12 أغسطس.. اليوم الذي سيظل محفورا في ذاكرة المصريين، الرئيس المصري محمد مرسي "قبل الإطاحة به" يصدر قراراً جمهورياً بإحالة كلٍّ من المشير محمد حسن طنطاوي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، وكذلك رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان إلى التقاعد وتعيينهما مستشارين للرئيس. وشملت قرارات "مرسي" التي صدرت قبيل إنطلاق مدفع الإفطار في يوم 24 رمضان، تعيين عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة، بعد ترقيته إلى رتبة فريق، وتعيين صدقي صبحي سيد أحمد رئيساً للأركان. الفريق سامى حافظ عنان، من مواليد محافظة الدقهلية مركز المنصورة بقرية بسيطة تسمى "سلامون القماش"، فى شهر فبراير من عام 1948 شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية حتى سنة 2012 وأحد مستشارى رئيس مصر السابق محمد مرسى. شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، عين كقائد الفرقة 15 د جو م ج ع 1997 وقائداً لقوات الدفاع الجوى فى يوليو 2001.، أصدر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قراراً بتعيينه رئيساً للأركان فى العام 2005. أقاله رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى هو والمشير محمد حسين طنطاوى فى 12 أغسطس 2012 وعينه مستشارًا لرئيس الجمهورية ومنحه قلادة الجمهورية. قدم عنان استقالته من منصب المستشارية فى 1 يوليو 2013، أثناء مظاهرات دعت إليها حركة تمرد وجبهة الإنقاذ المعارضة فى مصر ضد الرئيس المعزول محمد مرسي. كان اسمه غير معروف، قبل ثورة 25يناير المجيدة، ولكن بين يوم وليلة أصبح واحدًا من أهم الشخصيات التى حركت الأحداث فى مصر فى ذلك الوقت مصر، بعد ما أعلنت وسائل الإعلام إن الفريق سامى عنان قطع زيارته الرسمية للولايات المتحدةالأمريكية، وعودته مسرعًا إلى القاهرة لمتابعة تطورات المظاهرات والاحتجاجات التى اندلعت بمصر آنذاك . وبعدها، ردد الكثير من المراقبين للمشهد السياسى أن الفريق عنان يقوم بدور مهم كبير فى إدارة البلاد ولكن من خلف الستار، وهو ما جعل البعض يلمح أن عنان لجأ إلى هذا الدور للحفاظ على صفحته العسكرية والوطنية نقية أمام الرأى العام، كمؤشر لتوليه منصبا رفيعا بعد الثورة . كما ظهر فى هذه الفترة عدد من المؤيدون ل"عنان" يطالبونه بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وأعلنت بعض الأحزاب، أن الفريق عنان يدرس الترشح على منصب رئيس الجمهورية، لما يتمتع به من خبرة عسكرية، والرجل الثانى فى الدولة بعد المشير طنطاوي. كما أثار إعلان الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، ونشر صور للفريق بالزى المدني، من صفحة الحملة الشعبية لدعم وترشيح سامى عنان، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ردود أفعال ساخرة من قبل النشطاء والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة "تويتر" و"فيس بوك". وردد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى حينها، أن ترشح الفريق سامى عنان لرئاسة الجمهورية، غير مناسب، خاصة أن مصر تحتاج فى هذه المرحلة إلى رئيس أكثر حيوية وشبابًا . ولكن ظهر صراع جديد، بين الفريق عنان والمشير طنطاوي، بعد أن كان هناك اتفاق بينهما فى بداية المرحلة الانتقالية بعد الثورة، حيث ظهر الفريق عنان فى العديد من وسائل الإعلام وأدلى بتصريحات صحفية تحدد ملامح المرحلة الانتقالية، دون التنسيق مع المشير طنطاوي، وتطور الأمر إلى تنظيم لقاءات تجمع بين الفريق عنان ورموز القوى السياسية والحزبية فى مصر، ووصل إلى أن شنت حملة شرسة فى بعض وسائل الإعلام ضد المشير طنطاوى حملته كل الأخطاء التى ظهرت فى مرحلة ما بعد الثورة، دون المساس بالفريق عنان، وكاْن طنطاوى يعمل منفردًا دون عنان فى إدارة البلاد هذه الفترة. ومع استمرار الصراع بين عنان وطنطاوي، إلا إنهما ظلا فى منصبهما على رأس المؤسسة العسكرية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية ووصول الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين للسلطة، لتتصاعد التكهنات حول مستقبل قيادة المؤسسة العسكرية، والتى رأى البعض أنها تصب فى صالح الفريق عنان الذى أظهرت المؤشرات أنه سيخلف المشير طنطاوى فى وزارة الدفاع، حتى بعد استمرار المشير فى موقعه داخل أول حكومة يشكلها الرئيس المعزول مرسي. ولكن دائما "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن "، بعد أن أحال الرئيس المعزول محمد مرسى، المشير طنطاوى والفريق عنان للتقاعد، ومنحهما منصبًا شرفيًا، مع تصعيد رئيس المخابرات الحربية وقائد الجيش الثانى الميداني، ليشغلا موقعيهما، لينتهى مشوار الفريق العسكرى والسياسى بسرعة غير متوقعة .