول بأن الجيش معهم وأن من سيخرج من الشعب للتظاهر سيتم دهسه بالدبابات وذلك فى يقين غير مبرر منهم من أن الجيش والسيسى سيكونون معهم للنهاية حتى لو على حساب الشعب.
ولفت عمار إلى أن الإخوان لم يكن خفيًا عليها تاريخ السيسى، و أن الأسرار التى تخفيها قيادات الجماعة عن علاقتها بالسيسى قبل إطاحته بمرسى تصب فى اتجاهين، الأول أن يكون بها أشياء تظهرهم بأنهم بلهاء وسذج، والأمر الثاني، أنها تدين قيادات الجماعة وتفضحها أمام أنصارها وتزيد من تورطهم فى الأمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.