قال رئيس الوزراء التركي، رئيس "حزب العدالة والتنمية"، بن علي يلدريم، يوم الأحد، إن تركيا لن تعترف بأي كيان عميق "يقف أمام الإرادة الشعبية"، معتبرا أن الحكومات، التي شكلها حزبه، نقلت تركيا إلى الصفوف الأمامية في سباق التنمية. جاء ذلك في كلمة له وجهها إلى أعضاء الحزب خلال مشاركته ببرنامج أقيم أمام المقر العام لحزبه بأنقرة، بمناسبة الذكرى ال 15 لتأسيسه. وقال خلال كلمته: "لم نعترف بأي كيان عميق أو بؤرة وصاية أو منظمة إرهابية تقف أمام الإرادة الشعبية، ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، من خلال الصراع مع عدد لا يحصى من شبكات الخيانة". يلدريم لفت إلى أن "حزب العدالة والتنمية" فتح صحفة جديدة في تاريخ تركيا السياسي في 14 أغسطس/أب 2001 (تاريخ تأسيس الحزب). وأشار إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس المؤسس للحزب، رجب طيب أردوغان، عقب انتخابه رئيسا؛ حيث كان قد ختمها بالقول: "بعد اليوم، لن يعود أي شيء (في تركيا) كما كان في الماضي". وأضاف يلدريم في هذا الصدد: "مر على تلك الكلمة 15 عاما، وبعد فشل محاولة الانقلاب التي نفذها الكيان الموازي، منتصف الشهر الماضي، رأينا مجددا أنه لم ولن يحدث أي شيء كما كان في الماضي". وتابع: "حكومات حزب العدالة والتنمية على مدار 15 عاما، نقلت تركيا إلى الصفوف الأمامية في سباق التنمية من جهة، وحاربوا بؤر الوصاية من جهة ثانية؛ حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم". وأكد يلدريم أن حزب العدالة والتنمية "اليوم أقوى من الماضي"، مشيرا إلى أنه "تخطى الكثير من الأزمات والمكائد والخيانات والوصايات"، وذكر منها "أحداث منتزه غزي ومحاولة الانقلاب في 17 - 25 ديسمبر/ كانون الأول وأحداث الدامية في 6-7 أكتوبر/ تشرين الأول (أحداث عين العرب السورية) وأخيرا محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز الماضي. وفي ليلة 27 مايو/أيار 2013، اندلعت شرارة أحداث "غزي بارك" في إسطنبول إثر اقتلاع بعض الأشجار من منتزه غزي المطل على ساحة تقسيم العريقة في قلب إسطنبول، في إطار مخطط لإعادة تأهيل المنطقة، وتصاعدت حدة الاحتجاجات في الأول من يونيو/حزيران 2013، وامتدت إلى مدن أخرى، رافقتها أحداث شغب قامت بها بعض التنظيمات لإيقاف المشاريع والاستثمارات الكبيرة وإسقاط الحكومة التركية، إلا أن الأخيرة تمكنت من تجاوز تلك الأزمة، التي كلّفت تركيا نحو 50 مليار دولار. وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2013، شهدت تركيا حملة توقيفات بدعوى مكافحة الفساد، طالت أبناء عدد من الوزراء، ورجال أعمال، ومدير أحد البنوك الحكومية، فيما اتهمت الحكومة التركية جماعة "فتح الله غولن" بالوقوف بشكل غير مباشر وراء العملية من خلال عناصرها المتغلغلة في القضاء، وذلك في مسعى لتقويض حكومة حزب "العدالة والتنمية". وسعت الجماعة إلى تنفيذ محاولاتها الانقلابية في 2013، عن طريق "امتداداتها المتغلغلة"، بشكل ممنهج داخل مفاصل الدولة، لاسيما في مؤسستي الأمن، والقضاء، والضلوع في تشكيل كيان موازٍ للدولة التركية. ولفت يلدريم إلى أن حزبه "وقف بشكل واضح وصريح"، ضد كل أشكال "العنصرية" و"القومية العرقية والمناطقية والدينية" منذ تأسيسه، مشيرا إلى أن حزبه احتضن كل المناطق وجميع الأطياف في المجتمع. وأوضح أن "حزب العدالة والتنمية"، من خلال نهجه الديمقراطي التحرري الذي لا يتدخل بشؤون أحد، رفع الكثير من المحظورات والقيود من جدول أعمال تركيا. وجدد يلدريم تعهده بإخراج منظمة "فتح الله غولن" ومنظمة "بي كا كا" الإرهابيتين من أجندة تركيا، كما تعهد بمواصلة تنفيذ المشاريع الاقتصادية العملاقة بكل تصميم. ولفت يلدريم إلى أن الأمن والاستقرار السياسي في البلاد على مدار 14 سنة، حقق استثمرار دوليا في تركيا بقيمة 169 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى انقاذ حكومات الحزب للبلاد التي كانت في مستنقع الديون، من سلطة لصندوق النقد الدولي. وأضاف أن اقتصاد بلاده شهد نموا في 26 ربعا متتاليا رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي شهدها العالم عام 2008، لافتا إلى توفير فرص عمل ل7 مليون شخص خلال مدة 14 سنة. وتأسس حزب العدالة والتنمية، في 14 أغسطس/آب 2001، بزعامة المؤسس رجب طيب أردوغان، ومنذ ذلك الحين والحزب يسير وفق المبادئ والأهداف التي رسمها، ليتمكن بعد ذلك من إثراء الحياة السياسية في تركيا، ومنحها رئيسين للجمهورية هما عبد الله غل، ورجب طيب أردوغان، و4 رؤساء وزراء وهم غل، وأردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم.