صرح وزير المالية التركي "ناجي إقبال"، أمس الإثنين، بأنه على رغم من محاولة الإنقلاب الفاشلة على الحكم إلا إن ميزانية تركيا حققت فائضاً قدره 129 مليون ليرة (44 مليون دولار) في يوليو الماضي. وأضاف الوزير في بيان أن الفائض الأساسي الذي يستثني مدفوعات الفائدة بلغ 4.3 مليار ليرة في يوليو. وأشار «إقبال»، إلى ان "الانضباط المالي، يشكل أحد أهم الجوانب القوية للاقتصاد التركي، سيتم الاحتفاظ به في الفترة المقبلة". وتعهد بمواصلة تقديم الإصلاحات الهيكلية دون توقف، الذي قال إنها ستضيف مزيدا من القوة للاقتصاد التركي بحسب ما ذكر موقع الخليج الجديد. ولفت إلى أن إيرادات ميزانية الحكومة في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، حققت زيادة بنسبة 14.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبداية الشهر الجاري، كشف وزير الجمارك والتجارة التركي «بولنت توفنكجي»، أن محاولة الانقلاب الفاشلة كلفت البلاد خسائر تقدر قيمتها بما لا يقل عن 300 مليار ليرة (99.9 مليار دولار). ونقلت صحيفة حرييت عنه القول لصحفيين في أنقرة إن الخسائر تتضمن المباني المدمرة، والمعدات العسكرية وتراجع الطلب الخارجي على السلع وتراجع السياحة. وقال إن المخططين للانقلاب حاولوا تصوير تركيا، على أنها دولة من العالم الثالث، في إشارة إلى صور الدبابات في الشوارع خلال ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأشار في المقابل إلى مرونة الاقتصاد المحلي بما في ذلك الإعادة السريعة لفتح البورصة، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء. وتمكنت الليرة التركية من تعويض بعض خسائرها. فخلال ذروة القلق من الانقلاب تراجعت الليرة من 2.87 مقابل الدولار إلى 3.09 ليرة. ويجري التداول حالياً عند مستوى ما دون الثلاث ليرات للدولار. وكان رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» أكد الليلة الماضية أن الاقتصاد التركي في وضع جيد للغاية، ولم يواجه أدنى هزة أو ضعف جراء محاولة الانقلاب الفاشلة. وأشاد «يلدريم» بموقف الشعب التركي الذي هرع إلى البنوك ومكاتب الصرافة لدعم الليرة التركية يوم محاولة الانقلاب الفاشلة». ومؤخرا، قال نائب رئيس الوزراء التركي، «محمد شيمشك»، إن الشعب الذي حال دون نجاح محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد، أفشل أيضًا الانقلاب في الأسواق، مشيرا إلى صرف المواطنين 9 مليارات دولار وتحويلها لليرة التركية حتى الثلاثاء. وأكد «شيمشك» أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الجاري، لم تترك آثارا سلبية كبيرة دائمة على اقتصاد البلاد. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليو)، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.